عبد الله شانلي داغ – صحيفة يني عقد – ترجمة وتحرير ترك برس

صرح نائب مجلس الشيوخ الأمريكي توم تانريدو وهو متوجه نحو الكونغرس في الانتخابات قائلًا "أنا ذاهب إلى المجلس لأصنع التغيير لا لأملأ كرسيا فارغا"، وفي عام 2005 صرح في راديو بولاية فلوريدا قائلًا "كان على أمريكا أن تضرب الكعبة بقنبلة نووية قبل أن يقدم تنظيم القاعدة على عمله الإرهابي". وعلى مر التاريخ كان للكعبة أعداء حاولوا أن ينالوا منها لكن الله حماها ودافع عنها كما في قصة أبرهة الأشرم، فكل من يعاديها مصيره الهلاك والزوال، واليوم نرى العداء الحقيقي تجاه السعودية والخليج العربي الذي يحرس الكعبة، في المقابل وحمدا لله يوجد بلد يُدعا تركيا يدافع ويحمي الكعبة بدعمه لدول الخليج والسعودية. لكن المعركة المعقدة التي تدور اليوم في شمال سوريا ستكون مصدر قلق وإرهاق لتركيا لأكثر من 20 سنة إن هي تركت حزب العمال الكردستاني على حاله، ولهذا فإن عليها التحرك سريعا لوقف الحزب والخطط الموضوعة له.

تُعد القضية الفلسطينية محور النزاع في الشرق الأوسط ولن يستتب الهدوء ما لم تُحل، لكن ومع تواتر الأزمات امتد ذلك التوتر ليصل سوريا والعراق وجنوب تركيا، وفي حال غرقت تركيا في هذه الأزمات فإن دول العالم الإسلامي ستعاني الأمرّين من ذلك، فحرب الوكالة التي حصلت في سوريا وسّعت من رقعة الصراع لتجعله عالميا بعد أن كان محليا وإقليميا، ومع مرور الأيام تظهر النوايا الحقيقية لتك القوى العالمية، كما يمكن تسجيل بداية البعد العالمي للأزمة مع التدخل الإيراني ثم التدخل الروسي الذي دفع الغرب وبقوة حتى يعيدوا حساباتهم من جديد.

والسؤال هنا: ألم يبدؤوا حقا في محاولة احتلال الأراضي التركية بعملياتهم الإرهابية وأعمال الشغب المختلفة مثل أحداث غيزي بارك ومحاولات الانقلاب؟ ألم تظهر علامات الضيق على وجوه الأمريكان والغربيين عندما ضربت تركيا مليشيات حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي؟ ألم يستهدفوا قلب العالم الإسلامي في مكة والدول الخليجية المحيطة بها؟ ألم يستهدفوا تركيا في أزمة اللاجئين حينما ظهروا وبكل وضوح كأمة كفر واحدة تعادي تركيا بالظاهر والباطن؟ حينما أرى أنا العبد الفقير الأبارهة الجدد وهم يستهدفون الكعبة المشرفة بدباباتهم وطائراتهم وبارجاتهم، ألا يرى أغنياء العرب وحيتان البترول هذا؟

لا أتحدث هنا مع من عميت أبصارهم فهم صم بكم لا يعقلون، بل أخاطب من يرى بنور القرآن ويهتدي به، أخاطبكم وأقول لكم إن اليوم هو يوم إفساد مخططاتهم وتحالفاتهم الخبيثة الغادرة، فاليوم هو يوم إعداد العدة ليوم التلاقي في ساحات الوغى والسياسة، ومن أجل تحقيق هذا يجب علينا أن نتوحد وأن لا نترك إخوتنا الأكراد لوحدهم، فاليوم هو يوم التعاضد والتلاحم، حتي نكشف المستور عن ما يفعله حزب العمال الكردستاني الإرهابي المجرم في ديار بكر وسور وأديل وجيزرة ونصيبين، وما يفعله كذلك فرعه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي بخططه التوسعة في الأراضي السورية.

لماذا يفعلون كل هذا؟ هل لأنهم يرون في تركيا صاحبة الأقدام الثقيلة خطرا يهددهم؟ ألهذا السبب تدعم القوى العالمية الإرهابيين الإمبرياليين ضد تركيا؟ في الأسبوع الماضي تكلمت عما يجب أن تفعله الحكومة في حلب وأن عليها اقتحام المعركة لحسم الأمور قبل وصول فواهات تلك البنادق الغادرة عتبات البيت المقدس في مكة، فلا تراجع ولا تخاذل، وإنما هو الثبات الثبات والصبر الصبر، وليكن إيماننا هو مصدر قوتنا في معركتنا لا ما نملك من عتاد قليل.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس