مصطفى كارالي أوغلو -صحيفة قرار- ترجمة وتحرير ترك برس

لو أننا أردنا أن نُعدّ قائمة هناك الكثير من النقاط التي سنصادفها، والتي ستقود بنا إلى القول: "يا ليتها لم تحدث". ولكن علينا ألا ننسى أن تركيا ليست في الشأن السوري فقط، وإنما في الأزمات العالمية والتواترات الدولية جميعها، جزء من نظام عالمي تحالفي......وهذا النظام في بعض الأحيان يعود بالمزايا لصالح تركيا، وفي بعض الاحيان يقود إلى مشاكل.

فليس من الضروري أن تخرج كل حملة، أو تدخل سياسي بنتائج مضمونة، وإلا ما فائدة الدبلوماسية؟

عدم تقديم تركيا السلاح للمعارضة خلال 2012 - 2013، عندما كانت روسيا وأمريكا غير موجودتين في الساحة السورية بعد، كان كفيلا لإضاعة فرصة كبيرة من بين أيدينا. الشروط تبدّلت، وبعيد ذلك أطلقت عملية درع الفرات، التي تمكنت ولو بشكل نسبي إعادة القوة لوحدات الجيش السوري الحر، التي ضعُفت في الآونة الأخيرة، وتمكنت العملية من استعادة بعض الفرص الضائعة.

عندما تكون تركيا حليفة مع الولايات المتحدة الأمريكية، تواجه صعوبات مختلفة في اتّباع وإدارة سياسة في سوريا. بالنسبة إلى الأمريكيين لا يوجد فرق كبير فيما إذا نجحت السياسة المتبعة في منطقة ما أم فشلت....ذلك لأنّهم ليسوا تحت الأنقاض، ولأنهم لا يدفعون فواتير الحرب.

حسب التحليلات الأخيرة، لا يوجد حل سوى النظر إلى يومنا، ونسيان الماضي، فالتاريخ لا يُكتب بالأماني.....

وحديث اليوم هو خطر حزب الاتحاد الديمقراطي بالقرب من الحدود التركية. في الحقيقة هذا التطور ليس وليد اليوم، وكانت هناك دلالات منذ زمن بعيد تنذر بهذا الخطر المحدق، وما قادنا إلى الشعور بالقلق هو قرار الولايات المتحدة الأمريكية بتقديم السلاح الثقيل لحزب الاتحاد الديمقراطي. ويمكننا أن نفهم جدية الموضوع من خلال تصريحات أردوغان التي يدلي بها فيما يخص زيارته التي سيجريها إلى الولايات المتحدة الامريكية للاجتماع إلى ترمب.

وقال الرئيس أردوغان: "سنجري لقاءات رفيعة المستوى، ما سيتم في الولايات المتحدة الأمريكية لن يكون بمثابة الفواصل، وإنما بمثابة النقطة.... لا يليق بالولايات المتحدة الأمريكية الوقوف إلى جانب تنظيم إرهابي، تحدثت إلى السيد بوتين، وقلت له الأمر ذاته، وأخبرته بأنه لا يليق بروسيا الوقوف إلى جانب الإرهابي.

ما الذي يمكن قوله أكثر من ذلك؟

ومن الواضح أن الجناح العسكري في القيادة المركزية الأمريكية بقرار دعم حزب الاتحاد الديمقراطي بالسلاح قبيل زيارة أردوغان إلى واشنطن، دخل ضمن حسابات لإلغاء احتمالية تدخل أردوغان لإلغاء هذا القرار في أثناء اجتماعه إلى ترمب.

وحساباتهم تبدو في مكانها، ولكن ما من أحد يدرك كم سيكون عمرها؟ وفي هذه النقطة تحديدا، إن زيارة أردوغان إلى واشنطن ستواجه صعابا، ولكن في الوقت نفسه لن يكون بالأمر السهل إقناع تركيا من قبل البيت الأبيض بقراره.

لن يكون بإمكان ترمب قول لدى الجلوس إلى الطاولة، حصل ما حصل، فلنتجاوز هذا الأمر". وهناك توقعات بأن يعرض عروضا دائمة أمام تركيا....والعرض سيكون له علاقة إما بإعادة فتح الله غولن زعيم تنظيم الكيان الموازي، أو بوضع مفهوم جديد حول مواجهة تنظيم بي كي كي الإرهابي. أو من يدرك قد يكون الأمران معا....وخصوصا هناك إشارات قد أعطيت فيما يخص موضوع تنظيم بي كي كي...

من الضروري النظر في نطاق أوسع لفهم ما يحدث.....من الممكن أن تُناقش الأسباب، ولكن لسنا في وقت ينظر فيها العالم إلينا بلطف، وهذا يصعّب سياستنا الخارجية، المهم هو أن نتحلى بالصبر والهدوء لدى جلوسنا على الطاولة، وإدارة الفرص بأفضل شكل، ولا يوجد حل أفضل من ذلك.