ترك برس

أكّد نائب رئيس الوزراء التركي والمتحدث باسم الحكومة "نعمان كورتولموش"، أنّ ممارسات النظام السوري التعسفية ضدّ الشعب السوري، كان وراء ظهور العديد من التنظيمات الإرهابية في سوريا وعلى رأسها تنظيم الدّولة (داعش).

وجاءت تصريحاته هذه خلال ندوة لمناقشة السياسات التركية الخارجية، والأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط، حيث أوضح خلالها، أنّ الأسد اتبع سياسة القمع الجماعي لكل الفئات التي عارضت استمرار حكمه في البلاد.

وتطرق كورتولموش إلى مسألة الإرهاب المنتشر في جميع أرجاء العالم، مبيناً أنّ ظاهرة الإرهاب ليست سبباً، إنما نتيجة لممارسات تعسفية تقوم بها القيادات الديكتاتورية في العديد من الدول.

وتابع كورتولموش في هذا الصدد قائلاً: "المسألة ليست في التنظيمات الإرهابية، إنما المسألة الحقيقية في الأسباب التي أدت إلى ظهور هذه التنظيمات، علينا معالجة تلك الأسباب التي ولدت هذه المنظمات، مثل الاحتلال والحروب الداخلية والقيادات الديكتاتورية وحروب الوكالة والفساد والجوع المنتشر في العديد من المناطق وغياب العدالة".

وأشار كورتولموش إلى أنّ السبيل الوحيد للقضاء على تنظيم داعش، والمنظمات الإرهابية الأخرى، يكمن في زوال أسباب نشوء الإرهاب، مبيناً أنّ المنظمات الإرهابية تتغذي من انتشار هذه الحالات في العالم.

وتساءل المتحدث باسم الحكومة التركية في هذا السياق قائلاً: "لولا الاحتلال الروسي لأفغانستان والتدخل الأمريكي الذي أعقب هذا الاحتلال، هل كان سيظهر تنظيم القاعدة في أفغانستان، وإنني على قناعة تامة، بأنه لولا الاحتلال الروسي والتدخل الأمريكي في أفغانستان، لما استطاع تنظيم القاعدة من الحصول على أرضية سياسية واقتصادية واجتماعية لها في هذه الدولة".

وجدد كورتولموش مواقف بلاده حيال ضرورة التكاتف والعمل المشترك من أجل القضاء على المنظمات الإرهابية، دون النظر إلى انتماءاتهم الدينية والعرقية والمذهبية، والكفاح من أجل إزالة الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تساهم في نشأة هذه المنظمات.

وأشار كورتولموش إلى أنّ غياب الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط، ولّد أزمة اللاجئين التي باتت أزمة عالمية، لافتاً في هذا السياق إلى قيام الحكومة التركية باستقبال كافة اللاجئين السوريين والعراقيين دون التمييز بين انتماءاتهم العرقية والدينية.

وأردف نائب رئيس الوزراء قائلاً: "أنفقنا على اللاجئين منذ عام 2011، قرابة 9 مليار دولار من ميزانيتنا، ولا زلنا مستمرين في رعاية هؤلاء اللاجئين، لأننا نعمل على مبدأ أننا نحن الأنصار وهم المهاجرين".  

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!