أوكان مدرس أوغلو - جريدة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

حوارات مثيرة كانت في كواليس قمة الناتو التي عقدت في ويلز الأسبوع الماضي، بمشاركة رئيس الجمهوري طيب أردوغان. بُحث في القمة مادتان هامتان بالنسبة لتركيا هما:

1- الدور المنتظر من أنقرة على طريق المكافحة الدولية لداعش.

2- طلب تسليم زعيم التنظيم الموازي غولن، أو طرده خارج الولايات المتحدة الأمريكية.

***

للتوضيح، وعلى خلاف ما تظهره الصحف الأوروبية، فإن أعضاء حلف الناتو لم يوجهوا أي تهمة أو حتى لم يكن هناك جو عام يتهم تركيا بالتقصير تجاه مسألة داعش. بالعكس تماما، الأحاديث كلها كانت تدور عن حجم انضمام الشباب من أوروبا إلى تنظيم داعش، وكان هذا الموضوع الأكثر مناقشة بين زعماء الدول. على سبيل المثال، سُئل رئيس فرنسا هولاند ورئيس إنجلترا كاميرون عن عدد الأشخاص الذين انضموا من دولتيهما الى داعش. كاميرون يقول أن عدد المنضمين من إنجلترا الى داعش 700-800 شخص. بينما قال هولاند إن عدد المنضمين إلى داعش من فرنسا يقارب الألف شخص. والرئيسان عبرا عن أسفهما من عدم مقدرتهم على منع هذا الأمر "لأنهم يخرجون من الدولة كسياح" على حد قولهم. أما أردوغان فقال: "المقاتلون المنضمون إلى داعش يأتون من أوروبا، علينا مشاركة المعلومات الاستخبارية حتى لا ندخلهم عبر حدودنا، ونحن إلى الآن منعنا دخول أكثر من 6 آلاف اسم إلى تركيا".

***

يتم الآن تشكيل "قوة مركزية" بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة داعش، ونحن نعلم أن أنقرة والعراق هما أكثر الدول المتأثرة بالأحداث في سوريا وهما أكثر من يدفع الثمن. وهاتان الدولتان شاهدا خطر داعش قبل مدة طويلة من إدراك الغرب للخطر الحقيقي لهم. وهنا تأتي أهمية هاتين النقطتين:

1- مكافحة داعش يجب أن لا تعني منح الشرعية لنظام الأسد، بل يجب الاستمرار بدعم المعارضة المعتدلة.

2- يجب على حكومة العراق المركزية وكذلك إدارة الحكم الذاتي الكردي أن يعملا سويا من أجل القضاء على داعش. ويجب أن لا تصل الأسلحة التي سترسل لكردستان، إلى حزب العمال الكردستاني. وبكل تأكيد يجب ضمان حماية أرواح موظفي القنصلية التسع وأربعين وعائلاتهم الذين هم الآن رهائن بيد داعش. وزعماء الناتو عبروا عن هذه النقطة بقولهم: "نعلم أن هناك 49 مواطنا يعيشون صعوبات كرهائن بيد داعش".

***

بينما محادثات مكافحة التنظيم الموازي فبعض تفاصيلها قد انتشر في الصحف. ونعلم أن أردوغان وعند لقائه الثنائي مع أوباما تحدث بكل وضوح عن طلبه تجاه غولن. وتدور أحاديث على أن أوباما طلب معلومات ووثائق، وكذلك طلب تعاون جهازي الاستخبارات سويا لتقييم هذا الأمر. لكن الأهم هنا أن الولايات المتحدة الأمريكية تفهمت قلق تركيا نحو أمنها القومي، وأنها ستأخذ أي موضوع يهدد الأمن القومي التركي على محمل الجد.

عن الكاتب

أوكان مدرس أوغلو

كاتب في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس