ترك برس
جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، انتقاده للدولة الغربية حول موقفها من المحاولة الانقلابية التي شهدتها تركيا في منتصف تموز/ يوليو الماضي، مشيرا إلى أن الغرب يكتفي بالتنديد فقط،، لكنهم لن يوفقوا الإرادة الشعبية في تركيا.
وذكر أردوغان، خلال مقابلة تلفزيونية أجراها مع قناة "تي آر تي" التركية الحكومية "أن الإعلام الغربي بث الشائعات والأكاذيب ليلة محاولة الانقلاب، وثبت عدم صحتها، وخير دليل وجودي بينكم".
وتابع قائلًا: "بكل صراحة الغرب لا يريد لتركيا أن تكون قوية، ولا تفسير آخر لمواقفهم هذه، والغرب يتصرف معنا وفق معايير مزدوجة، وهذه طبيعتهم منذ سنوات، وهم يبنون سياستهم على توجهات أيديولوجية خاطئة".
وأردف الرئيس التركي: "إن قوة تركيا وتطورها المستمر، يزعجان الدول الغربية، لذلك تحاك لتركيا المؤامرات بشكل متواصل".
وتساءل أردوغان لماذا يقلق الغرب على الانقلابيين ولم يقلقوا على الشهداء، الجرحى الذين حافظوا على وطنهم؟، مبينا أن الانقلابيين قتلوا 219 من المواطنين.
وحول الساعات الأولى للمحاولة الانقلابية، قال أردوغان: "عندما وصلني الخبر من زوج ابنتي لم أصدق الخبر، ولكن عندما سمعنا الأخبار من مصادر أخرى بدأنا نحدد الخطوات الأولى".
وتابع الرئيس التركي: "تحركنا ليلة الـ15 من تموز بكل سرعة عبر المروحية إلى مطار دالامان، وقد عمل قائد الطائرة بشكل مهني وغامر كثيرًا، وكانت بانتظاري أربعة طائرات. ركبت الطائرة الرئاسية ولم نحدد هدفًا لقائد الطائرة، بل قلنا إننا ربما نذهب إلى أنقرة أو إسطنبول، ثم قلنا لقائد الطائرة أن يتجه بنا إلى إسطنبول".
وأشار أردوغان إلى أن مدير أمن إسطنبول ساهم في تطهير مطار أتاتورك من الانقلابيين خلال ربع ساعة لنستطيع الهبوط، و"عقب الهبوط اجتمعنا في المطار مع والي إسطنبول، وقائد الجيش الأول لإدارة الأزمة".
وتابع: "علمت وأنا في مطار إسطنبول أن الانقلابيين أخذوا رئيس هيئة الأركان رهينة، وقد كلفت بشكل مباشر "أوميت باشا" برئاسة الأركان بالنيابة".
وأضاف: "توجهت للمواطنين بخطابين أحدهما من المطار وقد ساهما في نزول الحشود إلى الشوارع. كانت العملية التي شهدها جسر إسطنبول حاسمة، وقد واجه بعض الشباب الدبابات بأجسادهم، الأخ صبري نام تحت الدبابة الأولى ثم الثانية التي أصابت ذراعه".
وأوضح أن: "الإيمان مهم جدًا في مثل تلك الظروف، سلمنا الأمر لله تعالى لأننا نؤمن بالقضاء والقدر، وعندما سلمنا أمرنا لله لم نخف ولم نخش شيئا لأن الأمر بيد الله عز وجل والحمد لله على نعمة الإيمان".
وبين أردوغان أن تصريحات قيادات عسكرية وسياسية ساهمت في إحباط المحاولة الانقلابية، مضيفا "صرحنا بأن هذه المحاولة خارجة عن القانون ووقفنا بثبات"، مضيفاً: "جاءت هذه المحاولة في الفترة التي وصلت فيها تركيا إلى أعلى المستويات في السياسية والاقتصاد".
وأكد الرئيس التركي، على ضرورة تطهير المؤسسة العسكرية، وإعادة هيكلتها من جديد، موضحا أن إعادة بناء المؤسسة العسكرية وإعادة بناء الدولة هما عنصران أساسيان في هذه المرحلة.
وشدد على ضرورة محاسبة القائمين على المحاولة الانقلابية، قائلا: "من الظلم أن نرحم الظالم، لأن ذلك يعد خيانة للمظلوم، وإذا لم نطهر مؤسساتنا ونعيد بناءها فكيف سيسامحنا الشعب".
وتابع الرئيس التركي قائلًا: "إن المحافظة على الديمقراطية أصعب من تحقيقها، ولقاؤنا مع الأحزاب المعارضة كان إيجابيًا ونحن الآن نجتمع حول المشترك بيننا، سوف نحمي الاستقرار الذي حققناه وسنمشي بخطى واثقة إلى أهدافنا لعام 2023".
وأشاد أردوغان بجهود الشعب التركي في التصدي للمحاولة الانقلابية، مضيفا: "أثبت شعبنا في 15 تموز/ يوليو بأن تركيا أصبحت نموذجا للعالم، وعلينا أن نوصل رسالتنا بكل اللغات وبكل الوسائل الإعلامية".
وحول التحقيقات قال: "إنه بدأت تكشف حقائق عن تعاون التنظيمات الإرهابية مع تنظيم "غولن" أن هذا التنظيم بلا مبادئ ولا يمكن توقع حركاته".
وتابع "التحقيقات متواصلة ولكننا لا نعرف إلى أين ستصل، وهل سنتمكن من حل شيفرات هذا التنظيم السري الكل يعمل ليل نهار للكشف عن حقيقته".
وذكر أنه كلف مؤسسة مراقبة المؤسسات بالعمل على كشف حقيقة تنظيم غولن الإرهابي، مضيفًا: "لم نصل إلى النهاية بعد بل بدأنا الآن، ومنذ عامين وأنا أؤكد أن تنظيم غولن يمتلك شبكة واسعة جدًا، لدرجة أنّي وجدت صعوبة في إقناع زملائي في الأجهزة الأمنية والقضاء".
وبين أن تنظيم غولن يعمل بشكل مغلق ولا يعترفون بحق الحياة لغيرهم ولا يشركون غيرهم في نشاطاتهم.
وأضاف: "عندما وصلنا إلى السلطة قلت لوزير التعليم علينا أن نغلق مراكز التدريس التابعة لتنظيم غولن، ولم يقتنع البعض بفكرتي حول ضرورة إغلاق مدارس منظمة غولن كونها أكبر مصدر لتمويل للمنظمة، وعندما أغلقناها ضاع مصدر تمويلهم فجن جنونهم".
وقال إن كثيرًا من الدول قامت بإغلاق مدارس تنظيم غولن الإرهابي كالسودان والصومال وباكستان، وعبر عن شكره لدول البلقان كذلك على تفاعلهم في هذا الصدد.
وأوضح أنه طالب غولن في وقت سابق بالعودة إلى تركيا، ولم يكن لديه ملفات في ذاك الوقت، متسائلا لماذا لم يرجع إلى تركيا عندما دعوته لأن له حسابات أخرى لذلك لم يرجع".
وأشار إلى أن غولن يتلقى التعليمات من عقل أعلى منه، "وهو ليس خارقًا، يجب أن لا نضخم صورته أكثر مما يلزم، فكل أتباعه يحاولون الهرب من تركيا إذا وجدوا فرصة للهروب"، وهذه الجماعة لا تتصرف من ذاتها".
وحول صياغة الدستور الجديد، قال الرئيس التركي: "إن كافة مؤسسات الدولة ستعمل بمشاركة الحكومة وأحزاب المعارضة من أجل صياغة دستور جديد".
ووجه الرئيس التركي دعوة لعموم الشعب التركي للمشاركة في "تجمع الديمقراطية والشهداء"، يوم الأحد القادم بمدينة إسطنبول، مطالبا برفع العلم التركي فقط.
وحول العلاقات الخارجية قال أردوغان: "نسعى لأن تكون علاقاتنا جيدة مع كل الدول، في التاسع من هذا الشهر سأزور موسكو لتناول ملفات سياسية واقتصادية وغيرها".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!