
ترك برس
فتحت النيابة العامة في العاصمة التركية، أنقرة تحقيقًا بحق الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي "صلاح الدين دميرطاش"، وذلك على خلفية تصريحاته المتعلقة بالادراة الذاتية.
وجاء في تقرير لوكالة الأنباء التركية، الأناضول، بهذا الشأن، أن النيابة العامة فتحت التحقيقات اعتمادًا على القانون المتعلق بالجرائم ضد النظام الدستوري في البلاد، وأن مكتب تحقيقات جرائم الصحافة التابع للنيابة، سيرسل أوراق التحقيق بحق دميرطاش، إلى مكتب الجرائم البرلمانية التابعة لنيابة أنقرة.
واعتبر مكتب تحقيقات جرائم الصحافة، الأخبار التي تناولتها الصحف التركية بشان تصريحات دميرطاش المعنية، و"دعوته للتمرد بذريعة عين العرب (كوباني)" بمثابة بلاغ ضده، وفتحت النيابة التحقيق بموجب "المواد المتعلقة بالجرائم المرتكبة ضد النظام الدستوري وسيره"، و"تحريض الناس على الكراهية والعداء"، و"الإشادة بالجرائم والمجرمين" في قانون العقوبات التركي.
وكان دميرطاش ردّ على سؤال وجهه أحد الصحفيين قال فيه "حين يطالب حزب الشعوب الديمقراطي التركي بالإدارة الذاتية، يُفهم على أنه انفصال عن تركيا، أنتم هل تفكرون هكذا؟"، قائلًا: "مناقشة شكل الإدارة هي من متطلبات الديمقراطية"، وفق قوله، مضيفًا "أعتقد أننا لو شرحنا (الحكم الذاتي) على أنه لا يشكل تهديداً، بل على أنه مضادٌ للتحول إلى نظام ديكتاتوري، حينها نستطيع تطبيق حكم ذاتي في تركيا، وإذا قيل للأكراد لا تستطيعون طلب حكم ذاتي أو نظام فيدرالي وصلاحيات إضافة للبلديات، حينها سيذهبون نحو الانفصال، ووقتها سيميل الأكراد إلى مناقشة الانفصال، وهذا ليس بيدنا"، على حد وصفه.
في معرض تعليقه على تصريحات دميرطاش والأحداث التي تشهدها المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية للبلاد، قال رئيس الوزراء التركي، أحمد دواد أوغلو، خلال مؤتمر صحفي عقده بمطار أتاتورك الدولي في إسطنبول قُبيل توجهه إلى صربيا اليوم الاثنين، إنه سيناقش مسألة إعداد مسودة دستور جديد للبلاد مع جميع الأطراف، إلا أنه لن يناقش وحدة تركيا وترابها مع أحد، (في إشارة إلى حزب الشعوب الديمقراطي).
وأضاف رئيس الوزراء داود اوغلو أنه لن يناقش مسألة تضحية الجنود الأتراك بأرواحهم في عمليات مكافحة الإرهاب، لرفع الحواجز وردم الخنادق التي يحفرها إرهابيو منظمة "بي كا كا"، من أجل ضمان وصول الأطفال إلى المدارس.
واعتبر أحمد داود أوغلو وصف دميرطاش إسقاط المقاتلة الروسية من قبل تركيا بالأمر الـ"خاطئ" خلال زيارته التي أجراها إلى روسيا مؤخرًا، بأنه "فضيحة وخيانة بكل معنى الكلمة".
وأضاف داود أوغلو، أن "هرولة دميرطاش، لزيارة روسيا من أجل إبداء الدعم، بينما المقاتلات الروسية تقصف التركمان والعرب والأكراد الأبرياء في إعزاز وحلب وإدلب وبايربوجاق بسوريا، خيانة واضحة لهذه الأمة".
وكان بيان صادر عن رئاسة الوزراء أشار إلى الغاء داود أوغلو لقائه المزمع مع زعيم الشعوب الديمقراطي (غالبية أعضائه من الأكراد)، صلاح الدين دميرطاش، لمناقشة اعداد دستور جديد، وذلك على خلفية التصريحات الصادرة من قيادات الحزب في الآونة الأخيرة " البعيدة عن اللباقة السياسية، والرامية إلى خلق استقطاب في البلاد، ولا تتماشى مع ثقافة العيش المشترك المترسخة في المجمتع، وتعد انعاكسا لموقف سياسي ضحل يعتمد على الصراع والتوتر".
وشهدت تركيا في يومي 6 و7 تشرين الأول/أكتوبر من 2014، أحداث عنف وشغب من قبل أنصار منظمة "بي كا كا" الإرهابية، بذريعة هجمات تنظيم "داعش"، على عين العرب (كوباني) السورية، ذات الغالبية الكردية، في ريف محافظة حلب، حيث خرجوا إلى الشوارع، بناء على دعوة حزب الشعوب الديمقراطي، في 35 ولاية، وأسفرت الأحداث عن استشهاد شرطيين، ومقتل 31 مدنيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!