غونيري جيفا أوغلو - صحيفة ملييت - ترجمة وتحرير ترك برس

يمكنني أن ألخص الأحداث الجارية والمتعلقة بتركيا بنفس واحد في 20 مادة، من بين هذه العشرين 3 مواد فقط هم مفاتيح للعشرين السابقة.

المادة الأولى:

خط جرابلس- إعزاز الواقع تحت سيطرة داعش، فهذه المشكلة ظلت معلقة بين تركيا وأمريكا، حتى أن رئيس الجمهورية أردوغان طرح على بوتين في مؤتمر أنطاليا إنشاء منطقة آمنة في هذه المنطقة وإيواء مئات الآلاف من السوريين لكن رأي بوتين حيال ذلك كما نشره الإعلام كان: "يريدون مني الأمريكيون أن أعطي هذه المنطقة لحزب الاتحاد الديمقراطي بي يي دي".

بيد أن تركيا أكدت سابقا أن المنطقة  الواقعة  من غرب الفرات حتى مدينة أنطاكية هي خط أحمر وصرحت بهذا مرات ومرات للمسؤولين الأمريكيين.

ولكن حسب الأخبار المتناقلة فإن هدف تنظيم "بي يي دي" هو تجاوز غرب الفرات والسيطرة على هذه المنطقة ليضيفها لكانتوناته التي أنشأها.

الكاتبة وردة أوزير تكتب عن الاقتراح الذي اقترحه الرئيس أردوغان على أوباما في زيارته الأخيرة لأمريكا: "فلتنفصل القوات العربية عن ما يسمى "القوات الديمقراطية" التي تحارب مع "بي يي دي" ولتتحد مع المعارضة المعتدلة وليسترجعوا المنطقة الممتدة بين جرابلس- إعزار من داعش و يشكلوا منطقة عازلة وذلك بمساعدة الطيران الأمريكي".

لكن أمريكا قابلت هذا الاقتراح بالتالي:

أمريكا تعلم حساسية تركيا من موضوع تنظيم "بي يي دي"، ولتخطي ذلك فهي تريد من القوات العربية أن تقاتل تنظيمي بي يي دي وداعش تحت ما يسمى "القوات الديمقراطية" وضرورة سيطرتهم على هذه المنطقة، لكن ليس هذا هو الحل.

فلو صدق طرح بوتين بخصوص أن أمريكا تريد تسليم هذه المنطقة إلى تنظيم بي يي دي عندها ماذا ستفعل تركيا؟

هل ستلغي تركيا موقفها تجاه الخط الأحمر أم أنها ستدخل بواسطة القوات المسلحة؟

أما الاختيار الثاني فهو خطير جدا لأنه سيسبب المواجهة مع روسيا وسيفقد تركيا اعتبارها في المنطقة.

المادة الثانية:

العمليات ضد تنظيم بي كي كي: لا زالت عمليات قوات الأمن التركي مستمرة بحذر ضد تنظيم بي كي كي في جنوب شرق تركيا وتتقدم ببطء حرصًا على سلامة المدنيين في تلك المناطق، لكن تنظيم بي كي كي يريد تخريب ذلك بزج الشعب الكردي في الشارع لتظهر هذه العمليات بمظهر الحرب الأهلية، فسقوط 3 إلى خمس شهداء يوميا يزعج نفسية الناس ويؤدي إلى تصاعد ردود أفعال باقي الشعب في المدن الأخرى ومع الوقت يتحول ذلك إلى ضغط على الحكومة.

المادة الثالثة:

الدستور الجديد: موضوع "النظام الرئاسي" وما يتعلق به هو من الأمور المهمة، لكن الدستور الجديد سيضع المشكلة الكردية على طاولة الحوار ويحلها، ولكن بعضها سيحل بتغيرات قاسية بعض الشيء.

ليس هناك أي حديث حتى الآن عن هذه التغيرات، بل إنني أعتقد أن الدستور سوف يحمل أحكاما متوازنة وضرورية ومن دون هذا الدستور سوف يكون الحل صعبا.

ولنتذكر هذه المقولة:

"لن تحصل على أي نتيجة بقتلك للبعوض، بل عليك التخلص من المستنقع".

عن الكاتب

غونيري جيفا أوغلو

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس