محمود العبي - خاص ترك برس

في ظل التطور الاقتصادي الذي تشهده معظم دول العالم، وارتفاع أسعار حقوق النقل التلفزيوني لكل البطولات الرياضية، سواء أكانت دوريات أوروبية محلية، أو دوري أبطال أوروبا، وحتى الدوري الأوروبي، بالإضافة إلى كل البطولات التي تستهوي وتستحوذ اهتمام جل الجماهير الرياضية، في كرة السلة اللعبة الشعبية الثانية على مستوى العالم.

هذا الارتفاع جعل القنوات الرياضية تقوم بتشفير قنواتها، وتزيد أجور الاشتراك بها، مما انعكس سلبًا على طبقة الجماهير الرياضية الفقيرة، والتي تعاني مادياً، ومبرر هذه القنوات موجود مسبقًا، وهو كما أسلفنا ارتفاع أجور النقل التلفزيوني، لكن المتابع الرياضي في تركيا لم يواجه أي صعوبة مادية في متابعة أي حدث رياضي قاري أو عالمي في ظل توفر قنوات رياضية تركية متنوعة مكنت كل جماهير الرياضة في تركيا من متابعة ما يتمناه أي مهتم بشؤون الرياضة، وطبعاً كل ذلك عبر قنوات مفتوحة غير مشفرة.

استطاعت هذه القنوات تغطية كل كؤوس العالم منذ أول نقل تلفزيوني، ليكون المشاهد التركي قادرًا على متابعة عرس الكرة العالمية، كما ساعدته على مواكبة كأس الأمم الأوروبية، إلى جانب تغطية سنوية دائمة لأهم الدوريات الأوروبية إسباني، وإنكليزي، وإيطالي، والبطولة الأكثر متابعةً واهتمامًا جماهيريًا دوري أبطال أوروبا، وهذا ينطبق أيضا على أهم بطولات كرة السلة، والبطولات الخمسة الكبرى بالكرة الصفراء كرة المضرب.

هذا الاهتمام من القنوات الرياضية التركية كان أكثر المستفيدين منه هم الجماهير العربية في بعض الدول الفقيرة، التي لم تستطيع نقل أي بطولة رياضية حتى ولو كان ذلك عبر البث الأرضي، فمنذ توجه القنوات الرياضية نحو التشفير، وكأن الرياضة هي فقط للأغنياء، عانى المتابع الرياضي كثيرًا حتى يتمكن مثلًا من مشاهدة كأس العالم، ولكن تركيا بقنواتها الرياضية كانت عين الرياضيين الفقراء من خلالها يشاهدون كل ما يتمنون، وبدون أي كلفة مادية، فلذلك تجد في كل بيت رياضي عربي يقوم فورًا بالبحث عن القمر التركي، ليتابع قنواته الرياضية المفضلة، التي أصبحت ضيفاً دائماً في كل البيوت العربية.

فهل تستمر القنوات الرياضية التركية في تقديم خدماتها المجانية، لتبقى عين الجماهير الفقيرة، أم أنها ستتجه إلى التشفير لتحرم الجماهير من متابعة ما يريدون متابعتهم، كل رياضي في تركيا، وفي الدول العربية يتمنى استمرارها ببث كل الأحداث الرياضية مجانًا لتبقى كما تعود عليها الجميع العين التي يبصر من خلالها والأذن التي يسمع منها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!