ترك برس

وجّه الفنان التشكيلي والباحث التركي طيفون سرت طاش، ذو التوجّه العلماني، تهديدًا لرئيس البرلمان التركي، إسماعيل قهرمان، بإعدامه على غرار رئيس الوزراء التركي الأسبق عدنان مندريس.

ونشر الفنان التركي تغريدة على حسابه الشخصي في موقع التواصل الإجتماعي، تويتر، قال فيها: "فلتقف هذه الصورة في إحدى الزوايا.. من أجل إسماعيل قهرمان وغيره من الذين يهينون قيم الجمهورية"، مشاركًا بوسم "سنربح العلمانية".

وأضاف سرت طاش أن "رئيس البرلمان التركي إسماعيل قهرمان ذكّرنا بعدنان مندريس، لهذا السبب كان (الأخير) قد تعرض للإعدام، لأن هذه ليست حداثة، وإنما رجعية وتعفّن".

https://twitter.com/tayfunserttas/status/724713683142717440

إلا أن الانتقادات وردود الأفعال الغاضبة، دفعت الفنان سرت طاش وهو من أنصار حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، إلى حذف التغريدة من صفحته الشخصية، ولكن عددًا من الناشطين أخذوا صورة التغريدة ونشروها على نطاق واسع.

وكان رئيس البرلمان التركي إسماعيل قهرمان، اعتبر، في تصريح له الاثنين، أن الدستور الجديد لتركيا يجب أن يكون "دينياً" وأن "العلمانية" يجب أن لا تكون جزءاً منه"، وقال "بصفتنا بلدًا مسلمًا، لماذا علينا أن نكون في وضع نتراجع فيه عن الدين؟ نحن بلد مسلم وبالتالي يجب أن نضع دستورًا دينيًّا"، مضيفًا أنه "قبل أي شيء آخر، يجب أن لا ترد العلمانية في الدستور الجديد".

وأثارت دعوة قهرمان، جدلًا واسعًا في الشارع التركي، وغضبًا لدى بعض الأحزاب السياسية المعارضة ذات التوجه "العلماني"، حيث انتقد حزب الشعب الجمهوري في بيان له، التصريحات، قائلًا: "العلمانية تعني احترام الدين، وفصل الدين عن شؤون الدولة، ومنع الاستغلال الديني".

ورأى رئيس حزب الحركة القومية دولت بهجيلي، في بيان له، إن "فتح المواد الأربعة الأولى من الدستور للنقاش من قبل إسماعيل قهرمان المنتخب وفقًا للدستور نفسه، موقف غير صائب"، داعيًا رئيس البرلمان إلى الاعتراف بالخطأ والتراجع عن تصريحاته.

وصرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأن دعوة رئيس البرلمان لوضع دستور ديني خالي من العلمانية، تعبر عن رأيه وتفكيره الشخصي، موضحا أن رأيه في هذا الموضوع  واضح منذ صعود حزبه إلى سدة الحكم، فهو يدعو إلى حرية جميع المواطنين في معتقداتهم وممارسة عباداتهم.

وعدنان مندريس، رئيس وزراء تركيا طوال عقد الخمسينيات، خرج من تحت معطف أتاتورك ليتحدى تشريعاته العلمانية، وعلى الرغم من أنه أدخل تركيا في حلف شمال الأطلسي وجعلها رأس حربة الغرب في مواجهة الاتحاد السوفياتي، فإن ذلك لم يشفع له حينما تحرك الجيش ضده في أول انقلاب في تاريخ تركيا المعاصر ليحكم عليه بالموت مع عدد من رفاقه بعد عشر سنوات قضاها في الحكم.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!