الصورة من جريدة "حرييت Hürriyet"

ترك برس

أجرى الكاتب والصّحفي "أحمد هاكان" لقاءً مع "حسين كولارجا" الذي انشقّ مؤخّراً عن الكيان الموازي والذي كان أحد المقرّبين من زعيم التنظيم فتح الله غولن.

فقد بدأ هاكان حواره مع كولارجا بالاستفسار عن سبب ابتعاده عن هذا التنظيم. حيث أكّد كولارجا أنّ هناك عدة أسباب دفعته للابتعاد عن التنظيم. ومن بين الأسباب التي ذكرها كولارجا، ما قامت به صحيفة زمان الموالية لفتح الله غولان صبيحة 7 شباط/ فبراير من العام الماضي، عندما عنونت بأنّ القضاة كانوا محقّين باستدعاء "هاكان فيدان" للاستجواب القضائي.

وفي هذا السياق قال كولارجا "إنّني تفاجئت بهذا الخبر الذي نشر على صحيفة زمان. حيث وجدت انّ الصحيفة تهاجم الحكومة. وكنت أعلم أن هذه الصحيفة لا تستطيع نشر مثل هذه الأخبار من دون موافقة فتح الله غولان. عندها أيقنت بأن غولان قد بدأ بشنّ معركته على الحكومة المنتخبة".

كما أبدى كولارجا استغرابه من تصرّفات زعيم الكيان. حيث أكّد بأن غولان كان يدعم كل الحكومات السّابقة، لكن عندما أيّد استدعاء القضاء لرئيس الاستخبارات التركيّة، أدرك بأن غولان غيّر من أسلوبه وأنّه بدأ بمحاربة الحكومة.

وقد صرّح كولارجا بأنّهم عقدوا اجتماعاً في مقر جمعيّة الصّحفيّين والكتّاب مع الصّحفيّين والكتّاب لصحيفة زمان. وأفاد بأنّه أخبر جميع أصدقائه بأن الخبر المتعلّق برئيس الاستخبارات كان خطأ وأنّه سيلحق الضّرر بجماعة غولان. وأضاف بأنّ الجميع التزموا الصّمت حيال ما قاله. ففي هذا الصّدد قال كولارجا: "عندما وجّهت انتقاداتي حول الخبر الذي نشرته صحيفة زمان، التزم الجميع الصّمت ولم يستطيعوا أن يبرّروا ما قامت به الصّحيفة. عندها تأكّدت بأن زعيم التنظيم كان لديه علم بهذا الخبر مسبقاً".

وعن السبب الثاني الذي أدّى إلى ابتعاده عن غولان، قال كولارجا "السبب الثاني لابتعادي عن هذه الجماعة، هو ما قامت به صحيفة زمان من توجيه الإهانات ضدّ (الرئيس التركي) رجب طيب أردوغان عقب أحداث غيزي بارك التي جرت في إسطنبول العام الماضي".

أمّا السّبب الذي أدّى إلى انفصاله عن هذا التنظيم بشكل نهائي، أوضح كولارجا بأنّ محاولات الانقلاب على الحكومة في 17 و25 تشرين الأول/ أكتوبر جعلته يبتعد بشكل نهائيّ عن هذا التنظيم.

وأفاد بانّ أعضاء الجماعة الذين حاولوا الانقلاب على الحكومة، ظنّوا بأنّهم سيستطيعون القضاء على أردوغان وبالتالي سيقومون بفرض سيطرتهم على حكومة العدالة والتنمية بعد إقصاء أردوغان من رئاسة الحزب والوزراء.

كما أفصح عن نيّة الجماعة بالاستيلاء على السّلطة في تركيا، لأنّ سياسات حكومة العدالة والتنمية بدأت تتعارض مع مصالحهم في الدّاخل والخارج. وفي هذا الشّأن قال كولارجا "إنّ جماعة فتح الله غولان كانت تعتبر نفسها أنّها على الطّريق الصّحيح في كل خطوة يقدم عليها. وأنّ من يقف في وجههم يعتبرونه عدواً وتجب إزالته. لذلك قرّروا الإطاحة بحكومة العدالة والتنمية التي بدأت تتضارب سياساتها مع مصالحهم الدّاخليّة والخارجيّة".

وخلال حديثه أكّد كولارجا بأنّ الحكومة تعدّ الخطط التي ستقضي على هذا الكيان بشكل نهائي. لكنّه ذكر بأن أعضاء الجماعة لا يدركون مدى جدّية الحكومة في القضاء عليهم. كما صرّح بأن زملاؤه الذين مازالوا يعملون لخدمة الجماعة، يدّعون بأنّهم يسيرون على طريق الأنبياء في نشر هذه الدّعوة.

وقد أشاد كولارجا بالجهود الحثيثة التي يبذلها كلاً من أردوغان ورئيس الوزراء داوود أوغلو للقضاء على هذا التنظيم. وقال بأنه في حال ثبوت الاتّهامات الموجّهة ضدّ الجماعة حيال مسألة التّنصّت، سيتعرض هذا الكيان لهزّة كبيرة. لا سيما أنّ بعض عناصر الشّرطة اعترفوا بعمليّات التنصّت وأنّهم تلقّوا الأوامر من زعيم الكيان مباشرةً.

وانتقد كولارجا جماعة فتح الله غولان، حيث أفاد بأن قيادات الجماعة عملت منذ سنين على تجريد عقول الطّبقة المؤيّدة لها من التفكير والاستفسار والمسائلة. وقال بأنّ قيادة الجماعة تطلب من منتسبيها تنفيذ الأوامر من دون اعتراض أو استفسار عن صحّة ما يقومون به.

يذكر أنّ حسين كولارجا كان من أحد المقرّبين من زعيم الكيان الموازي فتح الله غولان. حيث عمل في هذا التنظيم لمدّة 35 سنة، كمدرّس لمادّة الرياضيّات قبل أن ينتقل إلى العمل الصّحفي ويعتلي منصب المدير العام في صحيفة زمان.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!