بكر هازار - صحيفة تقويم - ترجمة وتحرير ترك برس

أثير الجدل حول تابوت المرحوم مصطفى كوتش الملفوف بالعلم العثماني التركي وذلك خلال مراسم تشييعه، وكان في ذلك رسالة ذات فحوى مثير.

إن حب الحقبة العثمانية لم ولن يمحى من قلوب الملايين من الشعب حتى لو اشمئز بعضهم من ذكر كلمة "الحقبة العثمانية" أو حتى لو ذم أجدادنا في كتبنا لسنوات.

وقد قال رئيس الوزراء العراقي العبادي منذ أيام في تصريح له: "إن هدف تركيا هو إحياء الخلافة العثمانية".

هذه هي أكبر مخاوفهم، يخافون من أن تأتي الحقبة العثمانية من جديد في المستقبل، لأنهم يعلمون ما جاءت به الخلافة العثمانية من عدالة وتسامح ومحبة لأرجاء الأرض على مدى 600 سنة.

لا تخطط أنقرة أبدا لاحتلال أي منطقة، بل على العكس تماما فهي تجاهد على أن تكون الحامي للمستضعفين والمظلومين في كل بقاع الأرض وهذا الأمر يزعج بعضهم.

صحيفة واحدة من بين هؤلاء وبالتحديد في لندن تنشر بين الفينة والأخرى أخبارا على غرار قول العبادي. تقول الصحيفة: "تعمل أنقرة على إحياء العصر العثماني"، وإيران المحبة للإنكليز تشاركهم الرأي.

ما أكثر الظلم الذي يحصل في المنطقة بسبب سيطرة الإرهاب ولهذا فإنهم يعلمون أن الناس تنتظر أنقرة بلهفة وشوق، وهم يستخدمون شتى الوسائل لعرقلة هذا الحب وتنظيم بي كي كي، ومن أجل ذلك يحفرون الخنادق.

تعقد اتفاقات قذرة بين المثلث طهران- بغداد- دمشق وبين موسكو، والروس يقصفون جبل التركمان بالطيران وإيران التي تستقدم مقاتلين شيعة من أفغانستان فتحت جبهة لقتل أبناء جلدتنا التركمان هناك.

حاول حزب الإتحاد الديموقراطي الذراع العسكري لبي كي كي جاهدا دخول مؤتمر جنيف الذي عقد من أجل حل الأزمة السورية. وهو يهدد بتسليح 47 ألف عنصر والدخول عن طريق حدودنا التركية.

والآن أصبحت روسيا ترسل السلاح بشكل رسمي علني لتنظيم بي كي كي بعدما كانت ترسله بشكل خفي، حتى أن وزير خارجيتها لافروف صرح في أحد المؤتمرات الصحفية بأن بي كي كي يناضل ضد داعش في العراق، وقال أيضا إن روسيا تنسق مع بغداد لنقل السلاح له.

ترسل روسيا السلاح لبغداد مع العلم أن هذا السلاح ليس موجه ضد داعش لكن بحجة داعش ترسل السلاح إلى بي كي كي وذراعه بي ي دي لكي تضرب من خلالهما جبل التركمان وبهذا تكون قد قطعت علاقة تركيا بالمنطقة.

حماية تركيا لأكراد معسكر بعشيقة في الموصل من خطر داعش تصيبهم بالجنون، وإن وحدتنا مع أكراد شمال العراق أحدثت فجوة في مثلث طهران- بغداد- دمشق ولهذا السبب تستخدم روسيا إيران وتنظيم بي كي كي لإسقاط البرزاني.

عملت أمريكا في آخر فترة على تخريب العلاقة بين كوباني وجبل قنديل، فقد أشيعت نية قتل القائد "ردور خليل" (من حزب بي يي دي) من قبل تنظيم بي كي كي.

خلط مؤتمر جنيف الأوراق، ومن أجل أن يجلس الكل بقوة على الطاولة فالكل يستخدم الهجمات بشكل جنوني في الساعات الأخيرة.

بعد كل هذا الوضع ماذا تفعل معارضتنا؟ لا تفعل أي شيء وكأن هذه الصراعات التي تهدد منطقتنا والخارطات الجديدة التي ترسم لا تعني لهم أي شيء وكأنهم لا يدرون أبدا بهذه الأحداث التي تجري، النائب عن حزب الشعب الجمهوري في ولاية أردهان "أوزتورك يلماز"، والذي احتجز كرهينة من قبل داعش، قال: "سنحدد من  الآن فصاعدا المشاريع والأهداف للسياسة الخارجية لحزب الشعب الجمهوري" يعني لايوجد هدف حتى هذه اللحظة.

وقد طرح سؤالا آخر في الشهر الماضي على قناة "سي أن أن تورك" قال فيه: "ما مصلحة تركيا من وضع قوات عسكرية في بعشيقة؟"، كيف يمكن أن يحدد الحزب أهدافه في السياسة الخارجية وهو إلى الآن  لا يفهم ما مصلحة تركيا من وضع قوات عسكرية في بعشيقة!

أرجو من الله أن يمنح شعبنا الصبر.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس