ترك برس

ركزت وسائل الإعلام الإسرائيلية على تداعيات زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لروسيا ولقائه الرئيس الروسي بوتين على علاقات تركيا بالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، واعتبرت أن الزيارة تمثل أخبارا سيئة للغرب، وأنها تعد رسالة واضحة من أنقرة إلى العواصم الغربية بأن تركيا غير راضية عن تعامل الغرب معها بعد محاولة الانقلاب الفاشل.

وكتب موقع القناة الإسرائيلية الثانية تحت عنوان "عصر جديد في العلاقات" إن لقاء أردوغان بوتين يأتي في وقت تتوتر فيه علاقات الزعيمين مع الغرب، حيث يزعم الرئيس التركي أن الولايات المتحدة تحمي مدبري محاولة الانقلاب العسكري، بينما ينتقد الغرب أردوغان بسبب الإجراءات العنيفة التي يتخذها ضد الانقلابيين.

أما صحيفة يديعوت أحرونوت فلفتت إلى أن التقارب مع موسكو من جانب أردوغان يأتي على خلفية الأزمة بين النظام الحالي في تركيا والولايات المتحدة  والاتحاد الأوروبي اللذين وجها انتقادات عنيفة لعملية التطهير التي يقوم بها أردوغان بعد فشل محاولة الانقلاب.

وأضافت الصحيفة أن الصدع في العلاقات قد زات بعد أن تقدمت النمسا باقتراح لوقف محادثات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وهو الاقتراح الذي أعلن الحزب الحاكم في الدنمارك اليوم عن تأييده له.

واعتبرت صحيفة معاريف أن مصافحة أردوغان وبوتين في روسيا تعد إشارة من البلدين إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وكتب المحرر السياسي للصحيفة حاييم إيسروفيتش إن الهدف من زيارة أردوغان لروسيا التي تعد أول زيارة له للخارج منذ محاولة الانقلاب الفاشل هو إرسال رسالة واضحة من النظام التركي إلى الدول الغربية بأنه غير راض عن عدم وقوفها إلى جانبه فور إحباط محاولة الانقلاب.

وتابعت الصحيفة أن اختيار مدينة سان بطرسبرج رسالة موجهة إلى الولايات المتحدة التي تطالبها تركيا بتسليم رجل الدين فتح الله غولن المقيم في بنسلفانيا والذي تتهمه تركيا بتدبير محاولة الانقلاب.

ورأت صحيفة هآرتس أن التقارب بين رئيسي تركيا وروسيا بعد أشهر من التوتر والعقوبات الاقتصادية من جانب موسكو يخدم المصالح الاقتصادية للبلدين، وأن الزعيمين راضيان عن أن تعاونهما يمثل ضغطا على الغرب.

وكتب المحلل السياسي للصحيفة أنشيل بيفر إن هذا التقارب المفاجئ بين الزعيمين أزال خطر المواجهة العسكرية بين البلدين، لكن هذا ليس بالضرورة أنباء طيبة للغرب، حيث تدهورت العلاقات المتوترة بين حكومة أردوغان والقوى الغربية بعد محاولة الانقلاب، كما أن العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي تمر بفترة اختبار بعد حملة التطهير ضد الانقلابيين، والدعوات إلى إعادة عقوبة الإعدام.

وأضاف بيفر أن هناك توترا مماثلا بين تركيا وحف الناتو، حيث إن بعض المشاركين في محاولة النقلاب استخدموا القاعدة الجوية في إنجيرليك التي يستخدمها سلاح الجو الأمريكي في الهجوم على داعش، واتهام أردوغان لغولن المقيم في أمريكا بتدبير الانقلاب، فضلا عن اتهام أعضاء في حزب العدالة والتنمية للإدارة الأمريكية بدعمها للانقلابيين.

وتطرق بيفر إلى المسألة السورية التي تعد موضع خلاف بين تركيا وروسيا، لكنه لفت إلى أن المصلحة الرئيسية للبلدين في تسوية العلاقات هي مصلحة اقتصادية في الأساس حيث إن حجم التجارة بينهما مهم جدا لكلا الجانبين، وفي الوقت نفسه فإن الزعيمين مسرورين من ممارسة بعض الضغوط على بروكسل وبرلين وواشنطن.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!