هاكان ألبيرق – صحيفة قرار - ترجمة وتحرير ترك برس

كتب حسين تشيليك الوزير السابق مقالًا يتعلق بالجولات داخل العلاقات التركية الدولية في إدارة حزب العدالة والتنمية.

وملخص المقال الموجود على الموقع الإلكتروني الخاص به هو:

تمكن حزب العدالة والتنمية من إخراج تركيا من كونها دولة منعزلة وأن تنال احترام العالم الإسلامي والغرب، وتحويلها إلى عامل إقليمي أساسي يقوم بوساطة في الأزمات الدولية. ولم تعد تركيا مجرد مخاطب جدير بالاحترام لدى الغرب بل أصبح مجبرًا على تحمله. ولكنها فقدت أيضًا خاصية كونها نجماً ساطعًا في العالم الإسلامي، وتفقدها. وفي هذا، لا بد وجود تأثير بفعل التطورات العالمية الحاصلة خارج رغبة تركيا وتدبيرها؛ ولكن لا يمكننا إنكار وجود حالة تتطلب طرحنا لتساؤل حول الخطأ الذي اقترفناه؟.

ولكن هذا المقال المكتوب بإحكام وتمحيص، ولغة متزنة، وأسلوب دقيق أزعجني مجددًا.

أزعجني، لأنه لا يقر بالقدر الكافي بقدرة التطورات العالمية الحاصلة خارج رغبة وتدبير تركيا، ويغذي الوعي بأننا "لو لم نرتكب أخطائنا تلك لما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه".

بالإضافة إلى اشتباه حسين تشيليك بالسلوك الضروري والمشرف بشكل استثنائي مثل دعم الثورة السورية وموضوع "الدقيقة الواحدة"، من خلال الاكتفاء بتوجيه نصائح على هيئة "تعاطف" والامتناع عن تسمية الأشياء التي تبدو على خطأ.

ومن التعقيدات في سياساتنا الخارجية تجاه الحرب السورية على سبيل المثال التوتر الحاصل في علاقاتنا مع الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة دعمها لحزب الاتحاد الديمقراطي: ولكن استطعنا عرقلة التقبل المستمر لموضوع الحيادية في سوريا وسحقها في مصنع روسي – إيراني – أمريكي.

لأن خرق بي كي كي لوقف إطلاق النار وإقدامه على اعتداءات هي الأعنف في تاريخه، وتقبلها بشكل اعتيادي، شكل مشكلة ناجمة عن المعادلة السورية. ماذا كانت لتفعل تركيا؟ هل إذا أيدت تركيا تهيئة ظروف ستفتح المجال لمواجهة تهديدات بي كي كي بقوة أكبر من اليوم وإيقاف التطهير العرقي للعرب والتركمان من خلال غض الطرف عن إقامة دولة لحزب الاتحاد الديمقراطي (بي كي كي صراحةً) في سوريا بدلًا من فتح المجال واسعًا أمام نشر دعاية في الغرب عن "الديكتاتورية التي تذبح الأكراد" وحماية وقف إطلاق النار مع بي كي كي؟

أو أنها باركت وبأعلى صوتها ذلك الخط الذي تقيمه إيران في العراق وسوريا من أجل مواجهة تركيا التي أظهرت استعدادها لزيادة قوتها من خلال التعاون مع العرب؟

كما أن تركيا التي بذلت جميع الجهود على امتداد ستة أشهر من أجل منع الأمور من الخروج عن السيطرة في سوريا، وقامت بما وسعها من أجل إقناع نظام الأسد ومن وراءه إيران بالحل السلمي، لم تمتلك خيارًا آخر من دعم الثورة عوضًا عن فشلها في تحقيق ذلك.

ولم يكن ضرورة "عاطفية" فحسب بل واقعية أيضًا.

نعم، فقد قامت تركيا بالوساطة بين إسرائيل وفلسطين.

ولكن ارتكاب إسرائيل للمجازر في غزة في خضم المفاوضات أجبر أردوغان على قول "دقيقة واحدة" لها.

وفي حال رضينا بالتألق التركي في العالم الإسلامي ينبغي علينا أن نرضى أيضًا عن تلك "الدقيقة الواحدة"، لأننا ندين لها إلى حد بعيد بذلك التألق.

وكانت ردة الفعل التي أبدتها الحكومة تجاه تعرض سفينة مافي مرمرة للاعتداء كممثل عن ضمير مجتمع لم يقبل التخلي عن غزة لتموت من الجوع، ضرورة لا مفر منها، كما عززت ردة الفعل هذه من تألق تركيا في العالم الإسلامي.

وعليه أن يسجل أيضًا: أنه إذا وصلت إسرائيل إلى نقطة ستتقبل فيها مبدأ رفع الحصار عن غزة مقابل وقف إطلاق نار طويل المدى مع حماس، لا بد أن يكون لعمليات مافي مرمرة و"الدقيقة الواحدة" دور فيها.

وبناءاً عليه فإن إسرائيل هي السبب في إصابة علاقاتنا مع الغرب بالتوتر.

أما فيما بتعلق بتأثير بعض المواقف التي ظهرت في الصراع مع إقامة دولة موازية أو في إدارة أزمة متنزه "جيزي" على العلاقات مع الغرب لدي الكثير عن ذلك. ونتابعه غداً إن شاء القدر.

عن الكاتب

هاكان البيرق

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس