ترك برس

تحت عنوان "الاستفتاء سيغيّر تركيا.. وربما العالم!"، تناولت صحيفة "القدس العربي"، تداعيات الاستفتاء الشعبي الذي شهدته تركيا يوم الأحد وانتهى لصالح التعديلات الدستورية، مشيرة إلى أن "العالم بعد الاستفتاء لن يعود كما كان قبله".

واعتبرت الصحيفة في تقرير لها أن الأتراك خاضوا "استفتاء ذا معان كبيرة ستغيّر كثيراً من شكل الجمهورية العلمانية التي ارتبط اسمها بمصطفى كمال أتاتورك قبل قرابة 95 عاماً والذي كان، عمليّاً، الرمز التاريخي والسياسي لتلك الجمهورية".

وأشارت إلى أن التصعيد الكبير الذي حصل بين أردوغان والسلطات الأوروبية في ألمانيا وهولندا والنمسا، يستعيد بشكل كبير، مناخ التهديد الكبير الذي كانت تعيشه تركيا بعد الحرب العالمية الأولى.

وأضافت: فتركيا تعاني حاليّاً من هجمات حزب العمال الكردستاني (الذي يجد المجال العام الغربي مفتوحاً لتظاهُراته وتهديداتِه بقتل إردوغان فيما يمنع أنصار الرئيس التركي، وبينهم وزيرة من الاجتماع بِجماهيرهم للتعبير عن دعمهم للتغيير الدستوري)، ومن عمليات تنظيم الدولة الإسلامية المزلزلة، ومن أعباء الأزمة السورية الخطيرة لجوءاً كبيراً ومخاطر أمنية وسياسية.

وقالت الصحيفة إن الانقلاب العسكري الفاشل العام الماضي زاد من إحساس فادح لدى إردوغان بوجود مؤامرة كبرى على تركيا وليس فقط على حزب "العدالة والتنمية" وهو ما تبدّى في تصريحاته الناريّة حول "نازية" أوروبا وكرهُها للإسلام.

وتابعت: لا يمكننا أن نختلف في تشخيص التحدّيات الكبيرة التي تمثلها تركيا بالنسبة للقوى الكبرى في العالم الأمر الذي يجعلها نموذجاً يجب وضع حدود له قبل أن يصبح مركز الثقل في العالم الإسلامي، فتُركيا تمثل القوة الاقتصادية رقم 17 في العالم والقوة رقم 15 عسكرياً.

وبحسب الصحيفة، فإن تركيا تتمتع بموقع جيوبوليتيكي خطير يتوسّط آسيا وأوروبا والشرق الأوسط، ولها موقع رمزي تاريخي لكونها كانت مركز الخلافة العثمانية، وكلّها أمور لا تنافسها فيها، حاليّاً، أي أمة إسلامية أخرى.

واعتبرت أن هذه المعطيات جميعها شاركت في تأطير التوجّه الذي يقوده رجب طيب إردوغان وحزبه، وهي تفسّر، أكثر من الحملات الانتخابية، الحماس الكبير الذي تعاملت به الأمة التركية مع هذا الخطّ الذي يصل الحاضر بالماضي.

وتساءلت عمّا إذا كان هذا النظام السياسي الجديد الذي سيتولد عن الاستفتاء قادرا على الاستمرار في الإنجازات الاقتصادية الكبيرة التي حققها أردوغان وحزبه خلال 15 عاماً من استلامهم السلطة، وكذلك في مواجهة التحديات السياسية الهائلة التي تواجهها البلاد؟

وخلصت إلى أن "الاستفتاء التركي سيغيّر الديناميكيات الداخلية للبلد كما أنه سيترك آثاره الكبيرة على المحيط الجغرافي الكبير الذي يصل تركيا بأواسط آسيا والشرق الأوسط والعالم الإسلامي وأوروبا.. أي أن العالم بعد الاستفتاء لن يعود كما كان قبله".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!