ترك برس

وصل رئيس إقليم شمال العراق "مسعود برزاني" البارحة 9 كانون الأول/ ديسمبر 2015، إلى أنقرة في مستهل زيارة رسمية يناقش من خلالها التطورات الأخيرة في المنطقة، مع القيادة التركية، وكان في استقبال برزاني نائب وزير الخارجية "فريدون سينيرلي أوغلو" في مطار "أسان بوغا" في العاصمة التركية "أنقرة"، وغداة الاستقبال الرسمي التقى برزاني برئيس جهاز الاستخبارات التركي "هاكان فيدان" في اجتماع مُغلق استمر لمدة ساعة ونصف.

وكانت المحطة الثانية من زيارة برزاني لأنقرة، استقباله بمراسم رسمية من قبل الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" بقصر الرئاسة في أنقرة، وعقب انتهاء الاجتماع المُغلق الذي عقده الرئيسان بشكل مُغلق لمدة ساعتين، لم يتم إلقاء أي تصريح صحفي بخصوص الاجتماع من قِبل أي جهة رسمية.

وعلى الرغم من الانغلاق التام للاجتماعات الجارية بين القيادة التركية وبرزاني إلا أن صحيفة "خبر ترك" نقلت عن مصادر مُطلعة في رئاسة الجمهورية التركية تأكيدها أن "موضوع مكافحة الإرهاب هو الموضوع الأساسي الذي سيطر على المحادثات المشتركة بين الطرفين، وشمل مفهوم الإرهاب منظمات عدة على رأسها "حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" وداعش".

وأوضحت الصحيفة أن المصادر المطلعة أكدت لها على أن "رئيس الجمهورية التركية "رجب طيب أردوغان" تطرق إلى موضوع مكافحة الإرهاب بشكل ملحوظ مؤكدًا على عزم تركيا وإرادتها لتخليص المنطقة من العناصر الإرهابية التي تنغص الأمن والسلم على المنطقة وشعوبها".

وحسب ما نقلته الصحيفة، فقد كشفت المصادر المُطلعة أن "الطرفان ناقشا الدعم المادي واللوجستي المُقدم للتحالف الدولي، وأكدا على ضرورة زيادة حجم الدعم المُقدم، وزيادة الضغط على قيادة التحالف الدولي لإتخاذ خطوات ملموسة أكثر جديةً للقضاء على داعش".

وحسب ما تورده الصحيفة أيضًا، فإن المصادر المطلعة ذكرت أن "الطرفين أكدا على ضرورة تشجيع التعايش المشترك في المنطقة بين التركمان والأكراد والعرب والأتراك، واجمعا على ضرورة تجنب تبني المواقف التي تزيد من شعلة الحروب المذهبية في المنطقة".

وأما المحطة الثالثة في زيارة برزاني لأنقرة، فكانت استقباله من قبل رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو" في مقر رئاسة الوزراء بالعاصمة "أنقرة، وحسب موقع "تايم ترك" التركي، فإن المعلومات التي صدرت عن المركز الإعلامي لرئاسة الوزراء، أفادت بأن "الاجتماع الذي تم عقده بين الطرفين، استمر لمدة ساعة ونصف، ولم يُدلِ كلا المسؤولين بأي تصريحات عن تفاصيل المحادثات التي جرت بينهم".

ونقل الموقع عن المركز الإعلامي تصريحاته التي تؤكد على احتلال قضية "مكافحة الإرهاب" رأس قائمة المواضيع التي تم مناقشتها بين الطرفين.

والتقى برزاني بوزير الدفاع التركي "عصمت يلماز" في المحطة الرابعة لزيارته التي شهدت عدة لقاءات مُكثفة جمعت بينه وبين القيادات التركية، وبعد اللقاء المُغلق الذي جمع بينهما، أدلى برزاني بتصريحاته الصحفية المُجملة لزيارته لأنقرة.

وأشار برزاني إلى أنه "اتفق مع أنقرة على ضرورة توحيد الجهود المشتركة بين أنقرة وإقليم شمال العراق للقضاء على المنظمات الإرهابية والتهديدات التي تُسببها لأمن واستقرار المنطقة".

وأكد أن "المحادثات كانت إيجابية وبناءة، والنتائج الإيجابية لهذه المُحادثات لن تأخذ وقت طويلًا للظهور إلى السطح".

وقال برزاني إن "تركيا أبدت استعدادها التام لمكافحة داعش بشكل فعلي، ونحن بدورنا نؤكد على استعدادنا التام للعمل المشترك معها لتحقيق الأمن والسلم للمنطقة، وقد توصلنا خلال الاجتماعات التي تم إجراؤها على كافة المستويات إلى الاتفاق على التحرك المشترك للقضاء على داعش".

وشدد برزاني على أهمية "عملية السلام الوطني" بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، لأنه، حسب وصفه، لا سبيل للحصول على الحقوق كاملة إلا عبر المحادثات السلمية.

وفي رده على سؤال "هل تقف أربيل إلى جانب تركيا أم إيران، في ظل الاستقطاب العميق الذي طرأ على الساحة الإقليمية في الفترة الأخيرة" أفاد برزاني بأن "أربيل لا تقف إلى جانب أي طرف من الأطراف، فتركيا وإيران أصدقاء سواسية بالنسبة "لكردستان" ولكن لن نسمح لأي طرف أن يستخدم منطقتنا للتنافس وتصفية حساباته الخاصة بمصلحته القومية".

وفي نهاية تصريحاته الصحفية عبر برزاني عن شكره الشديد لتركيا على استقباله والهيئة المرافقة بكل حفاوة، وتمنى أن تكون الأيام القادمة فاتحة خير على جميع الأطراف في المنطقة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!