محمود القاعود - خاص ترك برس

تحاول الولايات المتحدة الأمريكية في شبكات الإعلام الكبري التي تسيطر عليها، الإيحاء للرأي العام العالمي أنها على خلافات مع روسيا وأن ثمة حربًا باردة بين الطرفين!
ومن خلال هذا الإيحاء تستطيع أمريكا أن تبتز الدول المتحالفة معها، وتفرض إرادتها عليها من خلال ذراعها الباطشة "روسيا". ليست هذه تحليلات شخصية أو عبارات مرسلة. لنركز معا فيما فيما قاله السيناتور الأمريكي "ليندزي جراهام" خلال استجوابه وزير الدفاع الأمريكي بالكونجرس: ألن تكون فكرة جيدة أن نعتمد علي روسيا في محاربة الدولة الإسلامية لأجلنا؟ ثم أردف جراهام: حينما يذهب كيري إلي جنيف سيسلم سوريا إلى روسيا وإيران.

كلام لا يحتمل الغموض أو اللبس في ثنائية الهدف المشترك بين أمريكا وروسيا. لكن أين موقع تركيا بين هذا التحالف الأمريكي – الروسي؟ وماذا عن الصراع الحادث الآن بين روسيا وتركيا بسبب الغزو الروسي لسوريا؟

لعله من المفيد في هذا الصدد أن نقرأ ما نقلته وكالة سبوتنيك الروسية  في 19 شباط/ فبراير 2016م: "قال وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسيلبورن في مقابلة مع صحيفة "دير شبيغل" الألمانية، إن الناتو غير ملزم بالتورط في تسعير الصراع مع روسيا بسبب عدم رضا السلطات التركية. كما أن ميثاق الحلف ينص على دعم الحليف فقط في حال الهجوم المباشر عليه. وأشار الوزير إلى أنه يعبر عن الرأي الجماعي لأعضاء الناتو".

هذه هي حقيقة الموقف الأمريكي من تركيا إزاء الصراع مع روسيا. فأمريكا هي صاحبة القرار الرئيسة في حلف الناتو، وهي التي طعنت الأتراك عدة مرات، كان آخرها دعم المنظمات الكردية الإرهابية التي بدأت تنقل إرهابها الأعمي للعمق التركي وتضرب العاصمة أنقرة.

إن تركيا الآن تقع بين مطرقة الروس وسندان الأمريكان، أو بالأحرى هي ساحة عرض لمسرحية أمريكية روسية تستهدف تركيا المسلمة التي تحررت من العلمانية الأثيمة، وهو ما يُحتم علي الساسة الأتراك اتخاذ خطوات أكثر سرعة لمجابهة هذه المؤامرة الجهنمية التي تهدف لإفشال تركيا وتركيعها لتستمر حلقة الدوران في الفلك الأمريكي.

إن أهم خطوة علي تركيا اتخاذها الآن هي إسقاط بشار الأسد الذي يعد ورقة الضغط والابتزاز الأمريكي الروسي لتقسيم المنطقة الإسلامية، وهذا حق تكفله كل القوانين. فبشار هو الذي يُصدّر الإرهاب ويدعمه ليضرب استقرار تركيا وتطفيش السياحة لينهار الاقتصاد التركي ومعه خطة التنمية التي حددها الرئيس أردوغان بالعام 2023م.
تحركوا قبل أن يجرف طوفان التحالف الأمريكي الروسي كل شيء.

عن الكاتب

محمود القاعود

صحفي وروائي مصري وعضو اتحاد الصحفيين العرب


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس