راسم أوزان كوتاهيلي - ترجمة وتحرير ترك برس 

معظم الناس يستغرب كيف لمنظمة مثل منظمة فتح الله غولن ان تصل إلى مرحلة تستهدف فيها شعبنا بالقصف والرصاص الحي، لكن أنا بالنسبة لي لا استغرب ابدا، لأنني كتبت قبل 19 شهرا عن إمكانية حصول هذا، وفعلا قامت المنظمة الإرهابية باستهداف الناس بعد 19 شهرا، يوم الجمعة الماضي، حيث أصدر فتح الله غولن أوامر إطلاق النار، مما جعل تركيا تعيش ليلة هي الأصعب منذ عقود.

ينبع جنون الإرهاب لمنتسبي هذه المنظمة، كونها حركة مهدية، يرى أتباعها الزعيم على انه آلهة، وهؤلاء المنحرفون فكريا، يعتقدون بأنّه في حال موتهم أثناء تنفيذ أوامر هذه "الآلهة" فإنهم سيدخلون الجنة، ولهذا يتوجب على تركيا مواجهة هذا الفكر المنحرف بصورة حازمة وحاسمة، وهنا أعيد نشر ما كتبت بتاريخ 17-12-2014. علينا أنْ نبقى حذرين تجاه خطر هذه المنظمة الإرهابية، لأنّ خطرها لم ينجل بعد.

مقالة نُشرت في 17-12-2014:

ليس من الصواب النظر إلى منظمة بنسلفانيا على أنها تنظيم موازي يتغلغل داخل أجهزة الدولة فحسب، لأنّ هذه المنظمة هي أخطر منظمة عرفها التاريخ التركي، وهي تملك القدرة على إلحاق أضرار بتركيا أكبر بكثير مما قامت به حتى الآن، ولهذا على الجميع الوقوف صفا واحدا في مواجهة هذه المنظمة، وعلينا أنْ نشرح ذلك للناس من مختلف التوجهات.

لا يتعلق خطر المنظمة بحجم انتشارها داخل الدولة فقط، وإنما يتعلق بالفكر الذي تحمله، فالمنتسبين لمنظمة بنسلفانيا يرون بزعيمهم أنه المهدي، ويعتبرون كلامه مثل كلام الله المنزّل، ولو طلب منهم رجل بنسلفانيا أنْ "يفخخوا أنفسهم ويفجروا أنفسهم في مراكز 81 محافظة" لقام بذلك الالاف منهم بدون تردد. وأنا هذه الجزئية هي التي تقلقني، وليس الأحاديث السياسية حول المنظمة.

علينا التحدث أكثر عن هذه القضية بعيدا عن الأجندة السياسية اليومية. منظمة بنسلفانيا قد تتحول لمنظمة مثل منظمة داعش في أي لحظة، وتعليمات من زعيمهم ستنشر النيران في كل مكان، وكل مُنتسب لهذه المنظمة قد يتحوّل إلى قاتل بمجرد حصوله على تعليمات من بنسلفانيا، لأنّ ما تقوم به المنظمة من غسيل لدماغ هؤلاء منذ صغرهم، أخرجهم من إطار الإنسانية وحولهم إلى آلات وروبوتات، ولهذا يتم تشبيههم بالحشاشين الذين كانوا في القرن الحادي عشر ميلادي، لأنه لا يوجد تشبيه لهم أفضل من هذا.

أنا غاضب من نفسي كثيرا لأنني أدركت هذا البُعد لهذه المنظمة بصورة متأخرة جدا، وألوم نفسي كثيرا على ذلك، وأشعر بأنه يتوجب عليّ أنْ أجعل زاويتي الخاصة بكتاباتي متعلقة بهذا الأمر فقط، ومع أنّ معظم الناس لم يدركوا ذلك إلى الآن، لكنني مسؤول عن نفسي وأرى بأنني قصرت في ذلك. وفي نفس الوقت على جميع المثقفين وأصحاب الرأي إدراك ذلك والتحذير من هذه المنظمة التي تعمل على غسيل دماغ البشر.

في المقابل تنظر واشنطن لهذا الموضوع من بوابة مصالحها على المدى القصير، وحينما يحين الوقت سيقضون على بنسلفانيا، لكنهم الآن يستخدمونها كورقة ضغط على تركيا التي تتضارب سياستها مع السياسة الأمريكية في الوقت الراهن، ولأنّ هذه المنظمة لا تزال تبحث عن شرعيتها في الدول الغربية، فإنها لم تصدر أوامرها الجنونية التي ذكرتها في الأعلى، لكننا نعلم بأنه في يوم من الأيام اذا أصدرت الأوامر، فإنّ هناك العديد من منتسبي هذه المنظمة جاهزون لارتداء أحزمة ناسفة وتفجير أنفسهم من أجل دخول الجنة.

عن الكاتب

راسم أوزان كوتاهيلي

كاتب في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس