عاكف بيكي - صحيفة حرييت - ترجمة وتحرير ترك برس

يمكننا القول إن الحكومة العراقية هي دمية تسير بتوجيهات الإدارة الإيرانية، وما كانت تصريحات بغداد الأخيرة بخصوص معسكر بعشيقة إلا لأن إيران تتنافس مع تركيا على النفوذ في العراق.

لكن هل تتبع تركيا هنا سياسة مذهبية؟

فتركيا لا تريد مشاركة المليشيات الشيعية في عملية تحرير الموصل، لأنها تقلق من جلب التشيع للمنطقة بحجة محاربتها لتنظيم داعش، وأيضا تخاف من تغيير الهيكل الديموغرافي للموصل ذات الأغلبية السنية بإجبار أهلها على الهجرة، وملخص ما سبق نجد أن تركيا تعارض أي حركة مذهبية، ومع هذا تتهم أنقرة بالمحتل وأنها تتعامل بمذهبية في الموصل.

من أجل معرفة ما إن تركيا تركض وراء المذهبية أو لا، يكفي أن نلقي نظرة على بعض مواقف الدول العربية، فبعضهم يشجع الحكومة العراقية، هذه الحكومة المسيرة من قبل إيران وقاموا بالتوقيع على عريضة تهديد للتواجد التركي في معسكر بعشيقة.

فلو أن تركيا أرادت المشاركة في عملية تحرير الموصل فقط من أجل إنشاء معسكر سني لكان من الضروري مساندة كل سنة العالم لها.

نعم لقد قررت تركيا حماية المواطنين السنة هناك لكن هي ضد نشر التشيع، وبالمقابل ليس لتركيا أي نية في ترحيل الشيعة وجعل المنطقة سنية بأكملها.

تحركنا لن يكون تحت غطاء المعسكر السني أو الشيعي، فقط لن يكون تحت غطاء المعسكر الغربي، وسوف نقوم بعملية الرقة في سورية وسوف نضطر للإحتدام مع أمريكا بخصوص مشاركة وحدات حماية الشعب هناك.

وسوف تتحرر الموصل من أيادي داعش وبسبب المليشيات الشيعية سوف نتصادم وجها لوجه مع أمريكا، فالوضع أصبح متأزم بين المعسكرات السنية الشيعية والمعسكر الغربي، وللخروج من هذه الأزمة نحتاج لشرح طويل، فقط لايمكن لأحد أن يدعي بأن أنقرة تدعوا بسياساتها المتبعة للمذهبية.

لقد ثاروا من صدح مآذن الجوامع:

خلال أحداث 15 تموز تم الإعتداء على مؤذني المساجد وذلك فقط من أجل إنزعاجهم من قراءة الأدعية على ميكروفونات المآذن، فقد صرحت وزارة الشؤون الدينية بأن 60 مؤذن قد تعرضوا للإعتداء في ليلة 15 تموز.

هل يمكننا القول إن المهاجمين اعتدوا على المؤذنين تأييدا للإنقلاب لأن هذه الصلوات قرأت تنديدا بالمحاولة الإنقلابية؟

المنطق السليم يقول بأن التفكير هذا لايؤدي إلى نتيجة، لأن القضاة بحاجة للأدلة الكافية لإثبات هذه التهمة، وربما يكون قسم من المهاجمين قد نزلوا للشوارع تأييدا للانقلاب وربما قسم منهم كان ما يزعجهم هو أصوات المآذن.

وهناك شيء واحد مؤكد في كلا الحالتين أن صوت المآذن قد أثارت وأزعجت المهاجمين.

أنتم تقولون بأن الجامع مكان عمومي، وتقولون بأن المؤذن كان يقوم بوظيفته أثناء ذلك.

لكن لا تستطيعون تغيير حقيقة أن سبب هذه الهجمات هو صدح المآذن، وهذا يعني أنهم ينزعجون من أمر نابع من الإيمان وهو صوت المآذن، وهذا الفعل يدل أبعاد أكبر وهي الكره و التدخل السافر في الحياة الدينية في تركيا.

فلنتحدث بكل صراحة ولنقبل بوجود هؤلاء المنكرين لأسلوب حياتنا الإسلامية ولنقل لهم إن حياتنا الإسلامية ستكون في مأمن من أذاهم.

عن الكاتب

عاكف بيكي

كاتب في صحيفة حريت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس