ترك برس

رأى الكاتب والمحلل السياسي اللبناني جورج سمعان، أن من نتائج التدخل التركي في سوريا، أنّ دفْعَ أنقرة قوات "الجيش السوري الحر" وفصائل إسلامية معتدلة إلى الإمساك بالمناطق التي يخليها "داعش" يسبغ على هذا الجيش "شرعية" طالما طمح إليها.

وأشار سمعان في مقال له بصحيفة "الحياة"، إلى أن عملية "درع الفرات" التي أطلقتها تركيا لدعم الجيش السوري الحر في جرابلس، ستساهم في إضعاف موقف الخائفين من "اليوم التالي" لإسقاط النظام، وتلاشي هواجسهم من استيلاء "تنظيم الخلافة" على البلاد بعد التقهقر الذي أصابه ويصيبه.

وأضاف سمعان: "أبعد من ذلك لم يعد متاحاً أن ينازع أيُ طرف "الجيشَ الحر" وشركاءه على المناطق التي يتقدم إليها، ما دام يحظى بدعم تركيا وحمايتها. بات الأمر يتعلق بهيبة دولة كبرى في الإقليم لها ما لغيرها في الساحة السورية. وهي استعادت الآن الدور الأكبر سياسياً على الأقل في التأثير في قرارات الهيئة العليا للمفاوضات والفصائل المقاتلة ما دامت تقدم غطاء لهذه الفصائل المنضوية تحت عباءة الهيئة".

وشدّد على أن المنطقة الآمنة (أو الشريط السني) باتت أمراً واقعاً، ولا حاجة إلى إعلان قيامها رسمياً، ولا داعي لاعتراض المعترضين الذين بدوا لفترة يتسابقون لشراء ود الكثير من قيادات الجيش الحر لعل ذلك يسهل قيام مجلس عسكري مشترك منه ومن الجيش النظامي يكون عماد الهيئة الانتقالية.

واعتبر الكاتب اللبناني إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تأخر طويلاً في وقف أخطائه وتصحيح مسار سياساته، لكنه عرف في النهاية كيف يمكنه هو أيضاً أن يبدل المشهد الاستراتيجي في الإقليم وسورية خصوصاً، ويعود لاعباً لا يمكن القفز فوق مصالح بلاده ودورها، وقال: "يتضح من عمليات القوات التركية بعد تحرير جرابلس من داعش أن الهدف الأكبر كان ولا يزال وقف تقدم الكرد والحؤول دون ربطهم بين منطقتي شرق الفرات وغربه، لمنع قيام جغرافيا واحدة على غرار كردستان العراق".

وقال سمعان إن "تركيا لم تكن تتوقع أن يتوسع الكرد سريعاً إلى غرب الفرات بعد دخولهم منبج، وهالها أن تمد واشنطن وموسكو بعدها يد العون إلى حزب الاتحاد الديموقراطي الذي لا يخفي ارتباطه بحزب العمال (بي كي كي)، مثلما لم يخف طموحه إلى بناء كيان مماثل لما بناه أخوانه شمال العراق، بعد إعلانه مشروع الفيديرالية حلاً للأزمة السورية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!