ترك برس

رحبت جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين "موصياد" بوفد الغرفة التجارية الصناعية بالمدينة المنورة الذي ضم 200 رجل أعمال سعودي وتركي على رأسه رئيس الغرفة منير محمد ناصر، وذلك على لسان ممثل رئاسة الموصياد غزوان المصري.

وقال المصري إن زيارة الوفد السعودي والزيارة التي قام بها وفد الموصياد لغرفة تجارة المدينة المنورة وغرفة تجارة مكة وغرفة جدة قبل أسبوعين عن 38 رجل أعمال من الجمعية، تأتي ضمن التوجه السياسي لقيادة كلا البلدين بتعزيز العلاقات الثنائية على جميع المستويات، مؤكدًا أن العلاقات بين تركيا والسعودية تشهد أعلى تقارب في التاريخ الحديث لكلا البلدين.

وتم خلال الزيارة توقيع 10 اتفاقيات بين رجال الأعمال الأتراك والسعوديين، وتوقيع اتفاقية تعاون بين الموصياد والغرفة التجارية والصناعية للمدينة المنورة، كما تم توقيع اتفاقية بين شباب الموصياد وشباب الأعمال بغرفة المدينة.

وفي حديثه عن فرص العمل والاستثمار من وجهة نظر القطاع الخاص، قال المصري إن تركيا بعدد سكانها 80 مليون نسمة، وموقعها الجغرافي الذي يصل إلى 53 دولة خلال 3.5 ساعة بالطائرة، واستقرارها السياسي والاقتصادي خلال 13 سنة ماضية، وتوفّر اليد العاملة المدربة فيها، وما تملكه من خبرة، وإمكاناتها السياحية المميزة، وبنيتها التحتية الحديثة، ونظامها البنكي المنفتح عالميًا، تحتلّ مكانة مميزة لجذب الاستثمارات التي تجاوزت 180 مليار دولار خلال 13 سنة ماضية.

وأشار ممثل رئاسة الموصياد إلى أن تركيا تأخذ على عاتقها أن تكون جسرًا للتواصل بين العديد من دول العالم لتصل بين الشرق والغرب، فقد تمكنت من التوصل إلى اقتصاد مستقر مكّنها من أن تكون مرفأً آمنًا في المنطقة، كما استطاعت تحقيق نجاح بمعدل نمو نادر يُقارب 4.6 بالمئة، كما سجل الناتج المحلي الإجمالي معدلًا أعلى من التوقعات، حيث وصل إلى 2.9 بالمئة لعام 2016م، في حين بلغ معدل دخل الفرد السنوي 10.807 دولار أمريكي.

ونوّه إلى أن الصراع المستمر الذي تخوضه تركيا مع الجماعات الإرهابية المختلفة، ومحاولة الانقلاب الفاشلة في الخامس عشر من تموز/ يوليو 2016م، وتوتر العلاقات مع الغرب، لم يَحُل دون تفوّق الاقتصاد التركي على العديد من البلدان النامية، وقد أعلن البنك الدولي تقدّم تركيا من المركز 127 إلى المركز السابع عشر في مقدار الدخل القومي البالغ 857 مليار دولار للعام الماضي.

وذكر المصري أن نسبة الشباب واليد العاملة الشابة في المجتمع التركي تزداد كل عام، وان تركيا تمتلك قوة عاملة تزيد عن خمسين مليون نسمة، فهي تتميز بمجتمعها الفتيّ عن المجتمعات الأوروبية، كما تتميز بعلاقات قوية وعلاقات اجتماعية وصداقة مع دول آسيا الوسطى ودول القفقاس والدول العربية لما تمتلكه من تاريخ وثقافة مشتركة معهم.

وأوضح أن تركيا وهي تواصل تدعيم أساسات الاستقرار في مجالات النمو الاقتصادي والتصدير والخصخصة والاستثمار، فإنها أضحت الدولة الأكثر جذبًا لمن يبحثون عن شريك قوي وآمن على الصعيد الأوروبي - الأفروآسيوي، مضيفًا أن الإنجازات الاقتصادية الكبيرة التي تحققت في السنوات الأخيرة جعلت تركيا من أكثر الدول جذبًا للاستثمارات الأجنبية.

وأحرزت تركيا تقدمًا في مجال الاستثمار الأجنبي حسبما يوضح المصري، حيث وصلت عدد الشركات الأجنبية إلى 51.400 شركة بعد أن كانت عام 2002 لا تتجاوز 5.600 شركة، وأصبحت المدة التي يتطلبها تأسيس شركة لا تتجاوز 6 أيام حتى يمكن للشركة الأجنبية ممارسة أعمالها التجارية أو الصناعية أو الزراعية، وبدون أي تحديد بشريك محلي، مؤكدًا فخره بوجود حوالي 1000 شركة سعودية تستثمر في تركيا.

كما تشهد التجارة الخارجية التركية مع الدول الإسلامية وعلاقات الاستثمار معها تطورًا مستمرًا، فقد زاد حجم تجارتها مع دول منظمة التعاون الإسلامي، وأيضًا الدول العربية أكثر من عشرة أضعاف في السنوات الأخيرة.

وأكد المصري مساهمة ارتفاع نسبة عدد السكان والتمدّن في جعل قطاعي الإنشاءات والبنية التحتية أحد أهم القوى الدافعة لعجلة الاقتصاد، فقد وصلت حاجة تركيا السنوية إلى المنازل الجديدة إلى حوالي 300.000 منزل.

كما سلّط الضوء على المكانة المهمة التي شغلتها عملية شراء العقارات وتزاوج الشركات في السنوات الأخيرة، فقد اهتمت رؤوس الأموال من الخليج بشكل خاص بالاستثمارات في مجال العقار، والسكن، والفلل، وسكن المصايف، واستثمارات كبيرة في المراكز التجارية، وتمولي المشاريع، وغيرها من الاستثمارات، وجاءت السعودية في المرتبة الثانية بين الدول العربية بهذا المجال.

وتُعتبر تركيا من الدول السياحية الهامة، حيث يزورها سنويًا ما يزيد عن 38 مليون سائح، يستمتعون بمختلف وسائل الراحة والترفيه، وهناك السياحة الدينية، والسياحة الثقافية، والسياحة العلاجية، والاجتماعات الدولية التي تُعقد على مدار السنة في تركيا.

وفيما يتعلق بمجال مصادر الطاقة البديلة ونقل الطاقة، أشار المصري إلى أنه احتل أهمية كبيرة في السنوات الأخيرة. فبعد خط مشروع أنابيب باكو - تبليسي - جيلان للبترول الخام، جاء مشروع غاز جنوب القوقاز لنقل الغاز الطبيعي الأذري إلى تركيا وأوروبا "ترانس أناضول" (TANAP) الذي يُؤمّن نقل الغاز الأذربيجاني، وايضًا مشاريع نقل الغاز والبترول الروسي والإيراني إلى أسواق العالم.

كما ازدادت أهمية تركيا في كونها طريقًا مهمًا لنقل الطاقة حسب المصري، وهي تنوي فتح أبواب فرص الاستثمار أمام القطاع الخاص على مصراعيه، فالاستثمارات في مجال البنية التحتية ستؤمن فرصًا مهمةً للمستثمرين.

وتُعتبر تركيا من الأماكن الهامة في القطاع الزراعي، وذلك بالنظر إلى غناها بالموارد المائية، ومواردها الطبيعية، وأراضيها الواسعة، ومناخها المناسب لمختلف أنواع الإنتاج الزراعي. كما أن معظم الأراضي التركية هي أراضٍ صالحة للزراعة، وهناك طلب كبير على الزراعات العضوية، الأمر الذي جعل الحاجة كبيرة للاستثمار في البنية التحتية في مجال تقنيات الزراعة الحديثة وزيادة حجم الإنتاج.

وختم المصري بتأكيده على أن الدول العربية وبالأخص دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية هي دول صديقة، تربطها بتركيا علاقات تاريخية، وأن الموصياد يهدف إلى إقامة الشبكات والعلاقات التجارية القوية بين البلدين، معربًا عن إيمانه بإمكانية تحقيق العديد من النجاحات معًا وأن يكون الطرفان ساعدًا قويًا داعمًا لبعضهما البعض في العديد من الأمور,

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!