عاكف بيكي – صحية حرييت – ترجمة وتحرير ترك برس

في الوقت الذي كانت فيه أنقرة تحضّر لدخول جرابلس نفّذ تنظيم داعش مذبحة غازي عنتاب كنوع من التهديد والوعيد، ربما لا نعلم من الذي حرك عصا تنظيم داعش هذه المرة ولكن الذي نعلمه هو أن التهديد لم يؤثر شيئا في النتائج، فقد كانت استجابة أنقرة بالتحرك للإسراع في ضرب جرابلس ردا على المجزرة لا كما اشتهى وأراد التنظيم. وفي النهاية لم تتغير النتيجة...

بعد الجرائم المتكررة التي قام بها تنظيم داعش أصبح بعض الساسة يعرض معادلات مثل داعش=الأسد، بينما رأى البعض الاخر "تقريب الأسد ومعاداة وحرب تنظيم داعش"، وأصبح الذين أصّروا بالأمس على حل "سوريا بدون الأسد" كما حصل في باريس وبروكسل وغيرها من المؤتمرات يرون اليوم إمكانية وجود الأسد كمرحلة انتقالية. لقد غطت ومسحت وحجبت جرائم داعش فظائع الأسد؛ حتى باتت فرنسا اليوم تميز بين الاثنين وتقول "شر لا بد منه وشر يجب القضاء عليه".

إنّنا نرى الذين حملوا عصا داعش في السابق يقتربون اليوم من التفاهم مع الأسد حتى ولو لم يخططوا لذلك، فوحشية إرسال طفل بعمر 12 سنة ليفجر نفسه في عرس وفرح باتت اليوم تدفع وبقوة للاتفاق مع الأسد، فهل سيكون هذا الاتفاق مرحليًا؟ وهل من الممكن أن تؤسس هذه التفاهمات لتحالف جديد لحرب تنظيم داعش؟ لا نعلم ذلك يقينا بعد؛ لكن الأكيد هنا أن رسائل أنقرة وصلت دمشق. مع التوترات التي يخلقها تنظيم داعش؛ وكما بات اليوم يدفع تركيا نحو الأسد، فهل ستؤدي أفعاله إلى تشبيك الأطراف الداخلية في تركيا ضد بعضها البعض؟ أم هل سيقربهم كما فعل بين أنقرة ودمشق؟

في اليوم الذي صرّح فيه وزير الخارجية مولت جاويش أوغلو بأن أنقرة تدعم كل جهود حرب تنظيم داعش؛ كان هنالك اجتماع للقيادات في بيت رئيس الوزراء، حضره كل من رئيس الحزب الجمهوري كليجدار أوغلو ورئيس الحزب القومي دولت بهتشلي ورئيس الوزراء للاتفاق على ملامح المرحلة الجديدة بعد الانقلاب الفاشل، فهل سينجح تحالفهم هذا؟

بعد تفجير العرس في غازي عينتاب وقفت أحزاب المعارضة ومن ضمنهم حزب الشعوب الديمقراطي مع الحكومة التركية على قلب رجل واحد كما كانت من قبل في أحداث الانقلاب الأخير. بالتأكيد نحن بحاجة إلى هذا التوحد وهذا التماسك؛ لكن ما نحتاجه أكثر هو استمرار هذا الترابط.

عن الكاتب

عاكف بيكي

كاتب في صحيفة حريت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس