ترك برس

قال الكاتب والمحلل السياسي التركي إسماعيل ياشا، إن هناك نقاش واسع يدور إلى جانب النقاش الدائر حول عدم إتقان بعض أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي للغة الكردية، مشيرًا ان عنوان هذا النقاش هو: "هل قضية حزب العمال الكردستاني كردية أم أرمنية بقناع كردي؟".

جاء ذلك في مقال نشرته صحيفة العرب القطرية، تطرق فيه ياشا إلى زيارة أجراها رئيس حزب الشعوب الديمقراطي، صلاح الدين دميرطاش، الأربعاء الماضي، إلى عاصمة إقليم كردستان العراق أربيل للقاء رئيس الإقليم مسعود البارزاني، واصطحب معه رئيس بلدية ديار بكر السابق النائب عثمان بايدمير ليقوم بالترجمة بينهما.

وأشار الكاتب التركي إلى أن الحديث كان يدور في تركيا منذ فترة حول عدم إتقان دميرطاش للغة الكردية، وتبين خلال هذه الزيارة أن زعيم هذا الحزب الذي يتبنى القومية الكردية ويرفع شعار الدفاع عن حقوق الأكراد لا يعرف اللغة الكردية.

وأضاف: "الإخوة الأكراد يعتزون بلغتهم ويعلمون أبناءهم في الصغر لغتهم الأم. ولذلك نادراً ما تجد كرديّا لا يتقن اللغة الكردية كما أن ذلك يعتبر أمراً غريباً، وإن كان هذا الكردي الذي لا يعرف لغته الأم ينتمي إلى تيار كردي قومي بل ويتزعمه فالأمر يصبح أكثر غرابة".

وأوضح أن القائلون بأن حزب العمال الكردستاني ينتقم من الشعبين الكردي والتركي معا لمشاركتهما في الأحداث التي يصفها الأرمن بـ"الإبادة"، يلفتون إلى الدعم الذي تتلقاه المنظمة الإرهابية من أرمينيا واللوبي الأرمني في الغرب.

بالإضافة إلى وجود إرهابيين غير مسلمين في صفوف حزب العمال الكردستاني، كما يدَّعون بأن عدداً كبيراً من عناصر المنظمة الإرهابية وقادته ليسوا بأكراد، بل هم من أبناء أسر أرمينية أخفت هويتها الأصلية للهروب من التهجير قبل حوالي قرن.

وبيّن الكاتب التركي أن حزب العمال الكردستاني قام في أول أيام عيد الأضحى المبارك بتفجير سيارة مفخخة في وسط مدينة "وان" ذات الأغلبية الكردية، ما أسفر عن سقوط عشرات الجرحى.

وأطلقت قوات الأمن عملية في المدينة لإلقاء القبض على المتورطين في التفجير الإرهابي، وقُتل خلال العملية اثنان من عناصر المنظمة الإرهابية في الاشتباكات مع رجال الأمن ثبت وقوفهما وراء التفجير الذي استهدف مركزاً للشرطة.

وقال إن اللافت في الأمر أن أحد الارهابيين المقتولين كان يحمل في عنقه صليباً، ما يؤكد أنه لم يكن مسلماً، مع أن الأغلبية الساحقة من أكراد تركيا مسلمون، وكانت قوات الأمن التركية قد عثرت قبل ذلك في بعض البيوت والمغارات التي يستخدمها الإرهابيون على نسخ للإنجيل.

وفي حادثة أخرى - يضيف ياشا - قامت ميليشيات "الأسايش" التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، الخميس الماضي، بالاعتداء على الصحافية رنكين شيرو، مراسلة شبكة رووداو الإعلامية الكردية المقربة من حكومة إقليم كردستان العراق، في محافظة الحسكة السورية التي ذهبت إليها لزيارة أقاربها.

وذكرت شبكة رووداو في تقريرها حول الحادثة، أن عناصر من "الأسايش" قاموا بالهجوم على الصحافية الكردية وتمزيق ملابسها وإيذائها على الرغم من علمهم بأنها حامل، وحينما رأى والد رنكين إبنته على هذه الحالة صرخ مطالباً إياهم بالقول: "أستحلفكم بالله أن لا تفعلوا هذا بابنتي ولا تمنعوها"، لكنهم ردوا بالقول: "نحن لا نؤمن بالله والرسول".

وشدّد ياشا على أن الشعب الكردي تعرض للاضطهاد وعانى كثيراً من التهميش في ظل الأنظمة القمعية، هذه حقيقة لا يمكن أن ينكرها أحد، إلا أن هناك حقيقة أخرى تتجلى يوماً بعد يوم، وهي أن المنظمة الإرهابية تتاجر بالقضية الكردية لصالح أجندات القوى الدولية والإقليمية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!