
ترك برس
صرح المتحدث الرسمي باسم الخارجية التركية "طانجو بيلغيتش"، بأنّ التحالف الإسلامي المزمع تشكيله بقيادة المملكة العربية السعودية ضدّ الإرهاب، "ليس عسكريًا"، مشيرًا إلى أنه "يستحوذ على أهمية فيما يخص التنسيق العسكري، والاستخباراتي، والايديولوجي، بين الدول المشاركة فيه"، منوّهًا إلى "دعم تركيا لهذا التحالف الذي سيضم عددًا من الدول الإسلامية".
وأضاف بيلغيتش، في معرض تعليقه على المسألة، أن تشكيل الدول الإسلامية لمثل هذا التحالف، "سيكون ردًا مناسبا على الجهات التي تسعى إلى صبغ الإسلام بالصبغة الإرهابية"، لافتًا إلى "دعم تركيا لكافة الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب"، مضيفًا أنّ "المسؤولين السعوديين، سيقومون بعرض تفاصيل التحالف بشكل أكثر، خلال الفترة القادمة".
وكان رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، قال إن "اتخاذ البلدان الإسلامية موقفًا موحدًا ضد الإرهاب، يعد أقوى جواب يوجه للساعين نحو ربط الإرهاب بالإسلام"، مؤكدًا استعداد بلاده للمساهمة "بقدر المستطاع، في حال ترتيب اجتماع لمكافحة الإرهاب".
واعتبر محللون وخبراء سياسيون، أن التحالف الإسلامي حتى الآن "ورقة سياسية تلوح بها الرياض"، إلا أن "التحالف العسكري مع تركيا وربط قرار مصر بحزمة مساعدات قد يترجمه لعمل عسكري لاحقا"، مشيرين إلى أن الغرب استخدم شعار محاربة الإرهاب لتعزيز خطة التقسيم، وروسيا استخدمته في التدخل لإسناد الأسد، والآن السعودية تلعب بنفس الورقة".
ولفت البعض، إلى أن توقيت إعلان التحالف الإسلامي قبل يوم من اجتماع لافروف وكيري حول سوريا جاء لتذكير الروس بهزيمة أفغانستان التي وقف العالم الإسلامي خلفها، مشيرين إن أهمية التحالف الجديد، بخلاف العمليات العسكرية التي سينفذها ضد الإرهاب، تكمن في أنه يمثل التيار الإسلامي المعتدل، الذي يتولى محاربة التطرف، مبينين أنه يمثل "ضرورة لمنع روسيا وإيران من احتكار مكافحة الإرهاب واستغلاله لخدمة أهدافهما".
الكاتب الصحفي التركي، إسماعيل ياشا، قال معلقًا على موقف بلاده من التحالف الإسلامي، إن "المفهوم من تصريحات داود أوغلو، أن تركيا انضمت إلى هذا التحالف تلبية لدعوة السعودية دون أن تجري مباحثات ودراسات تحدد أطر التحالف وأهدافه، ولم تكن هناك تقارير أو تصريحات تشير إلى التحالف قبل إعلانه"، ولذلك كانت مشاركة تركيا فيه مفاجئة لم يصدقها كثيرون في تركيا إلا بعد تأكيد رئيس الوزراء التركي".
وأشار ياشا إلى أن "الشارع التركي لا يعرف حتى الآن أهداف هذا التحالف، ولكن المؤكد أن اصطفاف تركيا مع مصر السيسي وأنظمة أخرى تحارب تطلعات الشعوب المتعطشة للحرية سوف تثير موجة استياء في صفوف الإسلاميين الأتراك".
وقررت 34 دولة إسلامية، تشكيل تحالف عسكري بقيادة المملكة العربية السعودية، لمحاربة الإرهاب، يكون مقره في العاصمة الرياض لقيادة العمليات والتنسيق.
وبحسب بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية في وقت متأخر من مساء الإثنين الماضي، فإن التحالف جاء "انطلاقًا من أحكام اتفاقية منظمة التعاون الإسلامي لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره والقضاء على أهدافه ومسبباته، وأداءًا لواجب حماية الأمة من شرور كل الجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة أيا كان مذهبها وتسميتها والتي تعيث في الأرض قتلًا وفسادًا وتهدف إلى ترويع الآمنين".
وشدد البيان المشترك على تطوير برامج والآليات اللازمة لدعم محاربة الإرهاب ووضع الترتيبات المناسبة للتنسيق مع الدول والجهات الدولية في سبيل خدمة المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب وحفظ السلم والأمن الدوليين.
ووفق البيان، سيشارك في التحالف 34 دولة عضو في منظمة التعاون الإسلامي هي المملكة العربية السعودية، والمملكة الأردنية الهاشمية، والإمارات العربية المتحدة، وجمهورية باكستان الإسلامية، ومملكة البحرين، وجمهورية بنغلاديش الشعبية، وجمهورية بنين، والجمهورية التركية، وجمهورية تشاد، وجمهورية توغو، والجمهورية التونسية، وجمهورية جيبوتي، وجمهورية السنغال، وجمهورية السودان، وجمهورية سيراليون، وجمهورية الصومال، وجمهورية الغابون، وجمهورية غينيا، ودولة فلسطين، وجمهورية القمر الاتحادية الإسلامية، ودولة قطر، وكوت دي فوار، ودولة الكويت، والجمهورية اللبنانية، ودولة ليبيا، وجمهورية المالديف، وجمهورية مالي، ومملكة اتحاد ماليزيا، وجمهورية مصر العربية، والمملكة المغربية، والجمهورية الإسلامية الموريتانية، وجمهورية النيجر، وجمهورية نيجيريا الاتحادية، والجمهورية اليمنية.
كما أشار البيان إلى وجود عشر دول إسلامية أخرى بينها جمهورية أندونيسيا، أبدت تأييدها لهذا التحالف وستتخذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!