بولنت إرانداتش - صحيفة تقويم - ترجمة وتحرير ترك برس

من الذي خطط وفكر بانقلاب 15 تموز؟ وماذا تشير لنا المعطيات؟ نحن ومدير تحرير صحيفتنا نؤمن بأنّه لا يمكن حدوث أي شيء عن طريق الصدفة، ونعتبر مَن يتحدث عن أنّ أمريكا وجهازها الاستخباراتي لا يعلم عن الرياح التي تهب في تركيا، وعن العصافير التي تطير في سمائها، نعتبر من يدعي ذلك بأنه يستهزئ بعقولنا.

ولذلك حينما نبحث عن إجابة سؤال "مَن يقف خلف محاولة انقلاب التنظيم الموازي"، نجد أنّ علينا توضيح العديد من الأمور.

التاريخ: 18 حزيران 2016.

خرج جون حنا، والذي يعتبر الذراع الأيمن لنائب الوزير الأسبق ديك تشيني، والذي كان مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، خرج جون حنا في مقالة نشرها في مجلة "فورين بوليسي" المختصة بالشؤون الخارجية الأمريكية، لتتحدث مقالته بما معناه "حان موعد الانقلاب".

والآن نفكر، هل يمكن أنْ يكون حنا الرجل المطلع، وأنْ تكون مقالته التي كُتبت قبل 24 يوما من محاولة انقلاب التنظيم الموازي، مجرد صدفة؟ وفيها يتحدث الكاتب عن أنّ "اردوغان يعتبر مصدر خطر يهدد تركيا والشرق الأوسط والاتحاد الأوروبي وأمريكا، وسيأتي يوم محاسبته عاجلا أم آجلا".

كما أنّ العديد من الأكاديميين الأمريكان ومؤسسات الفكر والرأي تحدثوا بأنه "إذا تدخل الجيش سنقول بأنه أمر غير مرغوب بالنسبة لنا، لكنه أمرٌ لا مفر منه".

في الساعات الأولى فرح الامبرياليون في العالم، لكن عندما كسر الشعب الانقلاب، تحدثوا عن "دعمهم للحكومة المنتخبة من قبل الشعب"، وهذا أصبح من ردود الأفعال المعروفة للقوى العالمية.

وقد كتبنا نحن في صحيفة تقويم، عنوانا بالخط العريض، بعد ما نشر جون حنا، كتبنا "حان موعد الانقلاب"، وكنا نحذر من أنّ الولايات المتحدة الأمريكية لديها ارتباطات بانقلابيين محتملين، وذلك في تاريخ 18-06-2016.

قراءة ما خلف الكواليس:

أثناء محاولة التنظيم الموازي الانقلاب على الحكومة والدولة يوم الجمعة الماضي، تحدث سليمان صويلو، وزير العمل والضمان الاجتماعي، عن أنّ "الولايات المتحدة الأمريكية تقف خلف الانقلاب، وهناك العديد من المجلات هناك كانت تشير إلى هذا الأمر من عدة أشهر".

وبعد مرور 12 ساعة على محاولة الانقلاب، خرج اردوغان في تصريحات هامة للغاية من أمام منزله في إسطنبول، حيث قال:

"أوجه النداء إلى الولايات المتحدة الأمريكية، سيدي الرئيس لقد قلت ذلك لكم، عليكم إما أنْ تصدروا لنا ذلك الشخص الذي يقيم على مساحة 400 دونم في بنسلفانيا، أو تسلموه لنا، واذا كنا نحن شركاء، وحلفاء، فإنّ عليكم أنْ تنفذوا طلبنا".

أما كلامه التالي فهو يفسر كل شيء: "لا يستطيعون هضم وقبول تطور تركيا، ولا يريدون لهذا الشعب أنْ يصبح قويا، لكن الله سيتمم نوره سواء قبلوا بذلك أم لا".

ودعونا الآن ننظر لو أنّ انقلاب فتح الله غولن قد نجح، مَن كان سيدير البلاد؟ دعونا ننظر إلى بيان الانقلابيين:

"سيعمل مجلس الصلح في البلاد على أخذ كل التدابير اللازمة من أجل تطبيق كل المعاهدات والمسؤوليات التابعة للأمم المتحدة ولحلف الناتو، والتي تقع على عاتق تركيا"، ونحن نعلم بأنّ أوروبا العميقة والدولة العميقة في أمريكا تحب الانقلابات كثيرا.

النتيجة: الأحداث التي تجري في العالم لا تتم من ذاتها، وإنما تتبع لاستراتيجيات القوى العالمية، ولذهنية من يدير هذا العالم.

ولذلك لا يمكننا القول بأنّ التنظيم الموازي هو من يريد الانقلاب بدون أنْ يكون تابعا لمن يتحكم في هذا العالم.

اليوم هم أيضا يستهدفون تركيا، لأنّ تركيا 2023 تسبب لهم الرعب من الآن، وهي القلعة الإسلامية الوحيدة التي صمدت، ولذلك يحاولون إيقافها نحو مسيرتها الاستقلالية.

هل سيتوقفون عن ذلك بعد هذه المحاولة؟ لا.

لكن ما دام الشعب على نفس الروح التي كان عليها ليلة 15 تموز، فإنهم لن ينجحوا ابدا.

وتذكروا بأنه لا طائر يطير بدون علم أمريكا.

عن الكاتب

بولنت إرانداتش

كاتب في صحيفة تقويم


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس