ترك برس

تناول الباحث مهنّا الجبيل البعد الإقليمي لما يجري في سوريا، مؤكداً أنّ أهمية هذا البعد تأتي من أنّ الإقليم كان حاضراً بقوة مع الثورات في التاريخ الإنساني كله، وذلك في دراسة نشرها موقع الجزيرة نت بعنوان "الإقليم وثورة سوريا.. اختناق أم اختراق"، تناول فيها هذا البعد بالنسبة لتركيا والعراق ولبنان والأردن ودول الخليج العربي.

يتحدث الجبيل عن علاقة تركيا بالثورة السورية فيقول إنّها "مرتكز وجودها وشريان حياتها بعد الله"، مشيراً إلى امتلاك النظام السياسي الديمقراطي في تركيا جسوراً فكرية وإنسانية مشتركة مع الثورة، وهي ضمن الحاجة الطبيعية لاستقراره في حال انتصرت.

من ناحية أخرى، لا تزال هناك عوامل مسببة للقلق بالنسبة للنظام السياسي التركي وهي: مناطق الأكراد في سوريا، وعلاقة المعارضة التركية بالطائفة العلوية، والتصعيد على الحكم داخلياً وخارجياً عبرها، والخشية من فقدات الميدان السوري كليا أمام تفتت الثورة داخليا واستخدام داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) في عملية نوعية تدخل حدود تركيا لتوريط حكومة حزب العدالة والتنمية.

يشير الباحث إلى أنّ مصلحة أنقرة وحكمها الإسلامي الديمقراطي أن تنتصر الثورة بحكم مدني ذي جذور إسلامية مستقر اجتماعيا، ولذلك يرى أنّ الأضلاع الثلاث التي تحتاجها الثورة مع كل العمق الإقليمي وخاصة مع أنقرة هي: بناء تجمع اجتماعي حاضن لفصائل الثوار يتشكل من حضور قوي في جغرافيته وقدراته ونضج تصوراته وليس لازماً أن يحوي كل الفصائل والعناصر.

والضلع الثاني هو الهيئة السياسية الممثّلة، بإعادة تشكيلها بحسب الرؤية المصلحية لمبادئ والبناء المدني لتنسيقيات الثورة. أما الضلع الثالث فهو معالجة فوضى الفتوى والتشظي، عبر "تحقيق تجمع منهجي يعتمد الرؤية الجمعية لعلماء أهل السنة الراشدة في مداولة المستجدات".

ويرى مهنّا الجبيل أخيراً أنّ الدعم المنتظر لتحقيق الثورة اختراقاً مهما، يحتاج لدعم إقليمي من أنقرة عبر مسارين: توسيع وإنشاء مناطق آمنة أو شبه ىمنة لترحيل ضخم مؤقت يؤمن الناس من براميل الإرهاب. وتشجيع أنقرة للحصول منها على أسلحة نوعية مع بقاء تسهيلات تمرير بعض السلاح عبر الحدود.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!