محمود القاعود - خاص ترك برس

في السابع من نيسان/ أبريل 2017م، قامت الولايات المتحدة الأمريكية، بشن ضربة عسكرية "محددة" ضد مطار الشعيرات العسكري بغرب حمص، ردًا على قيام قوات السفاح المجرم بشار الكيماوي، بقصف مدينة خان شيخون بريف إدلب بالسلاح الكيميائي يوم 4 أبريل.

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الضربة الأمريكية هي انتصار للعدالة، وأن الولايات المتحدة توجه رسالة لجميع دول العالم!

صاحبت الضربة الأمريكية عملية صاخبة من المناقشة والتهليل والتنديد من جميع الأطراف، وكان لها صدي عالميا علي مدار يومي السابع والثامن من أبريل.

لكن – وهو الأهم – ماذا بعد الضربة الأمريكية؟

عمليا لم تُغير الضربة الأمريكية من الواقع السوري المتشظي على مدار أكثر من ست سنوات، بل العجيب أن نظام بشار الكيماوي ومعه روسيا... واصلوا القصف الإجرامي العنيف وقتلوا عشرات الأطفال والنساء في بضعة ساعات,.. كما تحركت طائرات تابعة لبشار من قلب المطار الذي قصفته أمريكا بتسعٍ وخمسين صاروخ توما هوك!

أمريكا تستطيع قتل بشار بصاروخ توما هوك واحد توجهه إلى حيث مقر إقامة بشار، وأركان حكمه، لتنهي بذلك معاناة شعب يموت ويُقتل على مدار الساعة منذ نحو سبع سنوات... لكن أمريكا هي من تدعم بشار وتشد علي يديه وتحميه، وفوّضت روسيا أن تتدخل بفسفورها وعناقيدها وبوارجها وطائراتها لحماية نظام بشار الكيماوي.

بشار الأسد هو أخطر عميل أمريكي عبر التاريخ، ولذلك يستحيل أن تُشارك أمريكا في إسقاطه... ذلك أن سقوط بشار يعني أتوماتيكيا إشعال جبهات مع إسرائيل ودخول الجماعات الجهادية إلى قلب إسرائيل... وهذا سيناريو كارثي لحكومة الكيان الصهيوني... ما يعني أن دعم بشار والحفاظ على أركان نظامه مسألة حياة أو موت بالنسبة لإسرائيل وبالضرورة لأمريكا.

لو كانت أمريكا جادة في الانتصار للعدالة التي تحدث عنها ترامب... لقتلت السفاح الذي يقتل الناس منذ العام 2011م ومكانه معروف لأصغر ضابط في جهاز الاستخبارات الأمريكية... لكن أمريكا تُريد المزيد من الفوضى والدمار في سوريا من أجل عيون إسرائيل... وحتى تتأسس الدولة الكردية في شمال سوريا... وحتى تنقل المعركة إلى العمق التركي... وعندما يؤدي بشار مهمته... ستتخلص منه أمريكا في بضعة دقائق... لتنصب خلفه عميلا جديدا.

لا تصدقوا أمريكا... فهي الحبل السري الذي يُغذي بشار وعصابته.

عن الكاتب

محمود القاعود

صحفي وروائي مصري وعضو اتحاد الصحفيين العرب


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس