خاص ترك برس

انتقد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم بشدة الدعم الأمريكي لحزب الاتحاد الديمقراطي المرتبط بتنظيم بي كي كي المدرج على لائحة الإرهاب في تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وحثّ يلدرم الإدارة الأمريكية القادمة للرئيس ترامب إلى وقف تسليم الأسلحة إلى “الإرهابيين” قائلًا إن إدارة أوباما كانت هي المسؤولة عن تسليم تلك الأسلحة.

شهدت العلاقات التركية الأمريكية توترًا في الأشهر الأخيرة، حيث طالبت تركيا كل العناصر المرتبطة بتنظيم بي كي كي بمغادرة مدينة منبج على الضفة الغربية لنهر الفرات والعبور إلى الضفة الشرقية، وعلى الرغم من التعهد الأمريكي بانسحاب وحدات الحماية الشعبية - الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي - إلا أنها ما زالت موجودة في المدينة.

وفي اللقاء الأسبوعي للكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية يوم الثلاثاء، أكد رئيس الوزراء التركي ان الإدارة الأمريكية كانت مسؤولة عن تسليح وحدات الحماية الشعبية في سوريا مما أدى إلى زيادة وتيرة العمليات الإرهابية ضد تركيا، معربًا عن أمله في أن تضع الإدارة الأمريكية الجديدة للرئيس ترامب حدًا لهذا “اللؤم”، مضيفًا: “حان الوقت لفصل الأصدقاء عن الأعداء بوضوح”.

وأكد يلدرم أن تركيا لن تحمّل إدارة الرئيس ترامب مسؤولية السياسات المُحابية للإرهاب لإدارة أوباما، فتركيا والولايات المتحدة حلفاء في حلف الناتو وينبغي أن لا تظل العلاقات بينهم عالقة في ظل مجموعة إرهابية. وأضاف أن الولايات المتحدة تتظاهر بمحاربة تنظيم داعش في حين أن تركيا هي الدولة الوحيدة التي تقود قتالًا مع التنظيم.

وحيث تعُد أنقرة وحدات الحماية الشعبية تنظيمًا إرهابيًا مرتبطًا بتنظيم بي كي كي، تصرّ واشنطن على عدم الاعتراف بالصلة بين التنظيمين. وفي الحقيقة، أعلنت أنقرة مرارًا أن هناك حالات موثقة لطرد وحدات الحماية الشعبية السكان العرب والتركمان الأصليين من قراهم وبلداتهم في شمال سوريا بهدف تغيير الوضع الديموغرافي للمنطقة وادّعاء السيطرة الكاملة على بعض المناطق.

وعبّر كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء يلدرم مرارًا عن قلقهم تجاه هذه التغييرات الديموغرافية، وأكّدا أن نجاح القتال ضد داعش مرتبط بدعم المجموعات المحلية. إلا أن دعوات أنقرة تم تجاهلها من قبل الولايات المتحدة التي واصلت دعم قوات سوريا الديمقراطية التي تتكون في غالبيتها من وحدات الحماية الشعبية، ووصفتها بأنها “الشريك الأكثر فاعلية في قتال داعش”.

وعلى الرغم من تصريح السفارة الأمريكية في أنقرة في 28 كانون الأول/ ديسمبر 2015 بأن الحكومة الأمريكية لم تقدم أسلحة أو متفجرات إلى وحدات الحماية الشعبية أو تنظيم بي كي كي، إلا أن أدلة تعود إلى تشرين الأول/ أكتوبر 2015 كشفت أن الولايات المتحدة أجرت إنزالًا مظليًا يقدر بحوالي 50 طنًا من الذخائر في منطقة الحسكة. وصرحت المعارضة السورية بأنها لم تتلقّ الدعم، في حين صرح زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم بشكره للولايات المتحدة على الدعم.

علاوة على ذلك، انتشرت في شباط/ فبراير 2016 صور في وسائل التواصل الاجتماعي تظهر وفدًا أمريكيًا برئاسة مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص للتحالف الدولي بريت مكغورك يلتقي مقاتلين سابقين من تنظيم بي كي كي في سوريا. وشارك بولات جان الذي يُعرف بأنه المتحدث باسم وحدات الحماية الشعبية وأحد مؤسسيها على حسابه في موقع تويتر صورة له وهو يقدم لوحة لمكغورك.

وفي حين أن واشنطن أرسلت في السابق مستشارين عسكريين وأسلحة إلى كوباني لمساعدة وحدات الحماية الشعبية في هجومها على منبج، فقد ظهرت صورة على وسائل التواصل الاجتماعي لجنود أمريكان يرتدون شعارات وحدات الحماية الشعبية ووحدات حماية المرأة.

وبغض النظر عن عدم اعتراف إدارة أوباما بوحدات حماية الشعبية كفرع لتنظيم بي كي كي، إلا أن وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر أقر في شهادة أمام لجنة بمجلس الشيوخ الأمريكي في نيسان/ أبريل الماضي بوجود علاقة بين المجموعتين.

إضافة إلى ذلك، قال السفير الأمريكي السابق لدى أنقرة فرانسيس ريكاردوني في كلمة أمام الاجتماع السنوي للجمعية التركية الأمريكية إن على الولايات المتحدة أن تعترف بحزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه العسكري وحدات الحماية الشعبية كجزء من تنظيم بي كي كي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!