ترك برس

أوردت صحف تركية نبأ نية ألكساي ميلر المسؤول رفيع المستوى في شركة غازبروم الروسية للطاقة زيارة تركيا في الأيام القليلة القادمة لمناقشة مشروع خط السيل التركي الذي من المزمع استخدامه لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر تركيا.

ويُتوقع أن يكون مشروع خط السيل التركي من أهم المشاريع التي سيتم تنفيذها عقب إعادة العلاقات التركية الروسية إلى وضعها السابق.

ظهرت فكرة مشروع السيل التركي لأول مرة مطلع كانون الأول/ ديسمبر 2014، حين كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في زيارة لتركيا، وفي تصريح مشترك مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال: "هناك تدهور لعلاقاتنا مع بعض الدول، لذا أصبحت ثمة حاجة ماسة لمشروع جديد ينقل طاقتنا عبر تركيا كبديل لمشاريع الخطوط السابقة."

وينطلق خط السيل الجنوبي من روسيا مرورًا بالبحر الأسود وصولًا إلى بلغاريا، ويتفرع منه ذراعان، الذراع الأول نحو اليونان ومن ثم إيطاليا، أما الذراع الثاني فنحو الصرب والمجر وصولًا لفينا.

أما السيل التركي فيبدأ من روسيا ويمر بالبحر الأسود وصولًا لتركيا التي سينطلق منها نحو اليونان ومنها إلى جميع الدول الأوروبية.

سقوط الطائرة حال دون إتمام اتفاقية المشروع

أسقط الجيش التركي في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015 طائرة روسية حربية اخترقت أجواء بلاده، وعلى إثر ذلك بدأت أزمة بين تركيا وروسيا أثرت على الكثير من القطاعات والمشاريع الاقتصادية المشتركة، وكان مشروع السيل التركي أحدها.

ومع زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لبطرسبرغ ولقائه نظيره الروسي بوتين في 9 أغسطس، عادت العلاقات إلى مجراها التي كانت عليه، وكان مشروع السيل التركي أول المشاريع التي طُرحت على الطاولة للمناقشة والتوصل إلى حل يقضي ببدء تنفيذ المشروع.

وبحسب موقع الجزيرة ترك الذي تناول الموضوع في تقريره "مميزات أيهما أكبر" فإن الأزمة الروسية التركية لم تكن المعضلة الوحيدة التي تواجه خط السيل التركي، بل أن إعلان بلغاريا رغبتها في إعادة التشاور مع روسيا فيما يتعلق بمشروع السيل الجنوبي الذي أوقفته نتيجة تعرضها لضغوطات دبلوماسية من الاتحاد الأوروبي، أصبح يشكل تحديًا جديدًا لهذا المشروع.

في إطار التنافس بين الخطين، وفي ضوء عدم إعلان روسيا ردًا نهائيًا على بلغاريا التي تطلب وضع مشروع السيل الجنوبي على الطاولة من جديد، أي المشروعين أكثر حظًا في التنفيذ؟

ردًا على هذا التساؤل، يقول أردال تاناس كاراغول أستاذ الاقتصاد مدير مركز الدراسات السياسية والاجتماعية والاقتصادية سيتا في حديث للجزيرة ترك: "إن مشروع السيل الجنوبي طُرِح على الطاولة قبل السيل التركي، وعندما عُرض الأخير على الطاولة قُوبل بأنه مشروع بديل للسيل الجنوبي، واليوم بعد التقاء الخطين على خط تنافسي، يبدو حظ الخط التركي للتطبيق أكثر وفرة، في ظل تكلفته الأقل بالنسبة لروسيا."

وتابع كاراغول قائلًا: "تكبدت روسيا الكثير لقاء تدهور علاقتها مع أوكرانيا التي تعاني من فوضى سياسية واقتصادية، وتريد روسيا اليوم عدم تكرار هذا السيناريو في علاقاتها مع الدول الأخرى، لذلك تنظر إلى تركيا باعتبارها أكثر أمنًا سياسيًا واستقرارًا اقتصاديًا مقارنة بالدول البديلة الأخرى."

وأكّد كاراغول أن المشروع سيكون ورقة قوية في يد تركيا تُجاه الاتحاد الأوروبي الذي أظهر موقفًا غير معقول، مشيرًا إلى أن تركيا يجب عليها فعل كل ما بوسعها لكسب هذه الورقة التي ستقوي الموقف التركي أمام الاتحاد الأوروبي الذي لن يجد بديلًا أرخص وأفضل من الغاز الروسي.

وفي ذلك السياق، أشار أستاذ الاقتصاد في جامعة غلطة سراي أورهان بويوك أكينجي إلى أن بلغاريا بطلبها مناقشة تفاصيل المشروع من جديد، حاولت الاستفادة من الأزمة الموجودة بين الطرفين.

وأشار أكينجي إلى أن مشروع السيل التركي أقل تكلفةً من السيل الجنوبي، كما أن تركيا تتمتع باستقلال سياسي واستقرار اقتصادي أكثر من بلغاريا، وهذا ما يمكن أن يصب في صالحها ويضعها في موقف أقوى أمام الاتحاد الأوروبي الذي أخذ يظهر ليونة تجاه الدول المجاورة بعد تقرير بريطانيا الخروج منه.

ومن جانبه، أوضح الأكاديمي إيمرة إيشاري أن تركيا تتمتع بعلاقات أقوى من بلغاريا مع روسيا، وهو ما يؤهلها للفوز بالمشروع. ويشير إيشاري إلى أن على تركيا التعاون مع روسيا على أساس كونها مركزًا للطاقة، أي مستوردًا ومصدرًا، وليس فقط مستوردًا ومستهلكًا وحاصلًا على ضريبة محدودة لقاء نقله الغاز عبر أراضيه، موضحًا أن هذا يكفل لتركيا فائدة عظيمة، أما سواه فلا يعود على تركيا بالفائدة المأمولة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!