بولنت إرانداتش – صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس
ستؤدي محاولات الصليبيين الصهيونيين لجعل القدس عاصمة لدولة الاحتلال "إسرائيل" إلى فتح أبواب الجحيم، وبذلك تكون الأيدي القذرة الممتدة إلى القدس قد أعلنت عن بداية الحرب ضد العالم الإسلامي، وهذه هي النقطة الأخيرة التي أدت إليها كلمات الـ "بابا فرانسيسكوس" عندما قال: "ستأتي الحرب العالمية الثالثة مرحلة تلو الأخرى"، سنة 2017 هي الذكرى السنوية الـ 100 لاحتلال الأراضي الفلسطينية وعلى رأسها القدس من قبل إسرائيل التي ظلت تحت حماية إنجلترا ثم الإفنجيليين والصليبيين وفقاً لاتفاقية بلفور في سنة 1917، إذ بدأت حركة تحويل القدس إلى عاصمة لدولة الاحتلال من قبل الرئيس الأمريكي ترامب بما يتناسب مع مخططات القوى الإمبريالية فيما يخص الأراضي الفلسطينية، لا يمكن السماح بذلك لأن إنشاء دولة عازلة لحماية مصالح الغرب في الشرق الأوسط يعني إعلان الصليبيين الصهونيين عن بدء الحرب ضد العالم الإسلامي، كما أصبحت خطابات وامتدادات ضباط القيادة المركزية الأمريكية المحيطين بالرئيس ترامب والمحتلين لسوريا والعراق وأفغانستان أكثر وضوحاً في الفترة الأخيرة.
في حين يشير بدؤهم بتنفيذ مخططهم ذي المئة عام وجرأة القوى الاستعمارية في الغرب على إنشاء دولة عازلة في فلسطين إلى استعداد أمريكا وإنجلترا وبريطانيا وإسرائيل الصهيونية للحرب، لكن يجب عليهم الوقوف في هذه النقطة لأن تركيا ما زالت قائمة كأكبر قلعة للإسلام، لن يستطيعوا تجاوز صوت الإسلام الصاخب "الرئيس رجب طيب أردوغان"، وسيأتي الرد على القوى الصليبية الصهيونية من الرئيس أردوغان خلال اجتماع 13 ديسمبر/كانون الأول في ولاية إسطنبول بصفته الرئيس العام لمنظمة التعاون الإسلامي، وسيتم تقييم العمق التاريخي للأحداث التي وقعت خلال احتلال فلسطين من قبل بريطانيا ثم أمريكا وإسرائيل في هذا الاجتماع، والخلاصة من ذلك هي أن الشعب التركي العظيم سيبدأ مسيرته التاريخية من أجل تحرير القدس من الاحتلال كما حررت إسطنبول من الاحتلال الصليبي في سنة 1453، إذ انهارت القدس لعدة مرات نتيجة الحروب التي شهدتها بسبب استضافتها للعديد من الهياكل المقدسة من الأديان السماوية الثلاث لكن سرعان ما تم إنشاؤها من جديد، وفيما بعد أصبحت تحت سيطرة الإمبراطوية العثمانية في سنة 1517 واستمر ذلك إلى سنة 1917.
إسطنبول، الهدف الذي يلي القدس
يجب أن لا نستخف بمحاولات تحويل القدس إلى عاصمة لدولة الاحتلال من قبل الرئيس الأمريكي ترامب المحاط بالـ "بنتاغون" المدارة من قبل تجّار السلاح والنفط، لأن القدس هي المكان الذي تتمثل فيه الإنسانية، لقد شاهدنا ما حدث في القدس وإسطنبول على مدى التاريخ، وأدركنا أن إدارة العالم تكون لدى من يدير القدس وإسطنبول.
بينما كنت أجهز محتوى المقالة تلقيت اتصالاً من رئيس جامعة "تشانكيري" وتحدث لي عن مراحل ما بعد القدس، إذا قال: "إن إعلان القدس كعاصمة لدولة الاحتلال يعني أن الهدف التالي هو إسطنبول، إذ تحررت إسطنبول في سنة 1453، في حين احتلت القدس من قبل الصهيونية، واليوم يعتقدون أنهم سيجعلون من القدس عاصمة للصهيونيين، لقد دمروا الدولة العثمانية قبل مئة عام، وأغرقوا الأراضي الإسلامية بالدموع والدماء، وإلى الآن لم يخرجوا إسطنبول التي تمثل قلعة الإسلام التي لن تنهار أبدا من عقولهم، في حين كانت محاولة انقلاب مسيرة تقسيم التي استهدفت الرئيس أردوغان آخر مبادرات هذا الفكر، وكانت عبارات "بدأ الظلم منذ سنة 1453" المكتوبة على الجدران دليلاً يوضّج كل شيء".
العاجزون الذين يخدمون القوى الإمبريالية
إنهم يحاربون التدين بكل خباثة، ويسعون لتدمير الإنجازات المحققة بطرق ديمقراطية من خلال مخططات الصليبيين الصهيونيين، إنهم يخدمون الأزمة والفوضى، يحاولون تخفيف قدرة الشعب، ورأينا ذلك بوضوح أثناء محاولة الاحتلال الداخلي لتركيا التي نفذها تنظيم الكيان الموازي بتاريخ 15 تموز/يوليو 2016، كما رأينا هؤلاء أثناء محاولة إسقاط الحكومة من خلال دعايات مسيرة تقسيم، هل تتساءلون من هم هؤلاء؟ إنهم بقايا جورج سوروس، ونلاحظ أنهم يحبون كمال كليجدار أوغلو إلى درجة كبيرة في هذه الأيام، ويصفقون للمكتب السياسي التابع لحزب الشعب الجمهوري نتيجة دعمه المباشر للإجراءات القائمة، وهؤلاء هم العاجزون الذين يكتبون عبارة "بدأ الظلم منذ سنة 1453" على الجدران، واليوم لا يخجلون من المسير ضمن محاولات الصليبيين الصهيونيين لجعل القدس عاصمة لدولة الاحتلال "إسرائيل".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس