ترك برس

اعتبر مجلس الشورى الديني التركي، أن منظمة "فتح الله غولن (الكيان الموازي)" الإرهابية، ليست جماعة دينية، ولا يمكن قبول زعيمها كعالم دين أو شيخ، مشيرًا أنها ترى كل الطرق مباحة في سبيل آمالها السرية الظلامية، وتستغل الدين والمشاعر الدينية، وتسرق من خلالها زكوات الناس وصدقاتهم وأولادهم، وتغتصب قيم الدين الاسلامي الأساسية ومفاهيمه.

جاء ذلك في بيان نشره المجلس بعنوان "قرارات الاجتماع الاستثنائي للشورى الدينية"، أشارت فيه إلى أن دين الإسلام لا يقبل عصمة و حصانة لأي سلطة أو بنيةٍ أو قائدٍ غير سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، و لا يمكن لأي شخص أو بنية أن يعلن نفسه ممثلاً مطلقاً للدين، و لا يمكنه الطلب من الناس الطاعة له من غير غيدٍ و لا شرط.

ولا قيمة لمزاعم أي شخص بالقيادة والسلطة المطلقة، يضيف البيان، ولا لرؤية ذلك فيه من قبل أتباعه؛ لأن إطار الطاعة المطلقة والالتزام المطلق محددٌ بالمبادئ التي يحددها القرآن والسنة، فذلك مخالف بشكل بين لا لبس فيه لكتاب الله سبحانه وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن في هذا الإطار القبول شرعاً بمزاعم اصطفاءٍ خاصٍ لشخص، واعتباره معصوماً لا يخطئ، وتقديس كلامه وتعليماته.

وشدّد البيان على أن الدعوة في الإسلام دعوةٌ إلى سبيل الله ورسوله، واستغلال اسم الله للدعوة إلى الأشخاص والبنى والأحزاب؛ خداع للناس باسم الله  والدين، وأكبر ظلم للدين ولا يحق لأحد أن يسلم عقله وإرادته وشخصيته للآخرين، ولا يمكن لأي بنيةٍ تتشكل باستغلال المشاعر المعنوية للناس باسم الله والدين أن تنال مشروعيتها من الإسلام.

وأشار إلى أن تحويل فعاليات التعليم ذات المظهر الديني إلى شبكة قوةٍ ومصالح، واستغلالها في تشكيل بنيةٍ دنيويةٍ سياسيةٍ اقتصاديةٍ، واستغلالها في إخفاء جميع العلاقات السرية القذرة لا يمكن أن ينسجم مع مبادئ الإسلام الأساسية بأي شكلٍ من الأشكال، وكذلك الحصول على منفعة وتشكيل نفوذ من خلال الدين ليس له أي أساسٍ ديني.

وأضاف: "لقد ظهرت على مرّ التاريخ حركات فتنةٍ و فسادٍ كثيرةٌ تهدد أمن المجتمع و تعرض شخصية حروفيّة - باطنيّة، و اعتباره المهدي أو المسيح، وكانت صورة الشخصية السرية الغامضة المنذورة الكاريزماتية والتقية وازدواج الشخصية من أبرز الخصائص التي تشترك فيها هذه الحركات، وفي العصور الحديثة أصبحت مثل هذه الحركات وسائل لتمزيق المجتمعات الإسلامية وأدواتٍ للاستعمار في رعاية الهندسة السياسية الدولية.

وقال المجلس إن المنظمة الإرهابية تعتمد في خطابها الديني على المنامات والحكايات الغامضة أكثر من اعتمادها مصادر الإسلام المعرفية الأساسية، وتعتمد عليها في خداع الشرائح البريئة، وتسحرها، وتشكل ذهنياتٍ مريضة، وتوسلت لهذا الهدف إلى تحريف الدين من خلال مجالس الصحبة والوعظ والمحاضرات باستخدام وسائل الإعلام على وجه الخصوص.

وزعموا حضور النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذه المجالس، وحاولوا إسناد التعليمات والأوامر التي تعطى للأتباع إلى النبي عن طريق الرؤى و المنامات، مبينًا أنه لا يمكن لبنيةٍ من هذا القبيل تتخذ خداع الناس منهجاً لتأسيس سلطتها؛ أن تنال مشروعيتها من الدين.

وكما أشار إلى أن المذاهب و المشارب والمدارس الفكرية المختلفة اجتمعت بانسجامٍ وشكلت ثورة في المجتمع الإسلامي، وقد جعل الإسلام وحدة المسلمين أساساً، ولم يشرّع التفرقة والتجمعات التي تؤدي إلى تمزيق هذه الوحدة، وبنيةٌ كمنظمة فتح الله غولن الإرهابية تحتكر الحقيقة في نفسها وتقصي من لا ينتهي إليها؛ لا تنسجم مع تقليد الإسلام.

ورأى البيان أن البنى والتنظيمات التي تقوم بنشاطات سرية في مجال الدين، والمغلقة على الرقابة والمحاسبة، والبعيدة عن الشفافية في الأمور المالية على وجه الخصوص؛ ستضم في بنيتها بالتأكيد كل أنواع العلاقات المشوبة الظلامية، وفي هذه النقطة لا تملك السياسات والاستراتيجيات التي تسلكها حركة تسعى لشرعنة نفسها بأدلة دينية تنتجها على هواها؛ أي أساسٍ صحيح سليم، وقد استغلت هذه المنظمة المشاعر الدينية للناس في سبيل الوصول إلى أهدافها.

إن إخفاء النفس، وإظهاره على خلاف حقيقته، وسلوك ذي الوجهين، وذي اللسانين، والتغاضي عن الحلال والحرام تقية، واستخدام الأسماء المشفرة، والعيش بخلاف ما يعتقده تبعاً للوسط الذي يكون فيه، والكذب، والقيام بالتجسس، وانتهاك الحياة الخاصة والحرمات، والقيام بالابتزاز، والتحيز والتضامن التنظيمي خدمةٌ للآمال السيئة، وغيرها من الأساليب ليست إسلامية ولا أخلاقية، وفقًا للبيان.

ولفت إلى أن القيام بكل أنواع الفساد والانتهاكات بدءاً من سرقة الأسئلة بهدف توطين الأتباع في الوطائف أولاً، ثم الاستيلاء على الدولة؛ اعتداءٌ على الحق العام و حقوق العباد، ولا يمكن قبول بنية اتخذت مثل هذا الأسلوب وسيلة أساسية لتنظيمها؛ كبنيةٍ إسلامية، والذين يشكلون قدوة لهذه الأعمال، والذين يسمحون بها، ويتغاضون عنها لم ينالوا نصيبهم من الوجدان ولا الدين ولا الأخلاق.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!