ترك برس

قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، إن الجانبان التركي والسعودي سيبحثان على هامش زيارة العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز  آل سعود، العلاقات الثنائية، وقضايا إقليمية بشكل مكثف، كسوريا والعراق ومكافحة تنظيم داعش، إضافة إلى القضية الفلسطينية، لافتاً إلى أن "موقف تركيا واضح بخصوص مصر".

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده في المجمع الرئاسي بالعاصمة التركية أنقرة، الإثنين، في رده على سؤال بشأن وجود إدعاءات بأن زيارة العاهل السعودي، الملك "سلمان" إلى مصر، التي تواصلت لخمسة أيام، واليوم إلى تركيا قد تكون من أجل الوساطة بين البلدين، وقال قالن: "زيارة الملك سلمان إلى تركيا عقب زيارة استمرت 5 أيام لمصر غير متعلقة بهذا"، مبيناً أن الزيارة كانت مخططة مسبقاً، وجاءت تلبية لدعوة من الرئيس، رجب طيب أردوغان.

وكان العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصل الإثنين، إلى أنقرة في زيارة رسمية، وكان في استقباله بالمطار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وسيتوجه الملك سلمان، عقب اجتماعاته بأنقرة، إلى اسطنبول للمشاركة في أعمال القمة الإسلامية الثالثة عشرة، التي تنظمها منظمة التعاون الإسلامي يومي 14 و15 نيسان/ أبريل الحالي.

وفيما يتعلق بالشأن السوري، إبراهيم قالن، أن حديث النظام السوري عن التجهيز لعملية عسكرية جديدة في حلب، شمالي سوريا، بالتعاون من القوات الروسية،  بحجة مكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي، أمرا "غير مقبول" في ظل اتفاق "وقف الأعمال العدائية"، معربا عن قلق بلاده من حدوث موجة نزوح جديدة جراء هذه العملية المرتقبة.

وخاطب قالن النظام السوري وموسكو قائلًا: "من جهة تتوصلون إلى اتفاق من أجل وقف إطلاق النار بدعم من المجتمع الدولي، ومن جهة أخرى ستواصلون عملياتكم في حلب وإدلب (شمال غرب) ومناطق أخرى بذريعة محاربة تنظيم داعش، وبالطبع لايمكن قبول ذلك"، ووصف صدور أنباء حول عملية عسكرية للنظام وروسيا في حلب بأنها "غريبة".

ولفت إلى أن المحادثات السورية في مدينة جنيف السويسرية تهدف إلى ضمان مرحلة انتقال سياسي في سوريا، وأن الجولة الثالثة منها ستبدأ خلال الأسبوع الحالي برئاسة مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، بحسب ما أوردته وكالة الأناضول التركية للأنباء.

وأوضح قالن أنه "مع استمرار التحضيرات للجولة الثالثة من المفاوضات (السورية في جنيف)، والعمل على الإطار الأساسي لمرحلة انتقال سياسي، والمبادئ الأساسية، تتواصل ممارسات مختلفة كهجمات وحصار على حلب وإدلب ومناطق أخرى"، معتبرا استمرار ذلك "يظهر مرة أخرة مدى عدم صدق النظام السوري بخصوص السلام والمرحلة الانتقالية".

وحول تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل، أشار قالن إلى أن المفاوضات لا تزال مستمرة مع الجانب الإسرائيلي، وأنهم لم يتوصلوا بعد إلى اتفاق نهائي بهذا الصدد، مؤكدًا أن رفع الحصار المفروض على الفلسطينيين هو الشرط الثالث الذي وضعته أنقرة لتطبيع العلاقات مع تل أبيب، معرباً عن رفض بلاده التام لحرمان المدنيين في فلسطين من احتياجاتهم الإنسانية الأساسية بذرائع أمنية أو "إرهاب".

وذكر المسؤول التركي أن بلاده تواصل تقديم الدعم لفلسطين في كافة الميادين، مبيناً أنه انتهى قبل فترة قصيرة إنشاء مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني في غزة بقدرة استيعابية 150 سرير، وأن وكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا" بدأت مشروع إنشاء 320 مسكن دائم من أجل من فقدوا منازلهم في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة(2014).

وشدد قالن على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين المتواصل منذ 49 عاماً من كافة النواحي السياسية والإنسانية، لافتاً إلى أن موقف تركيا بهذا الصدد "لم ولن يتغير"، والذي يتمثل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وإنهاء إسرائيل ممارسات الاحتلال، والحصار على الأراضي الفلسطينية.

وكانت تركيا وضعت عدة شروط لتطبيع العلاقات مع إسرائيل التي تضررت بشدة عقب اعتداء الجيش الإسرائيلي في عام 2010 على ناشطين أتراك كانوا على متن سفينة "مافي مرمرة" في سياق محاولات فك الحصار الإسرائيلي عن غزة؛ ما أدى إلى مقتل عدد من هؤلاء الناشطين. ومن ضمن هذه الشروط: الاعتذار عن مقتل الناشطين الأتراك الذين قضوا في الحادثة، ودفع التعويضات لعائلات الضحايا، بجانب فك الحصار عن قطاع غزة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!