الأناضول 

دعا بريطانيون مقيمون في قضاء "ديديم" بولاية أيدين غربي تركيا، اليوم الجمعة، نظرائهم في بريطانيا والسياح حول العالم إلى زيارة تركيا بكل اِطمِئنان، واصفين إياها بـ "البلد الآمن"، عقب مرور نحو شهر من محاولة الانقلاب الفاشلة.

وفي حديثهم للأناضول، أشار عدد من البريطانيين المقيمين في "ديديم" منذ سنوات (بعضهم على الجنسية التركية)، أنهم يعيشون في تركيا بشكل آمن ويشعرون بالراحة والسكينة فيها، مطالبين مواطنيهم والسياح في العالم بعدم التردد في زيارتها. 

أماندا ووكر (46 عامًا) كان بين ممن تحدثوا للأناضول، قائلا "أمتلك منزلًا هنا، وأعلم علم اليقين أن تركيا بلدٌ آمن، لذا أدعو مواطني بريطانيا للقدوم إلى هنا والاستمتاع بإجازة سعيدة وهانئة"، مشددًا أن "ديديم أكثر أمانًا من لندن". 

وحول المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف تموز/ يوليو الماضي، أضاف ووكر "تلك الليلة كنت في بريطانيا، لكن أمي وأبي كانا هنا، اتصلت بهم فقالوا لي أن كل شيء على ما يرام، وأنه لم يحدث أي شيء يبعث على القلق (..) تحدثوا لي عن الشعب التركي وكيف صان الديمقراطية في بلاده، رأينا بأم أعيننا كيف دافع الأتراك عن الديمقراطية (..) لذا أنا أراهن دومًا على الشعب التركي". 

من جهته، قال "براين واتسون" (63 عامًا) "أنا أشعر بالسعادة لقضاء العطلة هنا، كما أنني أقمت علاقات صداقة مع الشعب التركي الذي أحبه وأشعر بنفسي جزءًا منه". 

وتابع "واتسون" للأناضول "العالم كله يشهد أحداث معينة، وهذا الأمر ليس محصورًا على تركيا، وأكثر الدول أمنًا تتعرض بين الفينة والأخرى لبعض الأحداث، لا داعي أبدًا للخوف، علينا أن نستمتع بالحياة فهي مستمرة". 

وشدد على أن محاولة الانقلاب الفاشلة، أظهرت مدى قوة وتماسك الشعب التركي، الذي استطاع التغلب على جميع المشاكل خلال ساعات، وتمكن بالذود عن الديمقراطية، وفقاً لتعبيره.

من ناحيته، قال أرجمند آلقان أر، رئيس جمعية السياحة في قضاء ديديم، إن المنطقة استردت عافيتها بعد 15 تموز/ يوليو الماضي، وأن الفنادق بدأت تمتلئ مجددًا، وأن هذا الشيء يبعث على السعادة. 

وأضاف للأناضول "الفنادق ممتلئة بنسبة 85% حاليًا، والسياح مهتمون بالمنطقة، خصوصًا السياح القادمين من دول أوروبا الغربية".

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/ تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله غولن" (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي. 

جدير بالذكر أن عناصر منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية - غولن يقيم في الولايات المتحدة منذ عام 1999- قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!