ترك برس

تسائل الكاتب والصحفي التركي كمال أوزتورك حول إذا ما كانت الجهة التي أسست تنظيم داعش الإرهابي هي نفسها التي أسست فصائل الحشد الشعبي "الشيعية" في العراق، وذلك للتشابه الكبير بين التنظيمين في أساليب القتل والإجرام مع فارق وحيد فقط هو الطائفة التي يدّعيان الانتماء لها.

وأفاد أوزتورك في مقاله على صحيفة "يني شفق" المحلية، أن "الأساليب والتكتيكات التي تتبعها فصائل الحشد الشعبي هي ذاتها المتبعة من قبل داعش، وربما إذا قال أحدهم إن مؤسس التنظيمين واحد، فإن ذلك لا يدعو للدهشة أبدا، فهذا الحجم من التقارب غير طبيعي، فالاثنان يقتلان باسم الله، والاثنان يقتلان المسلمين فقط، والفرق الوحيد بينهما الأول يدّعي أنه سني والآخر يدّعي أنه شيعي، وبالمحصلة الإسلام هو الخاسر، والفائز هو الغرب".

وبالعودة إلى ممارسات الحشد الشعبي ، قال أوزتورك: "التقيت تركمانيًا في أربيل، عرض علي في هاتفه المحمول تسجيلا مصورا، كاد قلبي أن يتوقف، فقد ظهر في التسجيل أشخاص يقومون بشق بطن إنسان وهو حي، ثم يستخرجون قلبه وكبده ويأكلوهما، لقد كان هؤلاء الأشخاص من فصائل الحشد الشعبي وفقا لما قاله لي التركماني".

وأضاف الكاتب التركي أن فصائل الحشد الشعبي تتمتع بالدرجة نفسها من الوحشية والإجرام بالنسبة للسنة العراقيين، التي يتمتع بها تنظيم داعش، متسائلا بالقول "لكن لا أدري لماذا يتجاهل الغرب هذا التنظيم! ربما لأن كتائب الحشد لم تدمر آثارا رومانية ولم تقتل أي مواطن غربي".

وفيما يخص ظهور كتائب الحشد الشعبي، قال أوزتورك: "في اليوم التالي من احتلال داعش للمنطقة، أعلن أبرز مرجع شيعي (الجهاد) لحماية أضرحة أهل البيت رضي الله عنهم، وخلال فترة وجيزة عشرات العشائر الشيعية وعشرات آلاف الأشخاص لبوا الدعوة، وأضحت إيران أكثر طرف ممتن لهذه الحالة، وتدخل على إثرها الخميني شخصيا حيث أرسل عدد من قادة الثورة الإيرانية لتنظيم هؤلاء الأشخاص المستعدين للموت والقتل، وهم يطلقون صرخات (سنلتحق بالإمام الحسين) وكلهم غضب وانفعال بدافع الانتقام، وبهذا ظهرت أسطورة قاسم سليماني في العراق، مع أنه لا يرقى لهذا اللقب".

وفي أعقاب ذلك فتحت إيران خزنات الأموال ومستودعات السلاح والذخيرة على مصراعيها لإغراق العشائر الشيعية الموالية بالمال والسلاح، وأوكلت مهمة تدريب المقاتلين لقاسم سليماني، واختارت للكتائب أسماء ذات دلالات لأهل البيت كـ "الإمام علي، وسيد الشهداء، سرايا عاشوراء...، وليكون اسمها جميعا كتائب الحشد الشعبي".

بدورها الولايات المتحدة الأمريكية أضفت على هذه الكتائب المشروعية أمام المجتمع الدولي حين وصفتها قائلة بأنها "مجموعات تستحق الاحترام".

ثم أشركت واشنطن هذه الكتائب في الصفوف الأمامية خلال استعادة كل من سمارا، والرمادي، وتكريت، والأنبار من سيطرة تنظيم داعش، ما ساهم في زيادة شهرتها، حيث كانت تلك الميليشيات لا تخشى من الموت لكنها متعطشة لإراقة الدماء بشكل أكبر، وفقا للكاتب التركي.

وخلال تلك العمليات كان عناصر الميليشيات يمسكون بالمدنيين السنة في المدن بحجة أنهم داعشيين ويذوقوهم أقسى أنواع العذاب وأغرب وسائل القتل، وتصورون تلك اللحظات عبر كاميرات الهواتف لنشر الخوف والذعر في صفوف السنة العراقيين، تماما كما يفعل داعش من خلال نشر مقاطع الإعدام الوحشية بوسائل غريبة.

ولفت أوزتورك إلى أن المدن ذات الغالبية السنية التي حررتها الكتائب تحولت عقب ذلك إلى مدن ذات غالبية شيعية، واضطر السنة للاختيار بين الخضوع لتلك الكتائب أو الهجرة من بيوتهم ومدنهم.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!