ترك برس
محمد راغب باشا (Koca Mehmet Ragıp Paşa) هو سياسي عثماني، وعالم بالعربية، وشاعر، ودبلوماسي، ومترجم، وكان الصدر الأعظم في فترة حكم السلطانين عثمان الثالث ومصطفى الثالث، ويعرف باشا بشخصيته الشاعرية.
ولد باشا في عام 1698 بإسطنبول، وتوفي فيها بعام 1763. والده "شوقي مصطفى أفندي" كان يعمل كاتبا. ولذا بجانب والده تعلم اللغات الشرقية: العربية والتركية والفارسية، وكتب باشا النثر البليغ ونظم الشعر الموزون بهذه اللغات.
وكان له تأثير في صياغة معاهدة بلغراد واحتوائها على بنود لصالح العثمانيين والتي تم توقيعها بين الروسية والدولة العثمانية بعام 1739. وعلى هذا النجاح تم تعيين راغب باشا في منصب "رئيس الكتاب" في ما يشبه وزارة الخارجية اليوم. وفي عام 1743 عين واليا على مصر برتبة وزير وبقي هناك خمس سنوات.
وفي عهد السلطان عثمان الثالث، وصل راغب باشا على أعلى المراتب في الدولة العثمانية، حيث تولي منصب الصدر الأعظم بعام 1757. وحتى في عهد السلطان مصطفى الثالث استمر في منصبه.
وفي أثناء عمله بدأ الحربية العثمانية ببناء السفن، كما بني "مسجد لآلة لي" بمنطقة لآلة لي في إسطنبول قرب جامع الفاتح. واكتمل بناء هذا المسجد خلال سنتين، وبعد انتهائه نقل باشا جميع كتبه ومخطوطاته إليه. و قام باشا أيضا ببناء مدرسة ومكتبة تتميز بوجود مجموعة نادرة من الكتب نسخها بأيدي مشاهير الخطاطين العثمانيين.
وفي مكتبة راغب باشا التي تقع في منطقة "لآلة لي" بإسطنبول؛ 163 مجلدا مخطوطا له أكثرها بالعربية، وأقل من 100 مخطوطة باللغة الفارسية والعثمانية، وتضم إلى جانبها بعض المجلدات التي تشمل 70 كتابًا ورسالة.
كما يحفظ في المكتبة 552 من الكتب العربية المطبوعة القديمة، وفيها 1794 كتاب مطبوعة بالتركية العثمانية، و3634 كتاب مطبوعة بالتركية الحديثة.
وفي عام 1758 تزوج راغب باشا من "صالحة سلطانة" وهي أخت السلطان مصطفى الثالث. وهذا كان زواجه الثالثة.
وكان راغب باشا يكتب الشعر بثلاثة لغات؛ العربية والفارسية والتركية. وبالأغلب كان يكون شعره فلسفي. ويعد ممثل شعر الديوان التركي في القرن الثمانية عشر.
وفي أواخر منصب الصدر الأعظم بسبب مرضه توفي محمد راغب باشا، ودفن بجانب مدخل مكتبته في إسطنبول.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!