نون بوست

تكمن خطورة تصريحات نائب الرئيس الأمريكي "جو بايدن" التي لمح من خلالها إلى أن بعض القوى الإقليمية في الشرق الأوسط، من بينها تركيا، دعمت تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، في أنها كانت ستتحول تدريجيا إلى نواة لموجة دعاية جديدة تتهم تركيا وباقي الدول الإقليمية بدعم داعش وتدعوهم للانخراط بشكل أكبر في الحلف الأمريكي الجديد حتى يثبتوا توبتهم وعداءهم لداعش.

وتخوف الأتراك من هذه الدعاية ترجم في التصريحات القاسية التي جاءت على لسان رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ونوابهم ووزارة الخارجية، والتي أجبرت جو بايدن على الاتصال بأردوغان والاعتذار منه بصفة مباشرة وواضحة خشية من أن يمضي أردوغان فب تنفيذ وعيده الذي قال فيه أن عدم اعتذار جو بايدن عن تصريحاته سيجعله "قطعة من التاريخ" بالنسبة لأردوغان.

وبالتزامن مع احتفاء واحتفال عدد كبير من الصحف التركي بما نشر حول المكالمة التي دارت بين أردوغان وبايدن والتي قالت الصحف التركية أن بيادن كرر خلالها كلمات الاعتذار مرات عديدة، جاء تصريح رئيس الوزراء، أحمد داوود أوغلو ليكون الأكثر حدة، حيث قال: "كل شخصٍ لا ينصف الشعب التركي في حديثه، سوف يقدم اعتذاره، وسنبقى مرفوعي الرأس، إلى أن يتم إحقاق الحق، كما أننا ماضون في السير على النهج الذي يمليه علينا تاريخنا"، مضيفا : "من المستحيل لنا أن نقبل بهذا الانتقاد.. لا أحد يمتلك حق انتقاد تركيا وتجاهل التضحيات التي اضطرت أمتنا العزيزة للقيام بها".

وأوضح أردوغان الموقف التركي مما يتداول حول دعم تركيا لتنظيم داعش بشكل مباشر أو غير مباشر، قائلا بأن تركيا لم تسمح بمرور مقاتل واحد عبر أراضيها وأن مقاتلي داعش دخلوا تركيا بجوازات سفر مدنية وبتأشيرات سياحية ودون أية أسلحة ثم سافروا لسوريا حيث انتظموا مع داعش وحصلوا على الأسلحة هناك، مشيرا إلى أن تركيا لا تتحمل مسؤولية نمو الإرهاب في سوريا والعراق وأن موقفها من داعش ومن التنظيمات الإرهابية معلن ولم يتغير.

وحول امتناع تركيا عن المشاركة في الحرب الأمريكية على داعش، قال أردوغان أن الشروط التركية واضحة ومعلنة، وهي:

  • فرض منطقة حظر جوي لمنع طيران نظام الرئيس السوري بشار الأسد من قصف المناطق المتاخمة للحدود التركية بعمق 25 إلى 38 كم داخل التراب السوري.
  • قيام قوات عسكرية برية بتأمين منطقة الحظر الجوي على الأرض وكذلك بصد مقاتلي تنظيم داعش وقوات النظام على حد سواء.
  • تقديم الدعم والتدريب للقوات العسكرية التي ستقوم بتأمين هذه المنطقة العازلة، وذلك بعد الاتفاق على شكلها وعلى طريقة الإشراف عليها ومارقبتها بشكل مشترك.

وقد أعلنت رئاسة الجمهورية التركية أن أردوغان سيمضي رابع أيام العيد برفقة اللاجئين السوريين على الحدود السورية التركية، بدءا بزيارة اللاجئين في مخيم "اصلاحية" الواقع بين مدينتي غازي عنتاب وقهرامان مرعش، ثم مخيم "نيزيب" في مدينة عنتاب، ثم سيتحول أردوغان إلى بلدة "سوروج" الواقعة في مدينة "شانلي أورفا" لزيارة النازحين الاكراد الذين فرّوا من نيران تنظيم داعش.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!