ترك برس

تساءل تقرير صحفي عن مدى تأثر قطاع الدراما في تركيا من جائحة فيروس كورونا العالمي، والتدابير التي اتخذتها الشركات التركية لضمان مواصلة العمل خلال هذه الفترة.

ومرَّر صناع الدراما التركية فترة تفشي وباء كورونا بأقل الأضرار، وربما لم يتأثر الإنتاج، كمَّاً على الأقل، نظراً للتأثر الطفيف بالنوعية، حسب تقرير بصحيفة العربي الجديد.

وذكرت الصحيفة -استنادًا إلى مصادر لها- بأن كثيراً من المشاهد في تركيا تم تصويرها عن بعد عن "طريق موبايل وباستخدام برامج خاصة خلال فترة الحجر بالمنازل". 

وبيَّنت المصادر أن "الحكومة التركية أخذت دعم هذه الصناعة خلال الأزمة بالحسبان، إذ لم يزد وقف تصوير جميع المسلسلات، بناء على قرار هيئة الفن التلفزيوني والسينمائي، لأكثر من 15 يوماً".

وبحسب الصحيفة، وجدت الدراما التركية في فترة كورونا وما بعدها فرصة لتعود إلى الشاشات، حتى التي أصدرت قرارات "منع ومقاطعة" كشاشة "إم بي سي" التابعة للسعودية، والتي عاودت عبر منصة "شاهد في آي بي" عرض مسلسل "السيد الخطأ" من بطولة النجم التركي جان يمان. كذلك اكتظّت شاشات عربية، لبنانية ومغاربية، بعروض أعمال تركية مدبلجة.

وتصدر مسلسل "الطائر المبكر" قبل يومين المرتبة الأولى للبحث على "غوغل" في عديدٍ من الدول العربية، بما فيها السعودية التي حلت ثانياً بعد مصر. لتعيد كورونا ألق ومتابعة الأعمال التركية التي بدأت عام 2007 عبر دبلجة بأصوات سورية، وترجمة الراحل عبد القادر عبداللي لمسلسل "إكليل الورد ونور"، قبل أن تتسع الدبلجات لتأخذ أصواتاً لممثلين لبنانيين ومغاربة وحتى خليجيين.

كذلك حظيت المسلسلات التركية بإعجاب المتابعين في الدول الأفريقية، وعلى رأسها السنغال وتنزانيا وكينيا. وارتبطت زيادة الإعجاب ونسبة متابعة المسلسلات التركية في تلك البلدان خلال السنوات الثلاث الماضية بزيادة نسبة الصادرات التركية إليها.

كما نقلت الصحيفة عن "المصادر التركية المختصة"، أن تأثر الإنتاج الدرامي لم يكن كبيراً، فالمدن الإعلامية استمرت بشروط جديدة، بعد توقف لم يزد عن 15 يوماً. وحتى خلال التوقف، تم تصوير بعض المشاهد من منازل الممثلين عبر الموبايل.

ويقول المنتج الدرامي، رامز سليمان أوغلو، إن تفشي الوباء دفع شركاتٍ لبناء أماكن تصوير جديدة بعيدة عن الازدحام، حتّى تم بناء مسابح وتجهيز مناظر طبيعيَّة، ولكن بشروط وقائية شديدة، سواء لجهة التعقيم أو تأمين جميع "لوجستيات العمل" من سيارات طعام وألبسة وحتى إسعاف، ولكن "تم اختصار بعض اللقطات واستبدال ما يمكن، وتقليل عدد أيام التصوير وضغطها، بحيث نصور أكبر عدد من اللقطات بيوم واحد".

ولفت المنتج التركي أن شركات عدة، كشركة "جينار استوديو" مثلاً، أمّنت جميع شروط التصوير الصحية، واستمرت بالتصوير والإنتاج "حتى في ذروة انتشار الوباء"، ولكن من دون أي مجازفة، إذْ تم تأمين كل مستلزمات العمل من تعقيم عام لأماكن التصوير والمعدات. 

وزادت أعداد السيارات المحملة بكل ما هو مطلوب من ألبسة وطعام، وحتى مظلات متنقلة خارجية بالأماكن المفتوحة أثناء الاستراحات. مضيفاً أنه تم تقسيم العمل إلى مجموعات مناوبات، ليستمر التصوير 72 ساعة متواصلة من دون توقف.

وحول إعادة محطات تلفزيونية عرض دراما تركية خلال تفشي وباء كورونا وحتى اليوم، يقول المنتج التركي: "إن كنت تقصد محطّة (إم بي سي) السعودية، فإنّ ما تبثه قديم، إذْ اشترت، على حسب علمي، نحو 40 عملاً تركياً، قبل قرارها بالمقاطعة. لكنها أوقفت بث الكثير منها بعد قرار المقاطعة قبل عامين، وعاودت اليوم بث بعض الأعمال على منصة (شاهد)".

وقد استمرت مسلسلات "الثمانينات" و"قم لنذهب" و"سكان الحي الراقي" بالعرض، ما أثار اهتمام المشاهدين داخل وخارج تركيا، كما خصصت هذه المسلسلات حلقات خاصة تناولت موضوع فيروس كورونا، مثل المسلسل الكوميدي "سكان الحي الراقي الجدد" الذي تناول عبر حلقات خاصة وباء كورونا والتدابير المتخذة من أجل منع انتشار المرض وكيفية قضاء الناس الوقت خلال الحجر المنزلي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!