
ترك برس
أحدث انفجار أنقرة الذي وقع داخل الحزام الأمني، صدى قويًا لدى المسؤولين والباحثين الأتراك الذين أقدموا على توجيه أصابع الاتهام لعدد من الجهات بشكل صريح، موضحين أن هذه الجهات تدعم الإرهاب الذي يستهدف تركيا بشكل مباشر وغير مباشر.
وصرح نائب رئيس الوزراء التركي "يالجين أق دوغان"، عبر تصريح صحفي لوسائل الإعلام التركية، بأن الغرب وغيره من الجهات الأخرى التي هرولت إلى تقديم التعازي لنا، كان أحرى بها أن تقوم بقطع الدعم الذي تقدمه للمنظمات الإرهابية التي أقدمت على استهدافنا.
وأفاد الخبير الاستراتيجي والأكاديمي البروفسور "ياشار حجي صالح أوغلو" أن أنقرة أضحت هدف للهجمات الإرهابية منذ إعلان تحديها لجميع الأطراف الفاعلة في سورية، والتي تسعى لتقويض خطط تركيا ودول المنطقة وضربها بعرض الحائط، والاتجاه لتنفيذ خططها المفتتة لسورية والمُهددة للمصالح الإقليمية لدول المنطقة، مشيرًا إلى أن هذه الجهات أرادت توجيه رسالة قوية تُصيب قلب تركيا وتلقنها درسًا مفاده "يمكن لنا ضربك في قعر دارك قبل قيامك بأي تحرك فعلي، فتخيلي مدى قوتنا في حال كان هناك تحدٍ مباشر بيننا في الميدان!؟...".
وألمح حجي صالح أوغلو، في مقاله "جهات لها مصلحة في تفجير أنقرة"، المنشور في صحيفة "تركيا"، بتاريخ 20 شباط/ فبراير 2016، إلى أن الهدف الرئيسي لتفجيرات أنقرة هو صد تركيا عن التدخل في سورية، موضحًا أن الجهات المعنية بتفجيرات أنقرة صُدمت بإصرار تركيا في قضية التدخل في سورية، وإحباط خطط التقسيم التي تهدف إليها، ومرد ذلك إلى تعود هذه الدول على انصياع تركيا لقرارتها، ولكن موقفها الراسخ في معارضة خططهم أصابهم بحالة من الصدمة، ولم يجدوا سوى الأعمال الإرهابية وسيلة لردع تركيا.
وتابع الخبير الاستراتيجي منوّهًا إلى أن حزبي العمال الكردستاني "بي كي كي" والاتحاد الديمقراطي "بي يي دي" وقوات الحماية الكردية "يي بي جي"، هي المنظمات الإرهابية الأساسية التي تقف خلف تنفيذ تفجيرات أنقرة، مضيفًا أن عناصر من نسور كردستان الحر التابعة لحزب العمال الكردستاني وعناصر من قوات الحماية الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي نسقوا العملية منذ تسهيل عملية دخول الإرهابي "صالح نجار" وحتى توجيهه إلى منطقة الهدف التي تمثلت في منطقة الحزام الأمني لأنقرة.
وفي مقاله "قائمة داعمي الإرهاب" المنشور عبر صحيفة "أقشام" بتاريخ 19 فبراير 2016، أشار الباحث السياسي "أمين بازارجي" إلى أن التعرف على الجهات التي تقف خلف تفجير أنقرة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، ليس بالأمر الصعب الذي يحتاج إلى عملية تفكير معمقة، بل قائمتهم واضحة وضوح الشمس، مبينًا أنه بالإضافة إلى المنظمات الكردية "الإرهابية" المُستهدفة للأمن والاستقرار التركيين، فإن روسيا التي توفر الدعم الطائل لهذه المنظمات، تلعب الدور الكبير في امداد هذه المنظمات الإرهابية بما تحتاجه من دعم استخباراتي ولوجستي، وما كانت تعزية موسكو لأنقرة إلا تعزية تحمل في طياته النكاية والإغاظة.
وأوضح بازارجي أن الولايات المُتحدة الأمريكية التي توفر هي أيضًا الدعم المديد لحزب الاتحاد الديمقراطي، تلعب دورًا غير مباشر في دعم تفجيرات أنقرة، منوّها إلى إن الدعم اللوجستي والإعلامي الأمريكي الضخم الذي يتدفق على حزب الاتحاد الديمقراطي حفزه على تحدي تركيا وغيرها من الدول الإقليمية التي تعارض تقسيم سورية.
وأكد بازارجي أن إيران التي تحاول إخفاء وجهها السياسي والعسكري عن الساحة الدولية، لإظهار نفسها بشخصية الملاك البريء الذي لا يتدخل في الصراعات الفاعلة هنا وهناك وبالتالي تمهيد الطريق لنفسها لترتيب علاقات سياسية واقتصادية قوية مع عددٍ من الدول، تُظن أن تركيا غافلة عن دورها المحوري في توجيه عناصر المنظمات الكردية، بل وإقحام بعض عناصر الاستخبارات الإيرانية في عمليات التخطيط والتنفيذ لمثل هذه التفجيرات، على حد تصريحات جهاز الاستخبارات التركية الذي أعلن الأسبوع المنصرم إلقاء قبضه على خلية إيرانية كانت تسعى لتنفيذ هجمات إرهابية.
هذا ويذكر أن رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو" دعا الولايات المُتحدة الأمريكية، خلال مؤتمره الصحفي الذي عُقد في 20 فبراير 2016، للإعلان عن التدابير الأمنية الجديدة لكبح عمليات الإرهاب، إلى إبداء النية الجادة للتعاون الغير مشروط مع تركيا لصد الإرهاب، موضحًا أن على الولايات الأمريكية المُتحدة وقف دعمها عن حزب الاتحاد الديمقراطي ومحاسبته على أعماله المتهورة، والكف عن لعب دور المُشكك في الجهة التي قامت بتفجير أنقرة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!