ترك برس

قال الباحث السعودي في الشؤون الاستراتيجية والتاريخية "عادل بن محمد الحوالي"، إن التدخل التركي في مدينة الموصل بالعراق وربما حلب عبر الرقة بسوريا "خيار استراتيجي حاسم"، مشيرًا إلى أن "الموصل هي الخزان السنّي الأكبر في طريق المشروع الصفوي الأمريكي، والممتد إلى حلب ثاني أكبر تجمع للسنّة".

جاء ذلك في سلسلة تغريدات نشرها الباحث السعودي عبر حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، حيث أشار إلى أن سقود مدينة الموصل شمال العراق وحلب شمال سوريا يعني "إنهيار آخر قلاع شمال الجزيرة".

واعتبر الحوالي أن النظام الدولي لا يزال يحضّر أجندته لإشغال واستنزاف الدول السنية ذات التأثير المباشر في الأحداث (الرياض - أنقرة) في صراع إقليمي محدود النتائج. وبيّن أن القيمة الاستراتيجية الكبرى من معركتي الموصل وحلب تتلخص في دخول قوات الحرس الثوري عقب تهجير سكانها لبناء حزام من إيران مروراً بالموصل إلى حلب.

ولفت في تغريدة أخرى إلى أن الغرب حرص تاريخياً على بقاء إيران دون تفككها لأنها أقلية باطنية وسط الأكثرية السنية وجعلها كالحاجز الديني بين الكتلتين السنيتين شرقاً وغرباً، موضحًا أن "أدعياء اللبرالية مثلاً لا يختلفون كثيراً عن الدور الحيوي الذي تقوم به إيران من حيث خدمة المصالح الغربية بوصفهم أداة لتفريق الصفوف الداخلية".

وأضاف: "الكثير يسأل عن أهمية إيران بالنسبة للغرب ! الجواب يتلخص في مثول خطر حقيقي كشفت عنه الثورات العربية شعوبياً وحجم التهديد المحدق بمصالحهم. قيام دولة الرافضة في العراق تأتي على حساب الأقاليم السنية من أجل توسيع نطاق التأثير الصفوي مقابل تجميد الملف النووي لعشر سنوات قادمة".

ورأى الحوالي أن المستهدف من السيولة العسكرية إقليمياً هم شعوب المنطقة لأنهم الخطر الحقيقي القادم وليس النظم التي يستميت النظام الدولي في الذود عنها وحمايتها. وقال: "الهوية القيمة الاستراتيجية الوحيدة التي يمكن بسببها اتحاد الشعوب العربية ولذلك يتم مشاغلتها داخلياً بأدوات مختلفة ومتنوعة ذات نتيجة واحدة".

وأوضح أن "التنازل الإيراني في الملف النووي يقابله تنازل الغرب بإطلاق يدها إقليمياً حتى تكون الراعي الرئيس للمصالح الغربية ما لم تقل إسرائيل غير ذلك"، مشيرًا إلى أن التدخل التركي في الموصل وربما حلب عبر الرقة خيار استراتيجي حاسم لأن سقوطهما يعني عملياً عزل الأتراك كلياً عن محيطهم السني العربي من الجنوب.

وبحسب الحوالي، فإن "إيران في البعد الغربي جزء من اللعبة الاستراتيجية والإيرانيون يعلمون ذلك ولكنهم يراهنون على الوقت لكسب المزيد من نقاط القوة قبل الغدر بهم". لافتًا إلى أن المراقب لسياسة النظام الدولي في العراق والشام يجد تحرزها الشديد من عودة الثورات العربية مجدداً ولذلك يتعامل معهما بصلف ويراهن على عامل الوقت.

وأردف قائلًا: "بدون سقوط الموصل وحلب لا يمكن تتويج الاتفاق الأمريكي-الإيراني من هنا تأتي أهمية الحضور الإسلامي لعرقلة هذا المشروع خاصة مع وجود مقاومة فاعلة"، معتبرًا أن "إنشاء ممر بري إيراني عبر الموصل إلى حلب يسمح للصهاينة بإعلان دولتهم الكبرى المزعومة بطمأنينة وبالتالي العودة لملف غزة عبر مصر وتحديداً سيناء".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!