سيفيل نوريفا - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس

هاجمت أرمينيا القرى الأذربيجانية الواقعة في إقليم "قره باغ" المحتل من قبل أرمينيا، يا ترى لماذا تشن أرمينيا هذا الهجوم وسياستها مستمدة من السياسات والتوجيهات الروسية؟

قسم كبير من أهالي الأقليم يعانون من الجوع والفقر حتى أجبرتهم الحكومة الأرمينية على الهجرة لأماكن أخرى، يا ترى ما هو الدافع المشجع لذلك؟

الجيش الأذري في وضع الإستعداد محاولا حماية الأهالي وإعادة التوازن إلى مكانه.

لقد حافظت أذربيجان لسنوات طويلة بسياساتها المتوازنة على موقعها بقوة وذلك من دون القتال مع أحد وبعقلانية وضعت متطلبات الشعب على المسار.

روسيا تمارس الضغط على دول الإتحاد السوفيتي سابقا التي حولها، طالبة منهم تحديد موقفهم هل هم معها أم لا وكانت أذربيجان لا تهتم لهذه الضغوط.

بدأت روسيا بتجاوز حدود أدبها كدولة وذلك بسبب دخولها الحرب السورية وشخصنة العلاقة بينها وبين تركيا.

كما أثارت جنون بوتين زيارة علييف لتركيا فورا بعد تفجيرات أنقرة، وذلك المشهد الأخوي العظيم بينه وبين أردوغان.

روسيا تعرف مصالحها جيدا، فإبقاءالمشكلة دون حل يصب في مصلحتها ويصب في مصلحة الإنكليز أيضا وذلك بقطع الطريق أمام تركيا لكيلا تصبح قوية، ولهذا فإن الإنكليز لا يضغطون على أرمينيا لكيلا لا تنهي أرمينيا الاحتلال.

وعند الحديث عن حل  قضية قره باغ فهم يتفقون على إعادة 5 مدن في الإقليم وينسون ممر "لاتشين"، وهذا الممر يصل قره باغ بأرمينيا من الأعلى، حتى أن مجموعة"منسك" متمسكة بهذا الحل الأسود بل وتغذيه منذ سنوات.

أما مواقف الغرب فهي مختلفة جدا عن مواقف روسيا، لكنهما يشتركان في نقطة واحدة، وهي قطع خط ارتباط تركيا مع دول القفقاس.

آخر الأنباء عمّا حدث مؤخرا بين أذربيجان وأرمينيا تشير إلى أن روسيا كانت دافعا ومحرضا لأرمينيا، وذلك لكي تعيد تحديد موازين القوى في جنوب القفقاس ومن جهة لكي تعاقب علييف، لكن الجيش الأذري وضع خطا للأمام ولم تهرب أذربيجان من الحرب بل على العكس أظهرت إرادتها لخوض هذه الحرب الآن.

تخطط روسيا لإعادة الأراضي الأذربيجانية عند طريق قوات تحت مسمى "قوة السلام"، وتتحدث روسيا منذ زمن طويل عن قوات حفظ السلام بين قره باغ وبين أذربيجان حتى أنها عملت دعاية إعلامية في المحافل الدولية. ونفس هذه الدعاية قامت بها روسيا قبل احتلال القرم وقبل إرسال العسكر إلى سوريا.

ولذلك تتعرض تركيا إلى الإهانة من عدة محاور وسيناريوهات، وليس تركيا فحسب بل إن جغرافية كبيرة من حولها متأثرة بشكل سلبي...

فلا بُد من تركيا قوية.

عن الكاتب

سيفيل نوريفا

كاتبة في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس