ترك برس

رأى خبيران متخصصان في الشأن التركي، أن التصعيد متبادل بين مؤيدي التعديلات الدستورية ومعارضيها في تركيا هو أمر طبيعي قبل عملية الاستفتاء في ظل محاولة كل طرف الانتقاص من رؤية الطرف الآخر، معتبران أن هناك تجاوزات تميزت بها هذه الجولة من الاستحقاقات الانتخابية في البلاد.

وفي 16 أبريل/نيسان الجاري، تشهد تركيا، استفتاءً شعبيا على تعديلات دستورية، تنتقل بإدارة الحكم في البلاد من النظام البرلماني (المعمول به حالياً) إلى الرئاسي. ومن أجل إقرار التعديلات الدستورية، ينبغي أن يكون عدد المصوتين لصالحها أكثر من 50% من الأصوات (50%+1).

وخلال حديثه لموقع "عربي21"، رأى الباحث في مركز البحوث السياسية والاقتصادية والاجتماعية التركي (سيتا) "محمود الرنتيسي"، أن المعارضة التركية تعتمد في دعايتها على فكرة "أن تركيا تتجه لنظام الرجل الواحد الذي سيقرر كل شيء وسيتجاهل دور البرلمان وسيتدخل في القرارات العسكرية وبذلك يعود التداخل بين العسكر والسياسة".

ونوه الرنتيسي إلى أن الجديد هذه المرة هو تجاوز بعض المحرمات في الطرح الإعلامي، مستشهدا بموقف لنائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض هدد فيه "بإلقاء القائلين (نعم للتعديلات في البحر (..) لكنها حتى هذه اللحظة هي تصريحات شعبوية ليس لها أثر كبير على الأرض".

وتطرق الباحث إلى  التسجيل المصور لرئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو، ليلة المحاولة الانقلابية والذي بثته قناة "A-HABER" الخاصة، حيث يظهر هبوطه في مطار أتاتورك خلال محاولة الانقلاب وخروجه من المطار بعد أن أفسحت دبابات الانقلابيين الطريق لموكبه.

ورأى الرنتيسي أن "تأخير الكشف عن هذه المعلومة -التي لا تعتبر دليلا على مشاركة الرجل أو تنسيقه مع الانقلابيين- يبدو أنها تأتي من أجل استخدامها قبل الاستفتاء الذي تشير فيه الاستطلاعات نحو نتيجة (نعم) لكنها ليست مطمئنة تماما".

وأضاف أنه "في هذا السياق فإن استخدام زلات كليتشدار أوغلو تؤثر سلبا على صورته أمام الشعب التركي وبالتالي تقطع الطريق على طروحاته المتعلقة بالاستفتاء".

ووصلت الحدة في الدعاية الانتخابية لمستوى رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان الذي كان حاضرا في الشهر الأخير قبل الاستفتاء بقوة، من خلال سلسلة تصريحات ومواقف وجهها للمعارضة أصبحت حديث الشارع والإعلام.

في المقابل صدرت انتقادات شرسة من خصوم أردوغان، وخاصة كليتشدار أوغلو، وصلت لحد التشكيك بحقيقة المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف يوليو/تموز الماضي، والقول إنها مسرحية.

بدوره، اعتبر الصحفي التركي "صالح كمال"، أنه ثمة تجاوزات تميزت بها هذه الجولة من الاستحقاقات الانتخابية، حيث "من المفروض أن لدى الساسة محرمات أو على الأقل مبادئ أخلاقية في الحياة السياسية، ولكن بعض السياسيين هذه المرة يصارعون في الساحة دون أي قاعدة".

ورأى كمال أن "تصاعد حدة التصريحات في ظل سباق الاستفتاء يؤدي إلى انخفاض الأصوات لمن يرفع صوته"، مشيرا إلى حادثة التشكيك بحقيقة المحاولة الانقلابية على لسان كليتشدار الذي يبدو أنه "استخدم آخر رصاصه لديه، ولكن الرصاص لم يصل لهدفه بسبب عدم وجود أي دليل أو تفاصيل".

وتابع كمال: "هذا الأمر انعكس لصالح مؤيدي التعديلات الدستورية، وأثر في المقابل سلبا على حظوظ المعارضين وبالتالي فشل كتلة "لا" حسب المعايير الأخلاقية للسياسة"، حسبما نقل موقع "عربي21".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!