محمود إسكاف - ميدل إيست أوبزرفر - ترجمة وتحرير ترك برس

يعكس إعلان تركيا إنهاء عملياتها العسكرية في سوريا التصدع المتزايد مع الولايات المتحدة، حيث  يتضح أن مواجهة تركيا مع مصالح الولايات المتحدة في شمال سوريا أدت إلى هذا الخروج من الباب الخلفي.

وقد نشر موقع واشنطن إيكزامينر هذا الأسبوع تقريرا عن هذا الموضوع، والعلاقات المتدهورة بين القوتين، وعن مستقبل التعاون بينهما.

يرجع الخلاف المتزايد بين البلدين إلى الخلاف المستعصي حول خطة الولايات المتحدة لتحرير مدينة الرقة بائتلاف مهلهل من المقاتلين السوريين يتكون ما يقرب من 40 في المئة من عناصره من ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية التي تعدها تركيا ميليشيا إرهابية.

عرض الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان مشاركة جيشه في طرد تنظيم الدولة (داعش) خارج عاصمته المزعومة في الرقة، بشرط تخلي الولايات المتحدة عن مشاركة الميليشيات الكردية.

وتعتبر تركيا وحدات الحماية الشعبية الكردية، أو وحدات حماية الشعب، امتدادًا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي تدرجه  كل من تركيا والولايات المتحدة ضمن المنظمات الإرهابية.

لكن البنتاغون يقول إن الأكراد أثبتوا أنهم أكثر قوة قتالية فاعلة تقاتل داعش في سوريا، وإنه وليس لديه أي خطط للتخلي عنهم.

تقول الولايات المتحدة علنا إنها ما تزال تعمل مع تركيا حليفتها في حلف شمال الأطلسي لإيجاد دور لها في هجوم الرقة المقبل، ولكن الحقيقة غير المعلنة هنا هي أن الولايات المتحدة قد قررت أيضا أن الجيش التركي غير مؤهل لهذه المهمة، استنادا إلى أدائه في شمال سوريا.

في الرابع والعشرين من أغسطس/ آب أطلقت تركيا "عملية درع الفرات"، وأرسلت دبابات وقوات إلى سوريا، وكان هدفها المعلن هو إبعاد داعش لمسافة 60 ميلا من حدودها المشتركة، أما الهدف غير المعلن فتمثل في إبقاء سيطرة القوات الكردية على رقعة غير متصلة من الأراضي الممتدة إلى العراق.

وفي الأسبوع الماضي، أعلنت تركيا نجاح عملية درع الفرات وانتهاءها، وهي خطوة تقول مصادر البنتاغون إنها جاءت في الواقع بسبب إعاقة الولايات المتحدة وروسيا للهجوم التركي من تحقيق أي مكاسب أخرى في سوريا.

كان الأتراك انتزعوا مدنا في الشمال السوري من داعش، مثل جرابلس ودابق والباب، لكن خطتهم للتحرك ضد الأكراد في منبج أحبطت عندما نشرت الولايات المتحدة جنودا من القوات الخاصة  البرية خارج المدينة وأعلنت أن منبج لم تعد في حاجة إلى التحرير.

وفي الوقت نفسه، تقدمت القوات السورية والروسية عبر الجناح الجنوبي للقوات التركية في سوريا، مما أدى إلى منع أي حركة من اتجاه الجنوب إلى الرقة.

بعد تطويق القوات التركية من جميع الأماكن، أعلنت تركيا في ذلك اليوم انتهاء عملية درع الفرات بنجاح.

وقال عدد من مسؤولي البنتاغون إن القوات التركية تحتاج إلى الدعم اللوجيستي والأسلحة من أجل فرض حصار ناجح على مدينة تتمتع بتحصين ودفاعات جيدة، لا سيما إذا أخذ في الحسبان أن 100.000 جندي عراقي لديهم كل الإمكانيات، لم يتمكنوا من القضاء على أقل من 1000 مقاتل لداعش في غرب الموصل.

وعلاوة على ذلك فإن أي خطة تركية جديدة لتحرير الرقة تتطلب شهرا من التخطيط الإضافي، الأمر الذي يمنح إرهابيي داعش المزيد من الوقت لقتل مزيد من الأبرياء، والإخفاق في تحقيق هدف الرئيس ترامب بتسريع هزيمة تنظيم الدولة في العراق وسوريا.

ولما كان الواضح وضوحا كبيرا أن الولايات المتحدة تتجه تحو تركيا بتصريحات عامة، تحاول قطع الطريق على هجوم تركيا على الرقة، فإن تركيا ما فتئت تثير تهديدات مبطنة حول سحب التصريح باستخدام قاعدة إنجرليك الجوية ذات الموقع الاستراتيجي، حيث تتمركز معظم طائرات التحالف.

ردا على ذلك يبحث بعض حلفاء الناتو عن بدائل للقاعدة التركية. وقد قال تقرير نشرته صحيفة "داي فيلت" الألمانية هذا الأسبوع إن ألمانيا حددت ثمانية بدائل لإنجيرليك، وذكر التقرير أن الخيارات تشمل ثلاثة مواقع فى كل من الكويت والأردن، واثنين فى قبرص.

قال المتحدث باسم التحالف الدولي، جون دوريان: "فيما يتعلق بما اذا كانت وحدات حماية الشعب ستشارك في الهجوم على الرقة، فإني أتوقع مشاركة الأكراد، لكنني أترك ذلك للوقت الذي نحدده نحن."

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس