صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

من المتوقع افتتاح نفق "أوراسيا" الذي يربط الجزء الآسيوي بالجزء الأوروبي في إسطنبول، في العشرين من شهر كانون الأول/ ديسمبر الحالي، ويُعتبر هذا النفق أحد أهم المشاريع الهندسية العملاقة في تاريخ العالم، كما سيتم اختيار اسمه بتصويت الشعب التركي، وسينتهي التصويت مساء هذا اليوم.

ويأتي مشروع النفق، بعد إنشاء وافتتاح نفق آخر يربط القارة الآسيوية بالقارة الأوروبية ويمر تحت بحر المضيق، وهو طريق مرمراي. ويبلغ طول نفق "أوراسيا" 5.4 كيلومترا، ويتكون من طابقين. وتحدث المهندس "أوموت أردا دوندار"، وهو مسؤول في شركة "إنشاءات الأنفاق" المشرفة على المشروع، حول خصائص النفق ومعلومات حوله، وذكر التالي:

"حُفر في المشروع حوالي 3 مليون متر مكعب من الأتربة، كما اسُتخدم فيه 700 ألف متر مكعب من الخرسانة، و70 ألف طن من الحديد، بمعنى أنه حُفر مقدار ما يملأ 788 مسبحا أولمبيا، كما تكفي كمية الخرسانة والحديد لبناء 18 ملعبا لكرة القدم، ويكفي الحديد المستخدم لبناء 10 أبراج مثل برج إيفل".

سيعمل هذا النفق على توفير 25 مليون ساعة على المسافرين كل سنة، كما سيخفف 85 طنا من الانبعاثات الناتجة عن العربات والسيارات، ويعمل في المشروع أكثر من 60 شركة ومصنع، يعمل فيها كل يوم 1800 عامل، وما مجموعه 2500 شخصا من المهندسين والمشرفين والتقنيين.

ستكون أجرة عبور النفق 17 ليرة، وستصبح المسافة التي تقطعها السيارة في الطرق الحالية من منطقة "قازلي تشميه-غوزتبيه" من 100 دقيقة إلى 15 دقيقة، حيث ستمر العربات والسيارات عبر هذا النفق، وذلك عكس نفق مرمراي الذي يمر عبره القطار. وستمر عبر نفق أوراسيا 120 ألف سيارة يوميا.

وقد أنهت الأعمال الجارية حوالي 99 بالمائة من المشروع، وتم استخدام أسفلت يمتص الصوت ويعكس الإضاءة ومضاد للتجمد والذوبان. وتدير الشركة الإنشائية المشروع، حيث أخذت على عاتقها إدارة أمور النفق لمدة 24 سنة و5 أشهر. واستخدمت مواردها المادية لوحدها دون مشاركة الشعب في الاستثمار به، حيث حصلت الشركة على 960 مليون ليرة تركية من قرض دولي، و285 مليون ليرة من مواردها الخاصة.

كانت أهم مرحلة في المشروع، هي مرحلة بناء ممر عبور مضيق البوسفور، وذلك على مسافة 3.4 كيلومترا، حيث جرى بناء الممر على مدار 16 شهرا، وكان التقدم فيه يصل إلى 10 أمتار يوميا.

كما بُني النفق بصورة تجعله يتحمل الزلازل المحتملة، ورُبطت الأجزاء الخاصة بالنفق عبر أساور خاصة، وهي الأولى في العالم من هذا النوع وبهذه القوة، والمتانة، والمرونة ضد الزلازل. وقد أثبتت الشركات العالمية أن هذه الأساور التي تم تصنيعها تماما في تركيا، ذات كفاءة عالية جدا، وأن عمرها الافتراضي بلغ حوالي 127 سنة.

كما سيحتوي النفق على مخارج طوارئ كل 100 متر، تتضمن أجهزة نداءات صوت وراديو. كما يستطيع الركاب استخدام هواتفهم وشبكات الجوال دون انقطاع في النفق وتحت الماء. كما سيكون هناك طاقم تدخل سريع على مدار 24 ساعة وعلى مدار الأسبوع عند مداخل النفق بشقيه الآسيوي والأوروبي. ويتحمل النفق الزلازل حتى تلك التي تصل إلى 7.5 درجات، بمعنى أنه يتحمل جميع الزلازل التي من الممكن أن تضرب إسطنبول، وحتى الزلازل القوية التي تحدث مرة كل 500 سنة، بينما من الممكن أن يتعرض النفق لبعض الترهلات في حال حدوث زلزال من نوعية الزلازل التي تحدث مرة كل 2500 سنة".

وقد كان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أول من عبر نفق "أوراسيا" بعربته الخاصة، ورافقه في هذه الرحلة رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!