كاثرين جونز وإسرا كايتاز - نيوزويك - ترجمة وتحرير ترك برس

في اليوم العالمي لذكرى الهولوكوست، وفي خضم أكبر أزمة للاجئين في اعلام منذ الحرب العالمية الثانية وقع دونالد ترامب قرارا يقضي بمنع دخول جميع اللاجئين المقبولين إلى الولايات المتحدة لمدة أربعة أشهر، وفرض حظر لأجل غير مسمى على على دخول جميع اللاجئين السوريين.

ويتضمن الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس وقفا مؤقتا لتدفق اللاجئين إلى الولايات المتحدة لمدة 120 يوما، ويفرض حظرا على دخول الأشخاص من سبع دول هي سوريا والصومال والعراق وإيران وليبيا والسودان واليمن.

وقد اشتعلت احتجاجات حاشدة ضد قرار حظر سفر المسلمين إلى الولايات المتحدة، وإنهاء برنامج إعادة التوطين، لكن ما هو تأثير هذا القرار في الدول التي تضيف حاليا أعدادا كبيرة من اللاجئين؟

بالنسبة إلى تركيا التي تضيف في الوقت الحالي 2.8 مليون لاجئ سوري، وأكثر من 290 ألف لاجئ من أفغانستان والعراق وإيران، فإن برنامج إعادة توطين اللاجئين في الولايات المتحدة يعني الكثير.

بالقياس إلى نسبة اللاجئين في تركيا فإن أعداد اللاجئين الذين تمت إعادة توطينهم في دول أخرى تعد ضئيلة، وتكشف أرقام المفوضية العليا لشؤون اللاجئين لعام 2016  وإن لم تكتمل بعد أن 8500 لاجئ في تركيا أعيد توطينهم في الولايات المتحدة، وهو ما يعادل عُشر اللاجئين الذين تم توطينهم في أمريكا بين سبتمبر 2015 وسبتمبر 2016 المقدر عددهم 84.995 .

على أن ما يهم في برنامج إعادة التوطين أن تركيا صدقت على اتفاق جنيف للاجئين لعام 1951 جزئيا بحيث تمنح اللاجئين القادمين من دول أوروبية فقط حق اللجوء أما القادمون من غيرها فيمنحون الحماية المؤقتة.

وعلاوة على ذلك فإن برامج إعادة توطين اللاجئين المقيمين في تركيا ما تزال بعيدة عن الكمال، فمعايير استخقاق إعادة التوطين تختلف من سفارة دولة إلى سفارة أخرى مما جعل المفوضية العليا للاجئين تصف هذه العملية بالمبهمة سواء للاجئين أو المراقبين، كما أن إجراءات الفحص المكثفة التي تقوم بها وكالات الأمن الأمريكية للمتقدمين للحصول على إعادة التوطين تباطأت بشكل كبير خلال السنوات الماضية، وأدى طول فترات الانتظار وعملية البحث إلى وضع ضغوط هائلة على اللاجئين الذين يسعون إلى إعادة التوطين. وهذا ما توضحه الأرقام ففي عام 2015 تقدم 15.466 لاجئ بطلبات لإعادة التوطين في الولايات المتحدة لم يقبل منهم سوى 4833.

ولهذا فإن إنهاء برنامج إعادة التوطين للاجئين في تركيا يعد ضربة قوية ورمزية. ومن المرجح أيضا أن تتأثر البلدان الأخرى مثل لبنان والأردن اللتين تستضيفان أعدادا كبيرة من اللاجئين بقرار ترامب.

بات من الصعب أن نعرف ما يخبئه المستقبل للذين ينتظرون إعادة التوطين. وقد وافق رئيس الوزراء الكندي، جاستين ترودو، على دعوة اللاجئين الذين لم يسمح لهم بدخول الولايات المتحدة بالقدوم إلى كندا، لكن هذه الخطوة ليست مثالية، ولاسيما بالنسبة لمن انتظروا عدة سنوات للانضمام إلى عائلاتهم التي تعيش في الولايات المتحدة، وسيظلون مفصولين عنهم لو عاشوا في تركيا.

وعلاوة على ذلك فمن غير الممكن معرفة مستقبل برنامج إعادة توطين اللاجئين في الدول الأخرى . وكان رد فعل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين على قرار ترامب يشوبه الحذر نظرا لأنها تحصل على 40% من دخلها من الحكومة الأمريكية، وإن كان المفوض السامي الأمير زيد بن رعد بن الحسين وصف قرار حظر السفر بغير القانوني.

أما ردود الفعل العالمية على قرار ترامب فجاءت خافتة، بل إن حكومة أستراليا عرضت تقديم دعم حذر لترامب ، وأخفقت رئيسة الحكومة البريطانية تريزا ماي التي عادت أخيرا من زيارة للولايات المتحدة وتركيا في إدانة السياسة الجديدة.

بالقياس إلى 21.3 مليون من المهجرين قسرا في العالم فإن أعداد الذين أعيد توطينهم كانت دائما قليلة مقارنة بمن هم في حاجة إلى برامج إعادة التوطين. وحتى بدون قرار ترامب تتوقع المفوضية العليا للاجئين أن تصل أعداد المتقدمين بطلبات لإعادة التوطين بحلول نهاية عام 2017 إلى 1.9 مليون.

الأمر الواضح أن قرار ترامب هو قرار رمزي على نحو واسع، وسوف يتردد صداه على مستوى العالم لسنوات قادمة، ذلك أن الولايات المتحدة قادت العالم تاريخيا ببرامج إعادة التوطين، ومن ثم فمن المرجح أن تحذو بعض الدول حذوها في قرار ترامب.

وعلى ذلك فإن تحدي قرار ترامب بإنهاء برنامج إعادة التوطين هو مسألة حيوية وملحة.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس