
ترك برس
استيقظت إسطنبول، صبيحة يوم الثلاثاء، الموافق 12 كانون الثاني/ يناير 2016، على وقع انفجار استهدف بعض السياح الذين كانوا داخل جولات سياحية في ميدان السلطان أحمد الذي يُوصف على أنه قلب السياحة في العاصمة السياحية والاقتصادية لتركيا "إسطنبول".
وقُيم التفجير على أنه رسالة مليئة بالكثير من العبارات التي تخاطب السياسة الخارجية التركية وطبيعتها، لا سيما السياسة الخارجية التركية الخاصة بسوريا والخطط التي تسعى عدة أطراف دولية إلى تطبيقها في سوريا، حسب مصالحها الاستراتيجية.
وحسب تقديرات الباحث السياسي "تشاتي أوزدامير" الذي يقيم الرسالة التي تحملها التفجيرات في مقاله "المعنى الاستراتيجي لتفجير داعش"، نُشرت في "ًصحيفة "صباح"، بتاريخ 16 كانون الثاني 2016، فإنه لا يمكن تقييم تفجير داعش الذي استهدف إسطنبول على أنه تفجير عابر بل هو تفجير مقصود في الوقت والمكان يحمل في طياته عددًا من التفاصيل الخفية التي تستدعي التنقيب والتبصر والإمعان.
ويرى أوزدامير أنه ليس هناك أبحاث ونتائج أكيدة تكشف النقاب عن الجهة الراعية والداعمة رسميًا لداعش وتحركاتها وعملياتها في المنطقة، ولكن من الأمور الواضحة وضوح الشمس هو أن داعش أكبر جماعة "إرهابية" عملت على تقويض الثورة السورية وانتصاراتها وتقدمها نحو دمشق، وذلك بين في أكثر من جبهة ونقطة ولا يستدعي أن يتم إثباته بالدلائل والبراهين.
ويردف أوزدامير موضحًا أنه من خلال الاعتماد على الأهداف التي تعمل داعش على استهدافها يُستخلص أن داعش تستهدف جميع الأطراف التي تعمل على دعم الثورة السورية والوقوف إلى جانبها، حيث تم استهداف تركيا وبعض الدول الغربية أكثر من مرة ولكن إلى الآن لم يُسمع عن استهداف داعش للعاصمة الإيرانية أو الروسية، ودعنا نقول طهران وموسكو حتى يتضح عنوان أعداء الثورة السورية التي تدعي داعش أنها أتت لإتمامها، بشكل أكبر وأفضل.
وفي تقريره الصحفي "شاجبي انفجار السلطان أحمد"، نُشر على الصفحة الإلكترونية لقناة "سي أن ترك"، بتاريخ 13 كانون الثاني 2016، يُشير الصحفي السياسي "مصطفى أوزداباك"، إلى أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المُتحدة الأمريكية التي أكدت خلال عملية تأسيسه على ضرورة محاربة داعش حتى لا تتمكن من التمدد في ربوع سوريا وخارجها، إلى اليوم لم يحقق أي نتيجة ميدانية على الأرض، وعلى ما يبدو ليس هناك نية صادقة للقضاء على داعش، إذ أن هناك أكثر من 50 دولة متحالفة للقضاء على جماعة مسلحة صغيرة، ولم تستطيع إلى الآن الخمسين دولة هذه القضاء على هذا التنظيم الصغير المحصور في عدة مناطق معلومة ومعروفة للجميع!!.
ويتابع أوزداباك منوهًا إلى أن مماطلة الولايات المُتحدة الأمريكية وغيرها من الدول في القضاء على داعش، جعلت من الأخيرة قوة فكرية ذات تأثير قوي على عقول الكثير من المواطنين السنة الذين أصبح الكثير منهم يرى منها المُخلص والمُنقذ من خطط إيران الشيعية وخطط الدول الأخرى التوسعية.
ويؤكد أوزداباك أن تمدد داعش أكثر وأكثر وظهورها في أكثر من مكان أمر وارد جدًا ما لم يتم اتباع الخطوات الجادة في القضاء عليها، تلك الخطوات التي تدعو إليها تركيا وتفني جهودًا مضنية لإقناع الجميع إلى تطبيقها ولكن ليس هناك أذان صاغية لتك الخطط المُجدية فعلًا في القضاء على داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية.
ومن جانبه، يبين الباحث السياسي "أحمد رفات ألبوز"، الكاتب السياسي في صحيفة "يني شفق"، في مقاله "الإرهابيون الأصليون"، نُشرت بتاريخ 20 كانون الثاني 2016، أن رسالة داعش إلى تركيا من خلال تفجيرات إسطنبول، مفادها بأن داعش ستستهدف تركيا في قلبها السياحي والاقتصادي إن لم توقف استهدافنا واستهداف مصالحنا في سوريا".
ويستطرد ألبوز في مقاله بالقول: "على ما يبدو أنه في ظل إصرار تركيا على القضاء على داعش ونظام الأسد ودعوة الدول الأخرى إلى الاتحاد للقضاء عليهما بشكل فعلي، فإن استهداف داعش لتركيا لن يتوقف وسيستمر حتى تُوقف تركيا خططها وتنعزل عن الساحة السورية بشكل كامل".
ويؤكد ألبوز أن استهداف باريس وأنقرة وإسطنبول في فترات زمنية متقاربة، تدفع الإنسان ليس للشك بل للتأكد على أن داعش تُعد الذراع الأيمن للنظام السوري والإيراني والروسي، إذ أن الدول التي تركز على استهدافها بشكل متكرر واستراتيجي هي تلك الدول التي ترفض بقاء الأسد على رأس الحكم وتطلب رحيله عن سوريا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!