ترك برس

نجم الدين أربكان، اسم أصبح جزءا من تاريخ الحياة السياسية والحزبية في تركيا لا يمكن تجاهله رغم بعض محاولات الإقصاء والتهميش. منذ شبابه وحتى وفاته، عمل أربكان لأجل وطنه ولأجل الأمة الإسلامية وفي إطارها قام بالكثير من النشاطات هامة في تركيا، وحتى في بلاد إسلامية أخرى.

يقول الكاتب محمد قطيش في مقال له بعنوان "نجم الدين أربكان": إن أربكان كما لقب بـ"المجاهد" ولقب أيضا بـ"مهندس الحركة الإسلامية في تركيا". وهو من الوجوه الأبرز بين الإسلاميين في تركيا، وصاحب تاريخ سياسي حافل ومميز، تنقل فيها من نائب مستقل، إلى زعيم حزب، فأحزاب ورئيس حكومة. وهو إسلامي وجد نفسه في بلد، رغم تاريخه الإسلامي العريق، يحارب الإسلام (السياسي بالحد الأدنى). لم ييأس يوما من تأسيس الأحزاب التي كانت تحل الواحد تلو الآخر من قبل السلطة العلمانية.

ويرى الباحث حارث الحديثي في مقال بعنوان "نجم الدين أربكان.. رأس الحربة.. قراءة في تجليات التجربة"، فإن لأربكان رؤية خاصة به وأساليب خاصة به كذلك فإسلامية أربكان كانت وطنية ولم تصطدم أو تتقاطع مع القيم الوطنية، وهو الذي سمى حركته "ملي غوروش" أي النظرة الوطنية، وكان يعتمد المصطلحات الإسلامية في خطابه فهو كان يكثر من استعمال مصطلح الجهاد و هو عنده عمل مضني و بذل جهد من أجل الإصلاح وإن حاول المفسدون تشوية الكلمة. ومن شعاراته "الأخلاق أولا".

وفي إطار السياسية الخارجية كان أربكان من أكثر السياسيين الأتراك انفتاحا على العالم الإسلامي منذ أن شغل منصب نائب رئيس الوزراء في السبعينات، وبعد أن أصبح أربكان رئيسًا للوزراء في تركيا زاد هذا الانفتاح، حيث أنه أسس الاتحاد الاسلامي.

 تأسيس الاتحاد الإسلامي (D8)

نجم الدين أربكان في أثناء وجوده على رأس الحكومة التركية في عام 1997، كانت أولى خطوته نحو الاتحاد الاسلامي، هو تأسيس "اتحاد الدول الثمانية"، بمشاركة تركيا وباكستان وإيران وماليزيا وبنغلاديش ومصر ونيجيريا وإندونسيا.

وفي هذا الصدد، قالت الكاتبة منال الصالح في كتابها "نجم الدين أربكان ودوره في السياسة التركية" حول ظهور الاتحاد الاسلامي: "وقد أظهر مشروع الاتحاد الإسلامي بأن حزب الرفاه يحمل رؤية للوحدة الإسلامية في المقام الأول، ولتصور أربكان بأن عضوية تركيا الكاملة في الاتحاد الأوروبي لن تكون ممكنة في المستقبل إذا لم يكن لأي سبب آخر إلا لأن الأوروبيين لن يقبلوا الأتراك بوصفهم أعضاء فطالما أعلن أربكان أن الاتحاد الأوروبي ليس إلا ناديًا مسيحيًا، وهذا التشخيص أنهى المسألة في نظره، فإذا لم تكن أوروبا من حيث المبدأ تقر بإعطاء تركيا العضوية الكاملة في المستقبل فإنه كان عبثا وإذلالا لتركيا من مطالبتها بالالتزام بمجموعة مطالب سياسية واقتصادية.

وفي المقام الثاني، إن أربكان رأى أنه ليس لتركيا خيار سوى تعزيز تعاونها مع العالم الإسلامي تحت تلك الظروف بل إن مثل هذا التعاون الذي ستكون D8 أداة لتحقيقه خلافا لعضوية الاتحاد الأوروبي ممكنا وضروريا، كان إنشاء مجموعة D8 وبمبادرة تركية أمرا ضروريا بالنسبة لأربكان لأنه يرمز إلى التحدي من جانب البلاد الإسلامية والعربية ضد النظام الدولي الجديد لما بعد الحرب الباردة المتسم بالاستغلال الغربي للدول النامية والكيل بمكيالين (الإدانة والقهر).

شعار الاتحاد الاسلامي

اتخذ الاتحاد الإسلامي شعارا بشكل نجوم ستة، وهذه النجوم تشير إلى الأسس و المبادئ الرئيسية للاتحاد. وهي؛

- لا للحرب بل السلام.

- لا للقتال بل الحوار.

- لا للثنائية وسياسة الوجهين بل العدالة.

- لا للتكبر والطغيان بل المساواة.

- لا للاستعمار بل للتعاون.

- لا للتضييق والهيمنية بل حقوق الإنسان والديمقراطية.

توفي أربكان في عام 2011 في إحدى المستشفيات بالعاصمة التركية أنقرة عن عمر يناهز 84 عاما، ودفن في مقبرة "مركز أفندي" في إسطنبول.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!