مراد يتكين - صحيفة حرييت - ترجمة وتحرير ترك برس

ناشد رئيس الوزراء التركي يلدرم الرئيس الأمريكي الجديد ترامب بإنهاء السياسة "المؤسفة" التي اتبعها  الرئيس أوباما بدعمه للتنظيمات الكردية في سورية وذلك أمام أعضاء من حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان يوم الثلاثاء الماضي.

وصف يلدرم سياسة الرئيس المنتهية ولايته أوباما "بالمؤسفة" لأنه استمر باتباع سياسة دعم تنظيم الاتحاد الديموقراطي (فرع حزب العمال الكردستاني) عوضا عن دعم حليفته في حلف الناتو تركيا التي تخوض حربا ضد تنظيم داعش الإرهابي.

في الحقيقة ليس همّ أوباما تركيا فحسب بل هو يريد الانتقام لزميلته في الحزب هيلاري كلينتون بعد خسارتها مقابل المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وبشكل تلقائي تأثرت تركيا بهذا الانتقام.

وفي 4 كانون الثاني/ يناير صرح نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولمش بأنه يأمل بسير علاقات جيدة بين الحكومة التركية وإدارة ترامب، وفي هذا السياق وبالتحديد في ليلة 3 كانون الثاني أجرى الرئيس الأمريكي أوباما اتصالا هاتفيا بنظيره الرئيس أردوغان معزيا إياه بمجزرة رينا التي أسفرت عن مقتل 39 شخص وجرح 65 آخرين وكان أوباما من أول المتصلين المعزيين، لكنني أعتقد أنه تأخر كثيرا، فأنقرة لن تصدق بعد الآن أن أوباما سيفعل خيرا في أخر إسبوعين من ولايته المنتهية.

ليس أمريكا فقط من أظهرت حزنها على المجزرة بل ألمانيا أيضا، فقد تم إضاءة بوابة براندنبرغ في برلين بألوان العلم التركي من أجل إظهار حزنها على أحداث مجزرة رينا، لكن منذ أيام أتعلمون ماذا قال الوزير التركي عمر تشليك لأول سياسي أوروبي يزور تركيا بعد أحداث 15 تموز "ألان دنكان" الوزير البريطاني لشؤون الاتحاد الأوروبي؟

قال: "تعبرون عن وقوفقكم بجانبنا عند أي عملية إرهابية يرتكبها داعش وليس عند العمليات التي يرتكبها حزب العمال الكردستاني"، وكأن تشليك يريد أن يقول له "لقد تأخرت كثيرا ".

النائب في حزب العدالة والتنمية "شامل طيار" نشر تغريدة على حسابه في موقع تويتر قائلا: "لا يهم من نفذ عملية رينا المهم ضلوع الاستخبارات الأمريكية خلف العملية".

ومنذ أيام قليلة عاد وانتقد رئيس الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الإدارة الأمريكية لعدم دعمها لعملية الباب جويا، وهنا تكمن أهمية هذه النقطة لأنه بعدما قال جاويش أوغلو الأسبوع الماضي "لا نتلقى الدعم الأمريكي" صرحت رئاسة الأركان بأن الطائرات الأمريكية دعمت عملية الباب جويا، ويمكننا القول بأن هذا التصريح قد طمأن السفير الأمريكي "جون باس" في أنقرة قليلا لأنه يصرح في كل مرة أن أمريكا تدعم تركيا، لكن لم يستمر هذا الإطمئنان كثيرا فقد أفاد الناطق باسم وزراة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بيتر كوك في 3 كانون الثاني بأن طائرات التحالف قامت الأسبوع الماضي، بناءً على طلب تركيا، بعمليات تحليق لدعم القوات التركية التي تعرّضت لنيران كثيفة من التنظيم في منطقة الباب السورية لكنها لم ترمِ ذخائر مع أن تركيا تقصف ليلا نهارا مواقع داعش في مدينة الباب ومؤخرا بالتعاون مع روسيا المنافس الأول لأمريكا والناتو.

أما وزير الدفاع التركي "فكري إيشيك" فقد انتقد أمريكا لعدم دعمها لتركيا وهي التي تقود التحالف ضد داعش متخذة قاعدة إنجرليك مركزا لقيادة عملياتها، لكن أمريكا لا تعبأ لما يهدد أمن تركيا. بالإضافة إلى قضية عدم تسليم زعيم الكيان الموازي "فتح الله غولن"، فالحكومة التركية طلبت مرارا وتكرار إعادة غولن وفقا لمعاهدة 1981، لكن تصريحات أوباما لا تبشر بالخير: "لا نستطيع التدخل في شؤون القضاء"، لكن أنا باعتقادي أن أوباما تعمد استخدام هذه السياسة مخالفا بذلك سياسة ترامب المبنية على " الإسلام فوبيا " أضف إلى أن جماعة غولن قد دعمت حزب أوباما وكلينتون لسنين.

باختصار، يأمل أردوغان والحكومة التركية من إدارة ترامب موضوعين:

1. إنهاء دعم تنظيمي حزب الاتحاد الديموقراطي وحزب العمال الكردستاني في سورية.

2. إصدار قانون يفضي ببدء مجريات إعادة غولن.

وقبل أن أنسى، فبعد تصريح رئيس الوزراء يلدرم "سوف أتصالح مع العراق من بعد إسرائيل وروسيا" صرح الوزير العراقي الشيعي حيدر العبادي في 4 كانون الثاني لصحيفة روداو التابعة لحكومة  أربيل طالبا بانسحاب قوات حزب العمال الكردستاني المتمركزة منذ حوالي 30 سنة في سنجار، وأن الدستور  العراقي  يمنع استخدام أي جهات الأراضي العراقية لشن هجمات عدوانية على دول الجوار ولن يسمح لأي جهة باستخدام الأراضي العراقية لشن هجمات عدوانية على تركيا.

أسأل هذا السؤال: تصف حكومة حزب العدالة والتنمية سياسة أوباما في سورية "بالمؤسفة"، لكن هل كانت سياسة تركيا في سورية قبل تغييرها منذ ست أو سبع أشهر جيدة؟ (طبعا عدا احتضان اللاجئين السوريين والمساعدات الإنسانية).

جواب هذا السؤال نأخذه من نائب رئيس الوزراء نعمان كورتولموش: "أنا من المؤيدين لمن يقولون إن السياسة التركية في سورية منذ بدايتها مليئة بالأخطاء، طبعا هذا لا يعني أننا نقف بجانب نظام الأسد الظالم، لكن الآن نقوم بتلافي هذه الأخطاء كلها". وقال كورتولمش من قبل أثناء محاربة تركيا للإرهاب: "تأتينا هذه المصائب نتيجة سياسة تركيا في سوريا".

وقد شهدنا مؤخرا تطورات جديدة أيضا، فمن بين الكلمات التي قالها الرئيس أردوغان منذ أيام والملفتة للنظر: "لا يجوز إجبار أحد على الصلاة أو على نمط حياة معين".

كل هذه التطورات سوف يكون لها انعكاسات في دستور النظام الرئاسي الجديد، فلننتظر ولنرى...

عن الكاتب

مراد يتكين

كاتب في صحيفة راديكال


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس