ترك برس

كشفت وكالة رويترز عن كواليس اجتماع القمة التركية الأوروبية، والذي عُقد في العاصمة البلجيكية بروكسل، في 7 آذار / مارس، والذي استمر لـ 6 ساعات، بين المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل"، ورئيس الوزراء الهولندي "مارك روتتي"، ورئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو".

وحسب الوكالة، فإن المقترحات التي قدّمها رئيس الوزراء التركي، أدهشت الاتحاد الأوروبي، لما يحمل من مقترحات شجاعة.

وأفادت "رويترز" نقلا عن مسؤول ألماني، أن "ميركل" شعرت بديناميكية المقترحات التي قدمها داود أوغلو، وأن المستشارة وصفتها بالمقترحات التي تصب في صالح الاتحاد الأوروبي، والتي من شأنها أن تكسبه أرباحا أكبر من تلك التنازلات التي كان سيقوم بها، فيما يخص أزمة اللاجئين".

وبناء على المقترحات التي قدمت، قامت ميركل في أثناء الاجتماع الثلاثي باستبعاد من شعرت بأنه سيعرقل القمة الأوربية التركية، المتعلقة باللاجئين، ومن ضمن الذين قامت باستبعادهم فرنسا، ورئيس المجلس الأوروبي والعضو في الاتحاد الأوروبي "دونالد توسك".

وحسب الوكالة، فإن قادة الاتحاد الأوروبي لم يتمكنوا من إخفاء استغرابهم أمام المقترحات، كما عبروا عن انزعاجهم، لعدم إعلامهم عن مجريات التحضيرات في أثناء إعداد المقترحات، وكان العضو في الاتحاد الأوروبي ورئيس المجلس الأوروبي "دونالد توسك" قد اجتمع قبل أيام من انعقاد القمة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وكان توسك قد أهدف خلال اجتماعه إلى القادة الأتراك، إلى مناقشة خطة جديدة، جاء بها إلى تركيا، من شأنها أن توقف تدفق اللاجئين، وحسب رويترز، فإن توسك ادّعى عدم حصوله على معلومات وفيرة فيما يخص المقترحات التي طرحتها تركيا إلى القمة، في أثناء اجتماعه للقادة الأتراك في تركيا".

وأشارت الوكالة، إلى أن بعضا من قادة الاتحاد الأوروبي توجهوا بالسؤال إلى توسك، عن سبب عدم إعلامهم بمجريات اللقاء مع القادة الأتراك، فيما يخص أزمة اللاجئين، وكان رد توسك، أنه لم يكن يعلم أن تركيا تنوي استرجاع اللاجئين جميعهم".

ولكن وحسب الوكالة، فإن الحقيقة هي كالتالي: "توسك بقي عالقا في النزاع الذي حصل بين المستشارة الألمانية، والمستشار النمساوي "ويرنر فايمان"، وكان فايمان قد مارس فيما سبق ضغطا على دول البلقان لإغلاق حدودها أمام اللاجئين.

وحسب المعلومات التي أدلى بها مسؤول السفارة الأوروبية في بروكسل، لوكالة رويترز، أن تضاربا حصل بين الخطة التركية " أ"، والخطة الأوروبية "ب"، وأن  ميركل شككت بدعم توسك للخطة الأوروبية "ب"، ولهذا السبب قامت أنجيلا ميركل باستبعاد توسك مباشرة، وكانت الخطة "ب" التي تم تجهيزها بقيادة نمساوية، تنص على إغلاق الحدود البلقانية أمام اللاجئين، انطلاقا من إيمان النمسا بعدم وجود نية لدى كل من اليونان وتركيا لإيقاف تدفق اللاجئين".

وبينت رويترز أن سبب استبعاد ميركل لفرنسا أيضا، يكمن في أن الرئيس الفرنسي "هولاند" تراجع عن القرار الذي أعلنه فيما يخص نيته بأخذ لاجئين سوريين إلى فرنسا، ولذلك اقتصر الاجتماع على المستشارة الالمانية، ورئيس الوزراء التركي، ورئيس الوزراء الهولندي، لكون الاخير دعم منذ البدء سياسة ميركل، ولكونه رئيس الاتحاد الأوربي حاليا، الأمر الذي يكسبه قوة أكثر.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!