بكر هازار - صحيفة تقويم - ترجمة وتحرير ترك برس

الرياضيات والفيزياء والعلم والعقل والذكاء، جميعها تُجمع على أنّ الانقلاب يعود بالدولة إلى ما كانت عليه قبل 50 عاما. لذلك فإن القيام بمحاولة انقلاب مع العلم المسبق بنتائجها، تعني إما أن يكون الانقلابيون فاقدين لعقولهم ، وإما أنهم قد بلغوا من الدناءة درجةً تسمح لهم بأن يصبحوا خدماً لدى الآخرين، ذلك فضلاً عن خيانة الوطن.

اليوم، هو الذكرى السنوية لمحاولة الانقلاب التي تم إفشالها من قبل الآلاف من الأبطال، الغزاة والشهداء. إنه اليوم الذي جعل الخونة الذين باعوا أرواحهم وعقولهم للدول الأخرى يبحثون عن أوكار للاختباء داخلها. إنه اليوم الذي أُحبط فيه المشروع الذي تم تجهيزه في مراكز وكالة الاستخبارات المركزية، ومن ثم نقله إلى الخونة في بنسلفانيا وإدارته من أحد الفنادق في جزيرة "هيبيلي أدا". إنه اليوم الذي وقف خلاله الشعب التركي في وجه هذه الخيانة الدنيئة.

 لم يسبق أن شهد التاريخُ دولة خرج 6 ملايين شخص من شعبها خلال 6 دقائق فقط، للوقوف في وجه الدبابات والمجرمين، بعد دعوة رئيس الجمهورية الشرعي لهم للنزول إلى الشوارع. الشعب التركي هو أول شعب يستيقظ لمؤامرة ويقف في وجهها. كانت هذه المرة الأولى التي تنطلق فيها تركيا بهذه السرعة. إذ التفتت تركيا خلال الـ 10 سنوات الأخيرة نحو الخارج بشكل كامل بعد حصارها في نطاق النزاعات والصراعات البسيطة لعدة سنوات.

أصبحت تركيا بمثابة الشقيق الكبير الذي يبادر إلى مساعدة المساكين والمظلومين في جميع أنحاء العالم بدءاً من ميانمار، إلى أفريقيا والشرق الأوسط بأكمله. في حين ترك طابع الأخوّة الذي أظهرته تركيا أثراً كبيراً لا يمكن نسيانه لبعد 100 عام في نفوس الملايين من الناس. وهذا بدوره أصاب الغرب بحالة من التوتر والقلق، وبدأ بالتساؤل حول عودة الإمبراطورية العثمانية، مما دفعهم لاتخاذ وضعية الهجوم تجاه تركيا من خلال جميع أنواع الحصار، الإعلام ،السياسيين والخونة الذين يتحكمون بهم داخل تركيا.

تحولت عبارة "المشكلة الأكبر بالنسبة إلى تركيا هي وقوفها في طريق ضباع الغرب"، والتي استخدمها السلطان عبد الحميد خان بعد أن واجه العديد من الانقلابات، إلى ورقة رابحة في يد تركيا الآن. إذ أصبحت الدول التي سيطرت على مناطق النفط من خلال القضاء على الامبراطورية العثمانية، تعاني من ألم الاصطدام بالجدار التركي الذي أسسه قائدها القوي "رجب طيب أردوغان". نعم .. كان لديهم النفط، إلا أنهم كانوا يجدون تكاليف نقله باهظة الثمن. إذ كان البائع يغيّر زبائنه أكثر من 90 مرة إلى أن تصل السفن التي تحمل النفط الصادر من السعودية والعراق إلى الغرب. سيطرت تركيا الجديدة على شرايين الغرب من خلال اتفاقية إنشاء خطوط أنابيب لنقل النفط، وتمكنت بذلك من السيطرة على الصمام الذي يفتح الطريق أمام قسم كبير من مصادر الطاقة العالمية. إذ ظهر طريق النقل الذي كان يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة إلى تركيا قبل 100 عام، كورقة رابحة في يد تركيا الآن. لذلك كانت السيطرة على أنقرة تعني السيطرة على الصمام، أي على مسالك مصادر الطاقة. تركيا باتت شريان الحياة بالنسبة إلى الغرب فيما يخص نقل النفط.

لذلك بدؤوا بتحريك الفيروسات والجراثيم والطفيليات التي جعلوها تنمو وتتكاثر ثم تتسرب إلى أجهزة الاستخبارات التركية. جعلوهم يطلقون النار بالمروحيات، ويقصفون المناطق بطائرات الـ F16 ويقودون دباباتهم تجاه المدنيين. كانت تركيا الجديدة تنمو بشكل كبير، في حين كان حجم أوروبا يشهد انخفاضاً كبيراً. أصبحت أمريكا التي تزعم أنها سيد العالم، أكثر دولة متورطة بالديون، وتعيش بناء على البنية التحتية التي تأسست منذ 50 عاماً.

خصّصوا 32 مليون دولار بالاتفاق مع الفئران (تنظيم الكيان الموازي) من أجل الحروب. وهكذا دفعوا بالفأر البنسلفاني "فتح الله غولن" الذي تربّى على يد وكالة الاستخبارات المركزية إلى الساحة بهدف السيطرة على أنقرة.

 15 تموز/يوليو، هو يوم تطهير تركيا من فئران وكالة الاستخبارات المركزية. إنهم يبحثون الآن عن أوكار للاختباء داخلها. بدأ أحفاد العثمانيين بتأسيس تركيا الجديدة. لن تنسى تركيا روح 15 تموز/يوليو لطالما يوجد داخل أراضيها مثل هؤلاء الأبطال الشهداء الذين تصدوا لهؤلاء الفئران. كما ستتم معاقبة الخونة وخادمي الغرب بأشد أنواع العقاب. دخلت تركيا في طريق جديد نحو الارتفاع ولا يمكنها العودة عنه. أصبحت الدولة الوحيدة التي تملك الكمية الأكبر من الثروات الباطنية على سطح الأرض.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس