غونغور منغي - صحيفة وطن - ترجمة وتحرير ترك برس

أكثر تعبير صحيح نَصِفُ فيه حلف شمال الأطلسي هو التالي: "الله لا يحوجنا إليه، ولا يحرمنا منه أيضا".

أعضاء التحالف لم يستطيعوا عقد هذه القمة إلا بعد 6 أشهر من استباحة روسيا لكل الأراضي الأوكرانية.

في الإعلام الدولي، كُتب عن قمة الناتو التي تعقد الآن في ويلز، كُتب عنها أنها أهم قمة في تاريخ حلف شمال الأطلسي.

على جدول أعمال هذه القمة تتربع الأزمة الأوكرانية، ومستقبل أفغانستان، ومكافحة داعش، وأيضا قضية التنصت السري بين دول التحالف.

وتريد الدول الأعضاء في حلف الناتو دورا أكبر له لمواجهة حجم التهديدات التي من الممكن أن يتعرضوا لها.

يدل وضع أوكرانيا الضعيف اليوم بصورة قاطعة على ردة الفعل الضعيفة لحلف شمال الأطلسي.

أردوغان محظوظ...

ستتحدث القمة أكثر عن تهديد روسيا، لكن مشكلة داعش وما ينتج عنه يوميا من تهديدات لم يسبق لها مثيل، وتصرفات لا إنسانية وحشية، سيجعل القمة تخصص وقتا أكثر للحديث عن هذه المشكلة أيضا.

وقد تمنت "فاينانشال تايمز" في تقرير لها من الرئيس أوباما استغلال قمة الناتو لبدء حملة سياسية خارجية قوية.

وبعد ذلك تريد من الرئيس أوباما إثبات أنه زعيم حقيقي من خلال تغيير طاقم وزارة الخارجية.

ربما ستكون أكثر نتيجة ملموسة سيحصل عليها رئيس الجمهورية أردوغان من خلال هذه القمة هو اعتذار "ميركل" عن فضيحة التنصت على تركيا، أو ربما على الأقل أن تعد تركيا أن لا يحدث ذلك مجددا.

لم ترض ألمانيا حتى اللحظة ليس بالاعتذار فحسب، وإنما لم ترض حتى بإعطاء وعد بعدم تكرار ذلك مجددا.

صمت الحملان

دافعت المعارضة في ألمانيا عن تصرف حكومة "ميركل" المنافق تجاه تركيا بسبب أنها اعترضت بشدة على قضية تنصت الولايات المتحدة الأمريكية على ألمانيا.

وهناك نقطة ضعف يعتبرها برلماني ألماني بأنها نقطة قاتلة وهي أن 3 ملايين تركي يعيشون في ألمانيا.

هذا الحشد الكبير لا يستطيع أن يخلق طنين ذبابة في السياسية الداخلية لألمانيا!

فعلى الرغم من فضيحة التنصت لم تغيّر حكومة "ميركل" سياستها الداخلية على الإطلاق.

وحتى لو لم يكونوا أتراك، لو أنهم جاؤوا من أي دولة أكثر ديمقراطية، لتعاملت حكومة "ميركل" مع هذه الكتلة من البشر بصورة جدية أكثر، لكنهم لم يخلقوا أي تأثير تجاه هذه الحادثة.

علينا أن نأخذ درسا قاسيا من هذه الحادثة.

فمتى سندرك أن أي كتلة بشرية غير واعية، وغير منظمة، مهما كان حجمها وعددها لن تشكّل عامل قوة على الإطلاق ما لم تجتمع وتتوحد.

عن الكاتب

غونغور منغي

كاتب في صحيفة وطن


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس