ليندا روبينسون - يو إس نيوز - ترجمة وتحرير ترك برس

خلال رحلتي في الأسبوع الماضي إلى سوريا والعراق مع قائد القيادة الوسطى الجنرال جوزيف فوتيل، قال فوتيل إنه وقادته يرون أن تسليح الميليشيات الكردية السورية يعد أمرا حيويا لهزيمة تنظيم داعش في عاصمته الرقة.

سافر فوتيل وفريقه المرافق في طائرة مروحية من نوع في 22 أوسبيري إلى مطار سوري قذر جهزه المهندسون العسكريون الأمريكيون للهجوم الحاشد على الرقة. يقول مسؤولون أمريكيون عن انتزاع الرقة إن الأكراد يحتاجون إلى اسلحة مضادة للدبابات من أجل هزيمة داعش بعرباته المدرعة وأسلحته الثقيلة، كما سيحتاجون إلى دعم أمريكي إضافي يشمل الدعم بأنظمة مدفعية متحركة والدعم اللوجيستي، وزيادة الفرق الاستشارية الأمريكية.

وفي حين أن تسليح الأكراد السوريين قد يكون أسهل خيار للحفاظ على زخم الحملة على تنظيم داعش، فإن هذا الخيار يحيط به خطران كبيران: فقد تهاجم تركيا الأكراد السوريين والقوات الأمريكية العاملة معهم أو توقف الرحلات الجوية وكافة الأنشطة المتعلقة بمكافحة تنظيم داعش في القواعد التركية، الأمر الذي من شأنه أن يُصعّب الحملة على داعش. تعارض تركيا بشدة سعي الولايات المتحدة إلى تسليح الأكراد السوريين المتحالفين مع الحركة الكردية المسلحة التي تقاتل الحكومة التركية. أما الخطر الثاني فهو أن العرب السوريين سيرفضون استخدام القوات التي يهمين عليها الأكراد في تحرير مناطقهم.

تعمل الولايات المتحدة جاهدة على تخفيف الخطر الثاني من خلال زيادة عدد المقاتلين العرب في التحالف الذي يقوده الأكراد ويطلق عليه قوات سوريا الديمقراطية "قسد". كانت محطتنا التالية في بلدة شناعة القريبة من منبج حيث تدرب القوات الأمريكية الخاصة وقوات سوريا الديمقراطية المجندين العرب الجدد. ويزعم مسؤولون عسكريون أمريكيون أن عدد المقاتلين العرب السوريين في قوات سوريا الديمقراطية يصل حاليا إلى 23 ألف مقاتل في مقابل 27 ألفا من الأكراد. وعندما ينهي المقاتلون تدريبهم الذي يستغرق عشرين يوما تزودهم الولايات المتحدة ببنادق كلاشينكوف وذخئر وعربات بيك أب وعدد من الشاحنات. وتعمل قوات سوريا الديمقراطية وحلفاؤها من القوات الخاصة الأمريكية بدأب على إنشاء الهياكل المحلية التي قد يتقبلها السكان. ويتشكل مجلس منبج العسكري في الوقت الحالي من من ستة عرب وأربعة أكراد، كما أن الأكراد لا يسيطرون على أغلبية أعضاء مجلس منبج المدني المكون من 140 عضوا.

يؤيد الجنرال فوتيل النهج الحالي لاستخدام القوات البرية المحلية بدلا من القوات الخاصة الأمريكية في عمليات انتزاع السيطرة على الرقة ويقول: "إنه يعمل بشكل جيد بالنسبة إلينا، مضيفا أن هذه النهج يظهر قوة  الفرق الصغيرة وما يمكنها القيام به، لكنها لا تكون مفيدة ولا سيما عندما نتجاوز شركاءنا". ومع ذلك يفتقد المقاتلون العرب في قوات سوريا الديمقراطية كثيرا من الخبرات العسكرية، ومن ثم سيكون الاعتماد أكثر في تحرير الرقة على وحدات حماية الشعب الكردية التي تشكل نواة القوة المعادية لتنظيم داعش التي تدعمها الولايات المتحدة منذ عام 2014. وسيكون مفتاح النجاح في الرقة هو مدى قدرة القوات المحلية على إحكام قبضتها على المدينة بعد مغادرة الأكراد لها، حيث وعد الأكراد بالرحيل عنها بعد تطهيرها من داعش.

وقد أبلغ الجنرال ستيفين تاونسند قائد قوات التحالف الدولي ضد داعش في سوريا والعراق، الوفد المرافق له في الرحلة إلى سوريا صراحة بمخاوفه من داعش، ونقل عن تقارير استخباراتية خططا لداعش لمهاجمة أوروبا، وقال: "إن الهجوم على الرقة ينبغي أن يبدأ في أسرع وقت ممكن وبقوة حقيقية على الأرض، مضيفا أن هناك حاجة ملحة لانتزاع الرقة، وسوف يستغرق الأمر وقتا أطول ما لم نسلح وحدات حماية الشعب".

ومن بين الخيارات المتاحة لتهدئة المخاوف التركية من وحدات حماية الشعب أن تزود القوات بما تحتاجه فقط من أسلحة وذخائر لتحرير الرقة. والخيار الآخر أن تكون الولايات المتحدة ضامنا لترسيخ نفوذها طويل الأجل على الأكراد السوريين، وفي هذا الصدد يقول الجنرال تاونسند: "يمكننا أن نضمن أن لا يشكل هؤلاء تهديدا لتركيا، وتساءل من الذي تريده أنقرة أن يكون له تأثير ونفوذ على وحدات الحماية، هل تريد روسيا أم إيران أم الولايات المتحدة؟".

على أنه نظرا لشكوك تركيا العميقة تجاه وحدات الحماية الكردية، فإن عبارات التملق والنفاق تلك لن تكون كافية، ومن شأن الهجوم على الرقة دون التوصل إلى اتفاق مع تركيا أن يعرض مصالح الولايات المتحدة الجيوسياسية الإقليمية وحتى العالمية للخطر. إن الاستمرار في عزل الرقة سيمكن الولايات المتحدة من تضييق الخناق على تهديد تنظيم داعش حتى يمكن للجهود الدبلوماسية أن تبدد المخاوف التركية.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس